قصة عمر بن الخطاب مع أبو لؤلؤة المجوسي

قصة عمر بن الخطاب مع أبو لؤلؤة المجوسي، سنتعرف اليوم على قصة واحد من أكثر الشخصيات التي اشتهرت ولكن بكره حيث إنه قاتل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أبو لؤلؤة المجوسي.

سنحكي لكم يوم مقتل عمر بن الخطاب وكيف حدث هذا القتل فجأة وأسبابه، كل التفاصيل تلك سنتعرف عليها معاً خلال موضوعنا اليوم في موقعنا المتميز دوماً.

أبو لؤلؤة المجوسي

هو قاتل عمر بن الخطاب واشتهر بسبب هذا الفعل، كما إنه لم يكتف بقتله فقط بل قتل الكثير من المسلمين بعده أما بالنسبة لأصله فهو رجل فارسي الأصل من منطقة نهاوند واسمه بالكامل فيروز النهاوندي.

سبب تسمية أبو لؤلؤة المجوسي بإسم أبو لؤلؤة، هو نسبةً إلى اسم ابنته لؤلؤة وكان متعارف عليه بين قوم فارس باسم بابا شجاع الدين.

سبب دخول أبو لؤلؤة المجوسي المدينة المنورة

بالنسبة لبداية تعرفه بالخليفة عمر بن الخطاب كانت من خلال المغيرة بن شعبه عامل منطقة الكوفة، والذي كان لديه شاب صغير في السن ماهر جداً يعمل في عدة مهن وحرف فهو كان حداد ونجار ونقاش.

كان وقتها عمر بن الخطاب مانع دخول المشركين إلى المدينة خاصةً البالغين منهم، قام بن شعبه بالاستئذان من بن الخطاب من أجل إدخال هذا الشاب المتقن في عمله والمجتهد والذي يطلق عليه أبو لؤلؤة ولكن اسمه الحقيقي هو فيروز.

وافق بن الخطاب على دخوله حينما أقنعه بن شعبه إنه سيفيد المسلمين في أعمالهم، وكان وقتها المشركون يحملون الكثير من البغض والضغائن والكراهية ضد عمر بن الخطاب لمنعه لهم دخولهم إلى المدينة.

ذات يوم قام أبو لؤلؤة بتقديم شكوى لعمر بن الخطاب حتى يأتي له بحقه من المغيرة بن شعبة كونه يفرض عليه خراج كبير مقابل ما يقوم به من أعمال، حينما سأله عمر بن الخطاب عن مقدار الخراج فأخبره المقدار إنه مئة درهم كل شهر.

قال له بن الخطاب إنه ليس بكثير مقابل ما يقوم به من أعمال كثيرة يتمكن من خلالها دفع تلك الخراج بكل سهولة، فأخبره أبو لؤلؤة إن العدل الخاص به كان واسع على الناس جميعاً ولكنه ضاق عليه هو كونه مجوسي وغير مسلم.

ومن وقتها اغتاظ أبو لؤلؤ من هذا الموقف من بن الخطاب بشدة وحمل له الحقد والضغائن لفترة والتي تم ترجمتها فيما بعد بطعنه له وقتله على يده، ومن الجدير بالذكر أن نعلم إن هناك الكثير من مختلف الأعراق دخلوا في الإسلام مثل الفرس والعجم.

لكن هناك بعض الفرس من ظلوا على مجوسيتهم ومن ضمن هؤلاء الأشخاص هو أبو لؤلؤة المجوسي والذي كان كارهاً للإسلام بشدة والمسلمين، حيث قام الروم بأسره ومن بعدهم قاموا المسلمون بأسره من الروم وسبوه إلى المدينة المنورة عام 21هـ.

مقتل عمر بن الخطاب على يد أبو لؤلؤة المجوسي

كانت تلك الحادثة 23 هجرياً حيث كان عمر بن الخطاب عائداً من الحج خلال هذا العام وكان يوم الأربعاء، فقد كان متبقي أربع ليالي من ذي الحجة وتم دفنه يوم الأحد في بداية شهر محرم.

قام أبو لؤلؤة المجوسي بتحضير خنجر له حدين وعمل على شحذه وسمه فهو حداداً فصنعه مخصوص من أجل عمر بن الخطاب، أخذ المجوسي رأي الهرمزان كان من كبار قادة الفرس وأعلن إسلامه على يد بن الخطاب ولكنه كان منافق لا يحب المسلمين.

