قصص فتوحات سيف الدين قطز

قصص فتوحات سيف الدين قطز سلطان مصر الذي يعتبر واحد من أعظم الملوك الذين مروا على البلاد في تاريخ المسلمين، يعتبر سيف الدين واحد من أبرز الملوك في عهد المماليك.

والشيء الأشهر عنه والذي إدخاله التاريخ من أوسع أبوابه هو أنه كان يعتبر قاهر المغول، حيث تمكن من تحقيق العديد من الانتصارات العظيم، التي كانت السبب في التصدي لهجمات المغول.

قصص فتوحات سيف الدين قطز

يعرف سيف الدين قطز كذلك باسم محمود بن ممدود بن خوارزم شاه، ويعرف كذلك باسم سلطان سلاطين المماليك، جاء إلى دمشق.

وكان لا يزال طفل صغير، وقد أتى إلى دمشق تزامناً مع مجيء المغول عندما كان طفل صغير.

لذلك لا يوجد أي معلومات تؤكد تاريخ ميلاده، تم بيعه في سوق العبيد، وقضى أغلب حياته يعمل كعبد للمماليك.

حيث كان يعمل هناك عبد أيضاً لدى السلطان عز الدين أيبك التركماني، الذي كان هو حاكم مصر في ذلك الوقت.

تعلم سيف الدين قطز الفنون العسكرية، وكذلك طرق القتال المختلفة، وكيفية الدفاع عن النفس.

وبعدها شارك في الحملة المخصصة للتصدي للصليبيين في حملتهم السابعة على بلاد الشرق.

وكان هو من ضمن الفريق الحربي الذي تمكن من تحقيق انتصار عظيم في معركة مدينة المنصورة الشهيرة التي وقعت عام 1250 ميلادياً.

وبفضله نجحوا في أخذ الملك لويس التاسع كأسير في وقتها.

شاهد أيضًا: قصص عظماء الإسلام

قصة أشهر فتوحات سيف الدين قطز

تطورت الأحداث وأصبح قطز هو حاكم مصر، ولكن مع توليه الحكم دخل المغول بلاد دمشق وبدأوا في الزحف تجاه مصر.

وهذا الأمر هو الذي دفع سيف الدين قطز  إلى خروجه مع أتباعه من الجنود، مثل الظاهر بيبرس وملك بلاد دمشق وحماة.

وذلك حتى يتمكنوا من الخروج لملاقاة المغول خارج حدود مصر، وبالفعل تمكن قطز من جمع الجيوش، والزحف إلى غزة في فلسطين.

وبعدها أخذ الطريق الساحلي حتى تمكن من الالتقاء بالمغول في صباح يوم الخامس والعشرين من رمضان الموافق الجمعة، في عام 1260 ميلادياً.

عندما  التقى قطز بالمغول وكانوا تحت قيادة قائد المغول “كتبغا” في منطقة تعرف باسم عين جالوت في فلسطين.

كانت نهاية المعركة هي هزيمة المغول هزيمة ساحقة على يد المسلمين، الذي كان قائدهم هو قطز العظيم.

ولكن الانتصارات لم تقف هنا، بل استمر زحف قطز تجاه دمشق، حتى يتمكن من تحريرها من أيدي الطغاة المغول.

وبالفعل مر تقريباً على أغلب بلاد الشام مثل الفرات وحلب، وتمكن من تحريرها جميعاً من حكم، وسيطرة المغول.

وبفضل سيف الدين قطز تمكن المسلمين من استجماع قدرتهم وسيطرتهم على بلادهم، واستعادة هيبتهم بين جميع الشعوب الإسلامية.

وبالأخص بعد أن استقرت أوضاع الشام، وبعد هذه المعركة والانتصارات.

عاد سيف الدين قطز الذي أخذ بثأر المسلمين أخذ عزيزًا مقتدراً  إلى مصر في الرابع من أكتوبر عام 1260 ميلادياً.

قصة سيف الدين قطز قائد معركة عين جالوت

أبان هذه المعركة كان سيف الدين قطز هو السلطان الثاني عند المماليك داخل مصر.

وكان تولى الحكم مباشرةً بعد الملك المعز عز الدين أيبك، وبعد ذلك قُتل في عام 1260 ميلادياً.

وهو لم تتعدِ فترة حكمه العام الواحد، وكانت معركة عين جالوت هي المعركة الأعظم على الإطلاق التي خاضها سيف الدين قطز.

قام التتار في عام 656 من الهجرة بتدمير العديد من ممتلكات المسلمين، وقتل حوالي مليون شخص.

وبعدها فر التتار من بلاد العراق أو بغداد متوجهين إلى بلاد الشام.

وفي الطريق قام هولاكو ملك التتار بكتابة رسالة، وإرسالها إلى العظيم قائد المماليك سيف الدين قطز.

وكان مفاد الرسالة هو تهديد قطز، والتوعد له بالكثير من العذاب والألم إذا لم يستسلم.

لذا جمع قطز كل الأمراء والمستشارين لاستشارتهم، وكان البعض يقترح حل إرسال جزية إلى التتار.

ولكن سيف الدين قطز رفض هذا الحل قاطعاً، وذلك لأنه يعتبر استسلام.

لذا صاح في الجميع، وأعلن القائد العظيم قطز أن الحل الأمثل هو محاربة التتار.

ومقاتلتهم بكل ما يملك كل شخص في هذه البلاد من شجاعة ومثابرة.

جمع سيف الدين الجيوش الإسلامية التي كانت متاحة إليه، وذهب بها إلى أحد أشهر.

