قصة قصيرة عن تعامل الرسول مع أصحابه للأطفال

قصة قصيرة عن تعامل الرسول مع أصحابه للأطفال، أخلاق رسولنا الكريم تحتاج إلى مجموعة من المواضيع وليس موضوع واحد فقط والتي لن تكفي لشرح مدى سماحة وعطاء وكرم وطيب خلق محمد صلى الله عليه وسلم.

معنا مجموعة من القصص التي تدل على جزء بسيط من الأخلاق والصفات الحميدة التي تجمعت في رسولنا الكريم، على أمل أن نستفيد جميعاً من هذا الموضوع الشيق في موقعنا المتميز دوماً.

قصة الرسول والحليب

كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في مجلس مع مجموعة من الصحابة وقد جاءه هدية في شكل حليب نقي وطازج، فشرب كمية بسيطة منه وكان يجلس على يمينه عبدالله بن عباس والذي كان غلام صغير في السن.

أما عن يساره فكان يجلس أكبر الصحابة وشيوخهم أي كبار السن، ومن أهم قواعد وآداب الإسلام هو إن حينما نقم بإعطاء مشروب أو طعام لأشخاص فيجب البدء من الجهة اليمنى.

لكن كانت الجهة اليمنى بها الغلام الصغير عبدالله بن عباس ولكن لا يجب أن يهمل كبار السن في المقابل، وبالتالي كان يفكر رسولنا الكريم في أفضل الطرق للتصرف في هذا الموقف.

كان من الممكن أن يهمل الطفل ولا يهتم به فهو لن يفهم هذا التصرف، ولكنه اهتم به وسأله عن رأيه في أن يبدأ بكبار السن في الشرب أولاً ولكن هنا المفاجأة كانت رد عبدالله بن عباس الطفل والذي أخبره إنه غير موافق نهائي.

كما أخبر رسولنا الكريم إن سوف لن يتناول الحليب هذا بعده أي شخص أخر سواه هو، والرد الخاص برسولنا كان مفاجأة أخرى حيث إنه لم يرد له كلمته وأعطاه الحليب ليشربه من بعده واحترم رأيه.

قصة أنس بن مالك مع الرسول الكريم

كان أنس بن مالك هو خادم النبي منذ صغره ومن بداية هجرته إلى المدينة وحتى وفاته صلى الله عليه وسلم، يقول أنس إن طوال مدة العشر سنوات التي عمل بها لديه لم يجرحه أو يسبه أو يقول له أي كلمة تزعجه.

وأضاف لم يسأله ماذا فعلت أو لماذا فعلت كذا على الرغم من صغر سنه وإن ليس لديه خبرة في الخدمة، إلا إن رسولنا الكريم لم يشعره قط إنه خادماً لديه أو يضربه أو يقسو عليه في أي موقف من المواقف التي كان مر بها خلال خدمته له.

كان ذات يوم طالباً له أن يذهب إلى مشوار معين ليقضي له أمر ما ولكن أنس لم يكن يرغب للذهاب إلى المشوار هذا ولكنه اضطر للذهاب كطاعة فقط للرسول، وخلال ذهابه وجد مجموعة من الأطفال يلعبون في السوق فرغب في اللعب معهم.

مر الرسول الكريم بالصدفة فوجد أنس يلعب معهم فذهب له وأمسك به وهو يبتسم وسأله هل ذهب للمشوار فأخبره أنس إنه سيذهب فوراً، ولم يغضب عليه رسولنا الكريم أو يضربه أو يجرحه أمام الآخرين بل مر الموقف وكأن شيئاً لم يكن.

تواضع رسولنا الكريم

كان رسولنا الكريم لا يحب المدح أبداً ولا يحب أن يشعر بإنه مهاباً من الآخرين، فذات يوم جاءه رجل ليسأله عن أمر هام فشعر الرسول بإنه يرتعش من شدة خوفه منه فأخبره أن يهون على نفسه لا يستحق الأمر كل هذا الخوف منه.

كما أخبره رسولنا الكريم إنه ليس بملك إنما هو ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد، وكان لا يحب صلى الله عليه وسلم التهليل والتعظيم والتعامل معه كإنه ملك أو متجبر.

وكان أيضاً متواضعاً مع الصحابة بشكل كبير فكان يشاركهم أعمالهم دائماً وأبداً وخاصةً عند بناء المساجد، ويساعدهم في تحمل مشقات الحرب أيضاً وكان يمزح مع الصحابة ويلعب مع أولادهم ويزورهم في منازلهم.

