قصة أبو بكر الصديق مع الرسول في غار ثور

قصة أبو بكر الصديق مع الرسول في غار ثور، غار ثور هو واحد من أشهر الأماكن الدينية الإسلامية والتي استعان بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم للاختباء من المشركين مع أبي بكر الصديق وهو أكثر شخص كان يحمي الرسول ويحبه بصدق.

سنعرض لكم القصة الخاصة بغار ثور بالتفصيل تلك القصة الخاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، تابعوا معنا هذا الموضوع الشيق المميز على أمل أن تستفادوا منه في موقعنا هذا.

موقع غار ثور

غار ثور مختلف عن غار حراء والفرق هنا يكمن في إن غار حراء اتخذه رسولنا الكريم للتعبد والتأمل والسكون من أجل التفكر في خلق الله عز وجل والابتعاد عن الاختلاط بالآخرين حيث كان وقتها انتشار لعبادة الأوثان الأمر الذي كان الرسول كارهاً له.

غار ثور أكبر في المساحة من غار حراء ويقع في الجهة الجنوبية من مكة المكرمة وبالتالي هو أبعد عن مكة المكرمة من غار حراء، سمي بهذا الاسم نسبةً إلى رجل نزل به وهو ثور بن عبد مناة.

هو عبارة عن صخرة تتسم بوجود تجويف في أعلى قمة الجبل الخاص بها، وأما بالنسبة لشكله الخارجي فهو يحتوي على فتحتين الفتحة الأولى في مقدمته والفتحة الثانية في مؤخرته.

قصة أبو بكر الصديق مع الرسول في غار ثور

قبل البدء في قصة غار ثور يجب أن نعلم مدى قوة العلاقة بين الرسول وأبو بكر والذي قام بالتضحية بنفسه وبماله وبكل ما يملك في سبيل الله عز وجل والمسلمين وفي سبيل الدين الإسلامي والنبي الكريم وكان معه في كل مكان وأي وقت.

بدأت قصة غار ثور حينما اشتد البلاء والمصائب الخاصة من المشركين على المسلمين وعلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالأخص، فأمره الله سبحانه وتعالى بأن يهاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

وكان خلال هذا الوقت وتلك الفترة من يقف بجوار نبينا الكريم دائماً وأبداً والصديق المخلص له هو أبو بكر الصديق، فاختاره رفيقاً له في رحلته تلك وفي هجرته الأمر الذي جعل أبو بكر يفرح بشدة ويبكي من شدة فرحه إن رسول الله اختاره رفيقاً في طريقه.

بالفعل خرجا معاً من مكة من تجاه الجنوب إلى المدينة عندما علم رسولنا الكريم عما يقوم به المشركون من قريش وتدبيرهم فخ له، الأمر الذي جعله يطلب من علي ابن أبي طالب أن ينام بدلاً منه في فراشه.

كان الهدف من نوم على ابن أبي طالب هو من أجل أن يعتقد المشركون إن النائم هو محمد صلى الله عليه وسلم، بالفعل نام علي ابن أبي طالب مكان الرسول على فراشه وخرج كلاً من الرسول وأبو بكر الصديق حتى يبدأا رحلة الهجرة الخاصة بهما.

أعمى الله أبصار المشركين وبالتالي لم يره أي شخص من قريش أثناء خروجه مع أبي بكر، كانوا كفار قريش ينتظروا الرسول خارج منزله لأنهم كانوا متأكدين من خروجه من أجل صلاة الفجر ولكن بقدرة الله عز وجل لم يتمكنوا من رؤيته حيث أصابهم الله بالعمى.

خروج الرسول مع أبي بكر إلى المدينة

بعدما علمت قريش إن الرسول تمكن من الخروج من منزله هو وأبو بكر ودون أن يروا الرسول أو حتى يتمكنوا من رؤية أبي بكر، استشاطوا غيظاً وقرروا قتل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

قرروا اللحاق بهما من أجل قتلهما معاً ولكن تمكن النبي الكريم وأبو بكر من الاختباء في غار ثور الضيق الذي يقع في الجبل هرباً من الكفار، ظلا في أمر الاختباء هذا لفترة كما كانت أسماء بنت أبي بكر هي من تحضر لهما الطعام والشراب خفية كل يوم.

