قصة طلب سليمان عليه السلام أن يطعم الخلائق كافة

قصة طلب سليمان عليه السلام أن يطعم الخلائق كافة، سيدنا سليمان عليه السلام كان نبي وملك عظيم وابن نبي وملك عظيم أيضاً وهو داوود عليه السلام وقد ورثه في النبوة والحكم.

ميزه الله عز وجل عن الآخرين حيث كان لديه مجموعة من القدرات الخاصة، من أهمها فهم لغة الحيوانات والحشرات والطيور كما كان كل الجن يخدمه وتحت أمره تابعوا موضوعنا اليوم حول تلك القصة الشيقة ومزيد من المعلومات حول مدى قدراته وتميزه.

قصة طلب سليمان عليه السلام أن يطعم الخلائق كافة

بدأت تلك القصة حينما دعى نبي الله سليمان عليه السلام أن يقوم بإطعام كافة الخلائق لمدة عام واحد، فقال له الله سبحانه وتعالى لن تستطيع فعل هذا كرر سليمان الطلب مرة أخرى على أن يطعمهم لمدة شهر واحد قال له الله عز وجل لن تستطيع.

قام بتكرار الطلب مرة أخرى على أن يطعمهم لمدة أسبوع واحد فقط، فأخبره رب العالمين سبحانه وتعالى إنه لن يستطيع، كرر سليمان الدعاء على أن يقوم بإطعامهم يوم واحد فقط فقال له الله عز وجل إنه لن يستطيع.

ومن بعدها كرر دعوته مرة أخرى أن يطعمهم وجبة واحدة فقط حتى، سأله الله عز وجل أي الخلائق يرغب في إطعامها المخلوقات البحرية أم المخلوقات البرية فاختار النبي سليمان المخلوقات البحرية.

فوافق رب العالمين على دعوة سليمان بعد اختياره البحر وقام بتحضير الوجبات لهم لمدة شهر كامل وحينما حان الوقت لتناول الطعام خرج من البحر مخلوق ضخم، وهو الحوت وكان كبير الحجم وقام بتناول كل الطعام بمفرده وحده.

ومن بعدها أخبره إنه مازال جائعاً ويرغب في تناول المزيد من الطعام فاستغرب سليمان وسأله هل يتناول خلال يومه طعام أكثر من ذلك، فسأله سليمان عليه السلام كيف له أن يتناول كل هذا الطعام فهو أعدها لكل المخلوقات البحرية.

فأخبره الحوت إن هذا طعامه وإنه يتناول كل يوم وحده حوالي سبعين ألف سمكة، وإن هذا الطعام يأكله كل يوم ثلاث مرات وحده، ففكر سليمان فكيف يأكل باقي المخلوقات البحرية.

وأيضاً حاول سليمان عليه السلام أن يتبنى نملة ويقوم بإطعامها فسألها عن طعامها لمدة عام واحد فأخبرته إنها تتناول خلال العام الواحد حبة كاملة من القمح، بالفعل قام بإحضار حبة القمح الكاملة لها وأغلق عليها في زجاجة ومعها الحبة حتى تتناولها.

بعد مرور العام فتح الزجاجة تلك وجد النملة تناولت نصف الحبة وتركت نصفها الأخر بجانبها، استغرب النبي سليمان من فعلتها تلك وسألها عن سبب تركها لنصف حبة القمح أخبرته إن قبل حبسه لها في داخل الزجاجة كان رزقها على الله عز وجل.

ولكن بمجرد الحبس أصبح اتكالها عليه لذلك خافت أن ينساها في يوم من الأيام، وبالتالي قامت بادخار النصف الأخر للعام القادم حتى يكون لديها طعامها سبحان الله العلي العظيم.

حياة سيدنا سليمان عليه السلام

ولد سيدنا سليمان عليه السلام في فلسطين وبالتحديد داخل مدينة غزة أما بالنسبة للتوقيت الخاص بولادته فلم يتم تحديده، ولكنه عاش حتى وصل إلى عمر 52 عاماً.

وهو سليمان بن داوود عليه السلام والذي قد بعثه الله عز وجل كرسول لبني إسرائيل، وبعد أن تم ولادة سليمان عليه السلام تم اختياره للنبوة وأيضاً خلافة الملك والأرض دوناً عن بقية إخوته وكان عمره وقتها أي عند تولي الحكم ثلاثة عشر عاماً.

