قصة زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل
قصة زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل، معنا اليوم قصة جميلة جداً تدل على مدى صدق النفس والأخلاق الحميدة لشخصية رائعة في عصر الجاهلية وقبل ظهور الإسلام وهو زيد بن عمرو بن نفيل.
سنتحدث أيضاً عن قصة جمعت بين نفيل وبين ورقة بن نوفل ابن عم السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، تابعوا معنا تلك القصة بالتفصيل وموضوعنا الشيق هذا.
زيد بن عمرو بن نفيل
هو واحد من أهم الموحدين بالله في عصر ما قبل الإسلام حيث كان الإيمان بالله غير موجود، فنجد وقتها كان الشعب منقسم إلى قسمين قسم نصراني وقسم يهودي.
ولكنه لم يرحب بأي ديانة من تلك الديانات كما كان منتشر عبادة الأصنام وقتها والحكايات حولها، ظل يسير ويسير حتى تمكن من التوصل إلى طريق الحق فهو لم يهضم العبادات الأخرى التي كان يتحدث عنها ويؤمن بها الآخرون.
وبالتالي عاد إلى مكة المكرمة من أجل اتباع الدين الحنيفي دين إبراهيم عليه السلام حتى مات، هو والد سعيد بن زيد رضي الله عنه وأرضاه أحد العشرة المبشرين بالجنة.
وكان ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، كما كان بن نفيل مؤمناً بدين الخليل إبراهيم وابنه النبي إسماعيل عليهما السلام بجانب إنه كان لا يأكل ما تم ذبحه على الأنصاب.
كان بن نفيل في مكة المكرمة يحدق في الأصنام التي تم بنائها فوق الكعبة باستهزاء، فكان لا يؤمن بها بالمرة حيث كان يراها صماء وعمياء وليس لها أي أهمية أو مكانة وكان يؤمن بمدى تفاهة وغباء عقول المؤمنين بها فهي لا تقدم ولا حتى تؤخر.
ورقة بن نوفل
كان ورقة بن نوفل حكيم جاهلي حيث ابتعد عن عبادة الأوثان وامتنع عن أكل ذبائحها واتجه إلى النصرانية قبل الإسلام، وهو ابن عم السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها وزوجة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
هو أول من أدرك النبوة في أول توقيتها ولكن لم يدرك الدعوة تلك، حينما أصبح شيخاً كبيراً كان قد تم إصابته بالعمى ذهبت له السيدة خديجة وأخبرته بما حدث لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في غار حراء حينما نزل جبريل عليه السلام بالوحي عليه.
أخبرها وقتها إنه هو الرسول المختار الذي يحمل الرسالة السماوية في يديه، كما أخبرها إن ما تحكي عنه يطلق عليه الناموس وهو ما تم نزوله على النبي موسى وإن القوم سيكذبون رسولنا الكريم ولن يؤمنوا بما يتحدث عنه.
رحلة زيد بن عمرو بن نفيل للتخلص من عبادة الأصنام
اختنق زيد مما يشعر به تجاه القوم الذي يعيش حياته معهم كما إنه لم يكن يقتنع نهائي بتلك الأصنام التي ليس لها أي أهمية، فضاقت به مكة المكرمة كثيراً وكان يبحث دوماً عن الحق والحكمة والقناعة ويبحث عن الحرية والتوحيد.
الأمر الذي جعله يتجه إلى مجموعة من الأديرة والصوامع ويظل يسأل ويسأل حتى يتعرف على الحقيقة كاملة ولا يمل من السؤال والفهم، بدأت رحلته في الجزيرة العربية والعراق والشام باحثاً عن الدين الصحيح حيث لجأ إلى أحبار اليهود والنصارى.
تقابل أولاً في بلاد الشام مع عالم يهودي فسأله عن دينهم اليهودية من أجل أن يصبح عليه، ولكن العالم أخبره ألا يأخذ بدينهم حتى لا يغضب عليه الله فأخبره إنه يتهرب في الأساس من غضب الله وسأله بن نفيل بما ينصحه فأخبره الراهب أن يكون حنيفاً.