أما الصحابي الجليل عمر بن فهيرة رضي الله عنه وأرضاه فقد كان راعي للأغنام وكان له دور هام خلال تلك الفترة، فكان يلحق بأسماء بنت أبي بكر ويقوم بإزالة آثار الأقدام من الرمال خلال غنائمه حتى لا يعلموا قريش إن هناك أشخاص مروا من الطريق.

وكان هناك شاب اسمه عبدالله بن أبي بكر وهو ابن أبي بكر الصديق وكان شاب حذق أي لديه سرعة بديهة وذكاء فائق وكان له دور كبير خلال تلك الهجرة، حيث كان يذهب للاطمئنان عليهما ومن ثم يعود في أخر الليل خفية عن قريش.

كان يظل مع قريش ويستمع منهم كل ما يكنوه لهما ويستمع للأخبار من الناس من أجل أن يخبرهما بكل الحديث، وبمجرد أن يختلط الليل يذهب فوراً لإخبار النبي الكريم وأبو بكر كل ما سمعه من قريش من أجل تنبيههما وإخبارهم كل التفاصيل.

الموقف الخاص بأبو بكر الصديق في غار ثور

بمجرد أن وصلا الرسول وأبو بكر معاً إلى الغار رغب أبو بكر في الاطمئنان على المكان قبل أن يدخل له الرسول الكريم، خوفاً عليه من أن يصيبه أي مكروه من لدغ حية أو أن يتواجد في المكان سبع يؤذيه.

وكان وصولهما في المساء الأمر الذي جعله يخاف على الرسول بشكل أكبر ومضاعف، فقد كان يحبه بصدق وعلاقته مختلفة جداً معه ومميزة وأثناء تطهير أبو بكر للغار تعرض للدغ الأمر الذي جعله يقوم بإخفاء إنه تعرض للدغ حتى لا يقلق النبي.

ولكن بعد عدة ساعات اشتد ألم اللدغة تلك عليه وظهرت أعراضها وعلم النبي بالأمر حينما لاحظ التغير على ملامح أبو بكر، فقام فوراً رسولنا الكريم بالدعاء لأبي بكر ومن ثم بصق على مكان اللدغة تلك وتم الشفاء منها تماماً بأمر من الله تعالى عز وجل.

ظل كلاً من رسولنا الكريم مع أبي بكر داخل غار ثور لمدة ثلاثة أيام متتالية، وكان أبو بكر خائف بشدة من قريش حيث أخبر رسولنا إن مكانهما واضح وإذا حاولت قريش البحث عنهما سيجدوهما فوراً بلا شك.

هدئه رسولنا الكريم بإن الله عز وجل هو الحامي لهما فكيف له أن يخاف ومعهما الله بكل قدرته وقوته، ويعد هذا المكان حتى الآن هو مكان شريف ومقدس حيث يمر به الحجاج ويسعى المعتمرون لزيارته لأنه شهد على أعظم حادثة خاصة بالرسول الكريم.

الدروس المستفادة من قصة أبو بكر الصديق مع الرسول في غار ثور

  • الاعتماد على الله عز وجل في كافة أمور الحياة المختلفة واليقين بمدى قوته وقدرته في كل أمر.
  • الثقة بالله عز وجل والتأكد من إن النصر للإسلام والمسلمين دائماً وأبداً.
  • شدة حب أبو بكر الصديق للرسول الكريم وملازمته له بصدق وإخلاص وأمانة دون انتظار أي مصلحة منه أو مقابل.
  • الإنسان المؤمن لا يجب أن يخاف من أي أمر لأن الله معه دائماً مع ضرورة التوكل على الله وحسن الظن به في مختلف الحالات.

في نهاية حديثنا حول قصة أبو بكر الصديق مع الرسول في غار ثور، نكون تعرفنا معاً على قصة هامة وشيقة جداً وهي قصة غار ثور المميزة والتعاون الذي حدث بها على أمل أن تكونوا استفدتم من هذا الموضوع بشكل كبير دمتم في أحسن حال.

قصص ذات صلة