ذكر سيدنا سليمان عليه السلام في القرآن الكريم لأكثر من مرة في ست قصص، وهم بالترتيب سورة البقرة والأنعام والأنبياء والنمل وسبأ وسورة ص كما ذكر في حديث نبوي شريف عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

عاش النبي سليمان في بيت المقدس وظل بها حتى توفى وانتهى عمره، وقد جعل الله له توقيت موته حينما كان ممسكاً بعصاه حيث توفى خلال هذا ومن بعدها تناول الدود عصاه حتى تآكلت تماماً ووقع على الأرض وقتها علم الناس بموته.

معجزات سيدنا سليمان عليه السلام

تسخير الجن : حيث كان الجن مسخر لخدمته ولتلبية رغباته، وكان يستغل إمكانيات الجن لما يخدم مملكته في الخير والثراء حيث أمر طائفة منهم أن يقوموا بالبناء والعمارة في مختلف مجالاتها فأقاموا المحاريب والكثير من دور العبادة.

كان لهم دور كبير أيضاً في إنشاء أحواض الماء والصوامع الثابتة والقدور الراسيات، كما أمر طائفة أخرى منهم من أجل أن تدخل إلى البحر للغوص لاستخراج اللؤلؤ والمرجان منه حيث قامت الدولة على أيديهم نظراً لقدراتهم الخارقة وسرعتهم العالية.

إسالة النحاس : فكان سليمان في حاجة إلى مادة يستخدمها في حروبه من أجل صناعة الأسلحة الخاصة به منها، فسخر له الله عز وجل عين من النحاس الأصفر ليقم بتشكيله كما يرغب ويريد ثم يتجمد على هيأته واستخدمه في كثير من الصناعات.

فهم كلام كل ما لا ينطق : وعلى رأسهم الحيوانات حيث كان يفهم كلام ولغة الحيوانات والحشرات والطيور، كما كان يفهم كلام كل ما لا ينطق أو يتكلم وكان يقوم بنقل الكلام بين قومه حتى يتخذوا منه عظة وعبرة.

تسخير الريح : الرياح كانت مسخًرة لخدمة سليمان عليه السلام فكانت تسير وفقاً لأوامره ورغباته، فكانت تتحرك للجهة الخاصة بالماء وتقوم بتحريك السحاب والكثير من الأمور الأخرى والتي ساعدت على ازدهار الحضارة وقتها حيث كانت تتحرك وفقاً له.

قصة موت سليمان عليه السلام

كما قد ذكرنا لكم بالأعلى إن توفى النبي سليمان وهو متكأ على عصاته دون علم أي شخص، حتى أكل الدود العصا بالكامل ومنها سقط سليمان على الأرض حينها علم الجميع بموته وكان الهدف من حدوث هذا الأمر هو إدعاء الجن بعلمهم الغيب.

وبالتالي الهدف من موته هذا إن كيف له أن يكون ميتاً على عصاه لمدة عام واحد كامل دون علم الجن، برغم زعمهم إنهم يعلمون الغيب ومن هنا لم يعلم أي مخلوق وفاة سليمان إلا بعد وفاته بعام وكان الجن خلال هذا الوقت منشغلين ببناء بيت المقدس.

الدروس المستفادة من قصة طلب سليمان عليه السلام أن يطعم الخلائق كافة

  • الاتصاف بالعدل والأمانة في الحكم، فهو كان متعارف عليه بإنه حاكم عادل لا يظلم في كثير من القضايا التي كانت تواجهه.
  • حسن التصرف والحكمة والشجاعة، حيث كان يحكم في قضايا الناس بكل حكمة ودقة وعدل.
  • ضرورة المداومة على حمد الله عز وجل وشكره في السراء والضراء فهو كان لديه قوة وملك عظيم ومال، ومع ذلك كان متواضع وشاكراً لنعم الله.
  • الصلاح والتقوى من أهم صفات الحاكم والمسئول عن الرعية، كما كان لديه العلم والحكمة التي يحتاجها الإنسان.
  • القدرة الفائقة على إدارة مملكته بفهم والسعي من أجل السمو من شأنها وعلوها.

في نهاية موضوعنا حول قصة طلب سليمان عليه السلام أن يطعم الخلائق كافة، نكون تعرفنا معاً على قصة سيدنا سليمان عليه السلام بشكل عام ومجموعة من القصص الأخرى الخاصة بقدراته التي ميزها به الله عز وجل على أمل أن تستفادوا من موضوعنا هذا دمتم في أحسن حال.

قصص ذات صلة