وأهم المناطق المعروفة باسم “سهل عين جالوت”، وبالفعل خاض الجيش الإسلامي معركة عظيمة لا تزال تذكر على مر العصور باسم معركة عين جالوت.

وتمكن خلالها الجيش من تحقيق نتائج عظيمة في هزيمة التتار، هزيمة ساحقة.

وتحقيق انتصار عظيم خلد في كتب التاريخ، ومن أهم نتائج هذه المعركة أن التتار علموا حجمهم.

وتمكن المسلمون من تحجيم قوتهم داخل بلاد المسلمين.

قصة سيف الدين قطز وعز الدين أيبك

يوجد قصة جميلة تجمع بين سيف الدين قطز وعز الدين أيبك، حيث لم يكن قطز بالنسبة إلى عز الدين أيبك مجرد عبد لدى السلطان.

بل كان بكل تأكيد أكثر من ذلك، حيث تبين أن عز الدين أيبك وثق في سيف الدين قطز ثقة كبيرة للغاية.

وكان قطز من أكثر المماليك الذي يتميزون بقيمة فريدة ومميزة وحب كبير لدى حاكم مصر عز الدين.

وخير دليل على ذلك أن عز الدين أيبك عين سيف الدين قطز وصياً على العرض الملكي.

وهذا التطور الكبير حدث في عام 1257 ميلادياً، تعرض الملك عز الدين أيبك بعد ذلك إلى الاغتيال.

وبناءً على ذلك في  هذا الوقت تم تعيين ابنه تلقائياً حاكماً على البلاد.

ولكن بعد فترة من الحكم بهذه الطريقة خلع سيف الدين قطز ابن عز الدين أيبك من الحكم وذلك في عام 1259 ميلادياً.

وقال للمماليك أن السبب وراء ما فعل هو توحيد الممالك حتى يستطيعون التصدي للأخطار الخارجية المختلفة التي تحيط بهم في كل مكان.

ولعل من أشهر هذه المخاطر هو زحف المغول العسكري إلى الشام، وبعد ذلك مصر.

لذا لم يكن هناك غير المماليك القادرين على نيل النصر منهم، وبالفعل عمل قطز على تجهيز الجنود معنوياً، ونفسياً.

وعسكرياً بشكل أكثر من رائع، وخاضوا المعركة الشهيرة عين جالوت، وتمكنوا فيها من تحقيق انتصارًا كبيرًا في حق تاريخ المسلمين.

اقرأ أيضًا: قصة ولادة الحسن بن علي رضي الله عنهما

قصة موت القائد سيف الدين قطز

بعد انتصار سيف الدين قطز على المغول في معركة عين جالوت الشهيرة تمكن.

كذلك من الدخول إلى دمشق وحلب، وعلى هذا ظلت هذه المناطق من المناطق التابعة له.

وكانت من المناطق الآمنة بالنسبة إلى المسلمين، لذا بعد ذلك قرر أن يرجع إلى مصر مرة أخرى وذلك في عام 1260 ميلادياً.

وعندما وصل إلى مدينة القصير في شرق مصر مكث هناك بعض الوقت حتى يرتاح.

وكان معه مجموعة من قادة الجيوش، وبعض الأفراد الآخرين، والعديد من رجاله.

لكن كان لبعض القادة الذين تواجدوا معه في القصر خطة للغدر به على رأسهم الظاهر بيبرس.

الذي كان يعتبر من الخلفاء في ذلك الوقت، لذا بدأوا في التخطيط إلى كيف يمكنهم الغدر والنيل من سيف الدين قطز.

وتم تحديد الطريقة وهي أنهم يقومون بقتله، وتم تنفيذ الخطة في أحد المرات التي ذهب فيها سيف الدين قطز حتى يلحق بأحد الأرانب البرية.

وكان بعيد عن رجاله وجيشه، لذا التف حوله القادة، حتى ينفذوا خطتهم وهي قتله.

ويمكن تصنيف هذا الفعل على أنه من أبشع طرق الخيانةـ التي تعرضت له شخص من المماليك.

والسبب وراء الضغينة والخيانة والرغبة في القتل هو أن الظاهر بيبرس.

فلم يحصل على ولاية حكم دمشق كما طلب من سيف الدين قطز.

الدروس المستفادة من قصص فتوحات سيف الدين قطز

يوجد العديد من الدروس المستفادة والمواعظ التي يمكن أن نخرج بها من قصص فتوحات سيف الدين قطز ومن حياتها بشكل عام.

ولعل من أهم هذه الدروس ما نذكره فيما يلي:

  • تحقيق النصر في الحرب لا يعتمد فقط على العدد.
    • بل يعتمد في الجزء الأكبر منه على ذكاء وحكمة القائد.
    • وقدرته على إدارة الجيش بشكل حكيم من الناحية العسكرية والسياسية.
  • أهم الأمور التي تساعد المرء على تحقيق النصر هو التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب.
  • أهم ما كان يميز طريقة حكم سيف الدين قطز، هو أنه كان يعمل على توحيد جبهة المسلمين والمماليك في كل المناطق.
    • وذلك هو الذي ساعده على حشد قوة لمواجهة المغول.
  • نتعلم أن في الاتحاد قوة، وهذا هو الذي شجع كل من الظاهر بيبرس.
    • وسيف الدين قطز على الاتحاد معنا.

تابع من هنا: قصص عن التوكل على الله

قصص فتوحات سيف الدين قطز توضح لنا بعد مميز من شخصيته وهو كره الاستسلام والتفكير بالعقل، حيث بالرغم من الرعب الذي كان يسيطر على الناس من جيش التتار الذي كان معروفون في ذلك الوقت بأنهم الجيش الذي لا يهزم.

قصص ذات صلة