استغرب نوفيل من الدين الحنيفي هذا أخبره الراهب إنه دين إبراهيم عليه السلام فهو لم يعتنق اليهودية ولا المسيحية، بل كان يؤمن بالله ومن بعدها اتجه إلى أحد النصارى فسأله عن دينه فأخبره ألا يعتنق ديانتهم لأنهم من الملعونين من الله عز وجل.
رد عليه زيد إنه لن يتحمل لعنة الله فهو يفر منها في الأساس فأخبره أن يدله على دين أخر غيره، فأخبره إنه لا يعلم إلا الدين الحنيفي وحينما سأله ما الحنيف رد عليه إنه دين إبراهيم فهو لم يكن نصراني ولا يهودي وإنما يعبد الله عز وجل وحده.
كل تلك الأمور جعلته يقول إنه يشهد بإنه على دين إبراهيم هذا، وبالتالي أخبره أحد الرهبان أن يعود إلى بلده فسوف يخرج منها نبي كريم سيكون مرسل في أرض الحجاز.
كل تلك الأمور السابقة جعلت زيد يعود فوراً إلى مكة المكرمة ليبحث عن أصوله، وقد شهدته أخته من أمه أسماء بنت أبي بكر إنه كان يسجد ويتعبد تجاه الكعبة ويصلي لها كما كانت لديه سلامة في فطرته حيث إنه لم يتقبل فكرة وأد البنات من قبل أبائهن.
حينما كان يرى مثل تلك المواقف كالأب الذي يأخذ طفلته على يده من أجل دفنها حية، فكان يعتقها حيث كان يدفع ليكفلها ويهتم بها ويحنو عليها كأنها ابنته حتى تكبر.
كان لا يقبل نهائياً بعبادة الأوثان والأصنام وكان يستنكر من الأشخاص الذين يقوموا بهذا الفعل، وكان يعلن عدم رضائه عن تلك الأصنام والعابدين لها مما جعل جماعة من قريش يكرهوه ولا يرغبوا به فأخرجوه من مكة ولكنه توجه إلى حراء.
من بعدها قام عمه الخطاب بتسليط مجموعة من الشبان عليه من أجل ألا يدخلوه إلى مكة المكرمة مرة أخرى، وبالفعل كان لا يدخلها إلا سراً.
قصة زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل
حضر كلاً من زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل قريش حيث كان هناك وثن يقيموا له عيداً خاص به وبهم، وقاموا بالذبح عليه دون تسمية الله عز وجل بل احتفالاً بهذا الوثن الغريب الصامت.
شعرا كلاً منهما بالحماقة من هذا الموقف خاصةً إن القوم كله يعبدوا حجر لا يسمع ولا ينطق ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع فكيف لهم كل هذا؟!، فتفرقا في البلدان من أجل البحث عن دين إبراهيم عليه السلام الحنيفي.
بعد رحلة كلاً منهما اتجه ورقة بن نوفل إلى النصرانية واتبع الكتب من أهلها، أما بالنسبة لابن نفيل فهو من اتبع دين إبراهيم عليه السلام وآمن به وابتعد عن اليهودية والنصرانية.
وفاة زيد بن عمرو بن نفيل
توفي بن نفيل عام 605 حيث تم موته خلال أحد رحلاته فقد هجم عليه قوم من لخم وقتلوه، كان أكثر ما يهمه خلال موته إنه كان يتمنى صحبة النبي الكريم لرب العالمين ولكن لم يستطع اللحاق به فطلب من الله أن يجعل ابنه سعيد بن زيد يدرك النبي.
بالفعل أدرك سعيد بن زيد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأصبح من المقربين له وأيضاً من العشرة المبشرين بالجنة، وأدرك الإسلام مبكراً فهو من السابقين الأولين.
الدروس المستفادة من قصة زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل
- عدم اتباع الأشخاص في أي منهج من مناهجهم لمجرد كثرتهم في العدد.
- السعي والإصرار للحصول على ما ترغب والبحث للوصول إلى العلم والتثقف.
- ما خاب من استشار فعند الاستشارة يستفاد الإنسان من آراء وتجارب الآخرين.
في خاتمة موضوعنا حول قصة زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل، نكون تعرفنا على شخصية من أهم الشخصيات التي رفعت شعار التوحيد بالله في عصر ما قبل الإسلام وكانت الجاهلية منتشرة وقتها على أمل أن تكونوا استفدتم من موضوعنا هذا دمتم بخير.