قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود

قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود من القصص الدينية الممتعة والشيقة والمليئة بالمواعظ والمواقف التي يمكننا أن نتعلم منها.

ويمكن أيضًا أن نقصها على أطفالنا لنبني شخصيتهم بصفات الأنبياء، وصفات المؤمنين المجاهدين في سبيل الله عز وجل؛ ولهذا سنعرض هذه القصة بشكل مختصر خلال التالي.

قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود

تدور أحداث هذه القصة حول الأحوال التي كانت تمر بها بني إسرائيل عندما بدل الله أحوالهم فقطع فيهم نسل الأنبياء.

حيث كان في هذا الوقت كلما مات نبي تولى مكانه نبي آخر، فقد أبدلهم مكان ذلك حكم الملوك الجبارين الذين سفكوا الدماء ونشروا الظلم والفساد.

وكان ذلك جزاء ما فعلوه مع الأنبياء، ورفضهم لدعوتهم إلى عبادة الله الأحد، حيث أضاعوا التابوت منهم الذي بعث الله فيه السكينة والبركة.

حيث كان في هذا التابوت بقية مما ترك آل موسى وآل هارون، الأمر الذي أدى إلى انكسارهم وذلهم، وتمكين أعدائهم عليهم.

شاهد أيضًا: قصص فتوحات سيف الدين قطز

قصة الملأ من بني إسرائيل

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ  قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ.

وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ .

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة:246 -248].

هؤلاء الملأ هم الأشراف من بني إسرائيل، حيث ذهبوا إلى نبيهم من بعد موسى عليه السلام.

كما طلبوا منه أن يعين لهم ملك يجمعهم ويوحدهم، حتى يستطيعوا محاربة عدوهم.

أيضًا فقال لهم النبي ليس عندكم نية للجهاد، فقالوا لماذا لا نخرج لمقاتلة الأعداء، وقد تم إخراجنا من ديارنا قهرًا.

وقد فرض عليهم القتال وبعث لهم ملكًا يقاتلون معه، فلم يوفوا بعهدهم.

ولم يعبر النهر مع نبي الله طالوت إلا القليل منهم، والباقي قد أدبر عن ذلك.

اقرأ أيضًا: قصة داود عليه السلام

رأي بني إسرائيل في طالوت

قد رأى هؤلاء القوم أن نسبهم أعلى من نسب طالوت، ولهذا فكيف يحكمهم وهو دونهم في النسب.

وكيف مع فقره يستطيع أن يحكمنا، وهذا لأنهم يرون أن الملك يحتاج إلى أموال طائلة ونسب كبير.

ولم يعلموا أن بالعلم والجسم تستقيم أمور الملك، وكان ذلك متوفرًا في طالوت.

ولهذا اصطفاه عليهم، فالله يختار من عباده من يشاء.

وقال الله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي.

وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ.

فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ.

فقَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ .

وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ.

وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ.

وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ، تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [البقرة:249-252].

وكان هذا امتحانًا من الله لبني إسرائيل فلما قل معهم الماء عصى أكثرهم أمر الله.

كذلك أقبلوا على النهر فشربوا منه وتخلفوا عن محاربة العدو لقلة صبرهم عن الماء.

فكيف يصبرون على القتال، إلا قلة منهم صبروا مع النبي ولم يشربوا من النهر.

نصر الله لطالوت وقتل جالوت

كما استجاب الله لدعاء طالوت وجنوده، وكان النصر لصالح المؤمنين، وقد قتل داود جالوت.

ولقد آتاه الله الملك والحكمة بسبب شجاعته وصبره، وعلمه الله العلوم التي تفيده في ملكه ونبوته.

وقد اطمأن المؤمنين بنصرهم، فقد نصرهم الله رغم قلتهم، ومكنهم على أعدائهم.

ولهذا عبدوا الله مطمئنين واثقين في رحمته وعفوه وإعانته لهم في شدتهم، وقد سعدوا بذلك كثيرًا.

الدروس المستفادة من قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود

أيضًا بعد أن تحدثنا عن قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود، نجد أن هذه القصة مليئة بالعبر والمواعظ التي يمكن أن نمثلها في حياتنا اليومية.

ومن هذه العبر ما يلي:

  • لا بد من وجود ملك تجتمع عليه الدولة، وتثق في حكمه، وأن أساس توليه الحكم هو قوة البدن.
    • وقوة العقل أي العلم والحكمة التي بها تستقيم أمور الدولة.
  • كذلك اجتماع العلم والرأي والجسم ضروري للحكم، وأن فقد أحدهما يكون سبب في سقوط الدول.
  • كذلك أن الاستعانة بالله عز وجل هي سبب النصر، ولا بد معها من الأخذ بالأسباب.
  • بينما أن الدعاء يغير القدر فبالرغم من قلة عدد جنود طالوت.
    • وكثرة عدد جنود جالوت إلا أن استعانتهم بالله عز وجل واتكالهم عليه جعلهم من الفائزين بنصر الله في الدنيا والآخرة.
  • كما أن الله يبعث الابتلاءات والامتحانات ليميز الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب.
    • والمؤمن من الكفار كما فعل بجنود طالوت في أمر النهر.

تابع من هنا: قصة طالوت وجالوت في سورة البقرة للأطفال

وبهذا نكون قد تحدثنا عن قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود وبينا ما بها من عبر وعظات يمكن الامتثال بها، كما وضحنا كيف نصر الله المؤمنين.

وكيف امتحنهم الله ليميز الخبيث من الطيب، وكيف كانت نهاية جالوت ومقتله.

قصص ذات صلة