حينما سأله حول هذا الخنجر فأخبره إن هذا الخنجر بمجرد أن يمس جسد أي شخص سيقتله على الفور، أصبح المجوسي واثقاً مما يرغب في فعله وبالفعل ظل في المسجد يكمن لعمر القتل.

بمجرد أن قام بن الخطاب بتعديل صفوف المصلين خلال صلاة الصبح حيث بدأ في ركعتي السنة حتى يجتمع المصلون، وقيل إنه بدأ بها بسورة يوسف وهناك من قال إنه بدأ بسورة النحل.

بمجرد أن قام بالتكبير للصلاة بالناس قام المجوسي بطعنه ثلاث طعنات في كتفه وفي خاصرته أيضاً، سقط عمر بن الخطاب أرضاً غارقاً في نزفه وبمجرد أن وقع قام بسحب عبد الرحمن بن عوف من يده ليقدمه لكي يصلي بالناس.

بالفعل قام بن عوف بالصلاة بهم كصلاة خفيفة ومن بعدها حملوا عمر بن الخطاب لمنزله، أغمى عليه من كثرة النزيف الذي حدث له وفي صباح اليوم التالي استيقظ وقام بالوضوء بمساعدة أبنائه، وطلب من ابن عباس أن يخرج للناس ليسألهم من القاتل.

حينما علم إن ليس من المسلمين من قتل بن الخطاب ذهب ليخبره فوراً، فحمد عمر بن الخطاب الله كثيراً إن شخص مجوسي هو من قتله ولم يكن شخص مسلم.

كما أرسل بن الخطاب في نفس الوقت ابنه عبد الله للسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها زوجة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ليستأذنها أن يتم دفنه بجوار الرسول الكريم وأبي بكر الصديق.

برغم من إن السيدة عائشة كانت تتمنى أن يتم دفنها مع زوجها وأبيها إلا إنها قدمت رغبة عمر بن الخطاب على نفسها، ووافقت فوراً طلبه وتم دفنه بالفعل جانب صديقيه.

وفاة أبو لؤلؤة المجوسي

بعد قتل أبو لؤلؤة المجوسي للخليفة الفاروق عمر بن الخطاب خرج من المسجد هارباً وقام بطعن كل المسلمين الذين يجدهم أمامه، حيث لم يمر على أحد من المسلمين إلا وطعنه.

قام بإصابة حوالي ثلاثة عشر رجلاً ومات منهم سبعة رجال، والتف المسلمون حوله بكل قوة وشدة وحينما علم إنه سوف يقتل على يد المسلمين لا مفر من هذا الأمر فقام هو بقتل نفسه.

الدروس المستفادة من قصة عمر بن الخطاب مع أبو لؤلؤة المجوسي

  • لقب بالفاروق لأنه يفرق بين الحق والباطل، فقد كان معروف عن عمر بن الخطاب عدله القوي بين القوم.
  • الصلاة من أهم أركان الإسلام وأهم الركائز في حياتنا والتي لا يجب الإغفال عنها، حيث نجد عمر بن الخطاب وهو مصاب وغارقاً في دمائه جاء بعبد الرحمن بن عوف لكي يكمل الصلاة التي قطعها المجوسي حينما قتله.
  • مدى اهتمامه رضي الله عنه وأرضاه بالضعفاء والمساكين والمحتاجين للمساعدة، والدفاع عن الحق والوقوف في صفه.
  • خوفه على قومه المسلمين حيث نجد إنه في شدته ونزفه وهو ساقط في الأرض، كان كل تفكيره حول من قام بقتله وإن كان مسلماً أم لا.
  • قيامه بسداد الديون عن الآخرين حيث كان يهتم دوماً بقضاء الديون من المسلمين من خلال أموال بيت المال، والتي من المفترض أن تكون من حقه هو شخصياً ولكنه فضل الآخرين على نفسه.
  • حسن الخاتمة وفضل الجهاد في سبيل الله عز وجل حيث استشهد خلال تأديته الصلاة بالناس كما كان يتمنى، فكان يدعو دائماً أن يتوفاه الله في سبيله عز وجل وأن يجعل موته في بلد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

في خاتمة حديثنا حول قصة عمر بن الخطاب مع أبو لؤلؤة المجوسي، نكون تعرفنا على قصة من أهم القصص بكافة التفاصيل ونتمنى أن تكونوا استفدتم من موضوع اليوم على أمل اللقاء في مزيد من القصص الأخرى دمتم في أحسن حال.

قصص ذات صلة