العفو عند النبي الكريم

كانت قريش قد قامت بإيذاء رسولنا الكريم وأصحابه بشكل كبير قد فاق الحد حيث ارتكبوا الكثير من الجرائم العنيفة والطاغية عليه وعلى الصحابة، وذات يوم في صباح اليوم التالي من الفتح الإسلامي عليهم دخل الرسول المسجد الحرام.

وجد أهل قريش جالسين مطأطأين رؤوسهم ينتظرون الحكم الخاص برسولنا الكريم والذي قام بالفتح بهم، ولكنه بمجرد أن دخل المسجد أخبرهم ما تظنون إني فاعل بكم ؟! فقالوا ” أخ كريم وابن أخ كريم “.

أخبرهم رسولنا الكريم بعد ذلك ” أذهبوا فأنتم الطلقاء “، ومن هنا قد عفا عنهم رسولنا بعد كل ما قد ارتكبوه ضده وضد الصحابة ولكنه لم يعنفهم ولم يضربهم أو حتى يضرهم برغم قوة موقفه وضعف موقفهم.

قصة مواساة الرسول لطفل عصفوره مات

كان هناك أخ لأنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم وكان اسم أخ أنس هو أبو عمير فكان يمر عليه الرسول الكريم ويمزح معه ويتحدث معه، ويقوم باللعب مع عصفوره الذي يحمله في قفص معه دائماً.

اهتم الرسول بأمر الطفل هذا وكان يحب التحدث معه ويلعب مع عصفوره، وذات يوم مر عليه وسأله عن حال عصفوره فكان العصفور قد مات فحزن الرسول عل حزن الطفل وعلى العصفور وقام بتقديم التعزية له على عصفوره.

قام النبي مواساته في حزنه على موت العصفور هذا وظل يلعب به وزاد اهتمامه به، حتى فرح الطفل كثيراً ونسي موت العصفور والذي كان تأثر به بشدة حينما فقده وكان الطفل سعيد من كلام الرسول وتصرفاته معه.

وعن عائشة رضي الله عنها وأرضاها إنها كانت تقول عن رسولنا الكريم إنه كان يؤتي بالصبيان فيبرًك عليهم ويحنًكهم، والمقصود هنا بكلمة يبرًك عليهم هي إنه كان يدعو للصبيان بالبركة.

أما المقصود بكلمة يحنًكهم فهي تدل على السنة النبوية الشريفة والتي يقوم بها أبو المولود حيث إن بعد ولادة المولود يجب أن يتم مضغه هو أو أي رجل صالح أخر تمرة ومن ثم وضعها في فم الطفل ليمصها وهو كان يفعلها دوماً مع الأطفال.

نذكر أيضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن حفيداه الحسن والحسين، ” هما ريحانتاي من الدنيا “، فكان دائماً اللعب معهم ويحبهم جداً ومتعلق بهم بشدة وكان يضعهم على ظهره ويجري بهما فكان عطوفاً على الصغار ومحباً لهم دوماً.

الدروس المستفادة من قصة قصيرة عن تعامل الرسول مع أصحابه للأطفال

  • احترام الكبير والعطف على الصغير، التواضع من قبل الرسول مع الصغير والكبير واحترامهم وحب الرسول لمشاركة الطعام والشراب مع أصحابه.
  • التواضع مع الآخرين وخاصةً مع من هم أقل منا شأناً أو مادياً أو اجتماعياً وعدم التعامل بتعالي وكبر مع الآخرين.
  • ضرورة الاعتماد على جبر الخواطر لدى الآخرين وعدم الاستهزاء بهم والتعامل باللين واللطف مع الجميع.
  • العفو والتسامح والصفح عن الآخرين والابتعاد عن جرحهم أو التعامل معهم بعنف وغضب.

في خاتمة حديثنا حول قصة قصيرة عن تعامل الرسول مع أصحابه للأطفال، نكون تعرفنا معاً على مجموعة من أعظم أخلاق الرسول الكريم مع أصحابه والتي نتمنى أن نحتذي جميعاً بها لتحقيق مجتمع أفضل على أمل أن تكونوا استفدتم من هذا الموضوع دمتم في أحسن حال.

قصص ذات صلة