قصص عن التوكل على الله

التوكل على الله يعني مدى قوة تعلق العبد بالله عز وجل، وهو الثقة المطلقة في قدرة الله، وتفويض الأمر كله لله سبحانه وتعالى، إيمانًا بأن الله سيحقق المراد، ويدفع الأذى.

فتطمئن القلوب، ويزول الفزع منها، وتطمئن النفس بالتوكل على الله، ويوجد عدة قصص عن التوكل على الله سبحانه وتعالى، سنقدمها من خلال مقال اليوم.

قصص عن التوكل على الله

العبد المؤمن، المتوكل على الله، يمنحه الله الرضا، ويحبه الله، فقد قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، وفيما يلي أبرز قصص التوكل على الله:

قصة توكل النبي هود عليه السلام

وهي من أبرز قصص الأنبياء في التوكل على الله، والتي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز، لتكون عظة للناس.

والتقرب إلى الله وحده لا شريك له، وتشير القصة أن الله عز وجل أنزل الوحي على سيدنا هود عليه السلام.

ليدعوا قومه إلى عبادة الله، وأن يتركوا عبادة الأصنام، وألا يشركوا بالله عز وجل.

وقد توكل سيدنا هود عليه السلام على الله في دعوة قومه، وذلك على لسان سيدنا هود، في كتاب الله سبحانه وتعالى.

حيث قال: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي على صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).

وبذلك تعتبر من أجمل القصص التي توحي بجمال التوكل على الله.

شاهد أيضًا: قصة عن الأمانة للأطفال

قصة توكل أم موسى

حينما طغى فرعون في الأرض، وتكبر، كان يقوم بقتل الذكور، وترك النساء، وذلك حتى لا يرث أحدًا ملكه بعده.

فحينما ولدت أم موسى غلامًا صبيًا، خافت عليه من مصير باقي ذكور بني إسرائيل، وهو الموت.

فأوحى الله إلى أم موسى أن ترضعه، ثم تلقيه في البحر، ولا تخف، فهو في رعاية الله.

وبالفعل توكلت أم موسى على الله، ووضعته في تابوت، وألقت به في البحر، حتى بلغ التابوت قصر فرعون، وأصدر قرارًا بقتل الغلام.

ولكن زوجته آسيا، حينما رأت الغلام حبته، وقد ألقى الله محبته في قلبها، فتشفعت له عند فرعون، وطلبت منه ألا يقتله، وأن يقوموا بتربيته.

وحرم الله عليه المراضع، ولم يقبل أي ثدي يرضع منه، حتى أتت أمه على أنها مرضعة، وتقبل ثدي أمه، وأعاده الله لحضنها برحمته.

بعد أن أحسنت التوكل على الله سبحانه وتعالى، وبذلك فتلك القصة تكون ضمن قصص عن التوكل على الله، التي تعلمنا أهمية التوكل عليه سبحانه.

قصة توكل موسى عليه السلام على الله

حينما قام النبي موسى عليه السلام بقتل رجلًا من الأقباط دون قصد، ودفاعًا عن رجل آخر.

فأراد الكفار أن يأخذوا بثأر الرجل الذي قتله موسى.

ويقتلوا موسى عليه السلام أيضًا، فخرج النبي موسى عليه السلام وهو خائف.

ولا يملك المال، ولا يدري أين يذهب، ولم يجد ملجأ غير الله سبحانه وتعالى.

فدعا موسى الله بأن ينجيه من بطش الكفار، وتوكل على الله، وترك له الأمر.

وفعلًا استطاع موسى عليه السلام الخروج من المدينة.

والذهاب إلى مكان آمن، ونجاه الله من القوم الظالمين، ورزقه بالزوجة الصالحة، والعمل.

وأوحى إليه بألا يترك أحدًا يلجأ إليه للمساعدة، وكل ذلك كان ثمرة توكله على الله عز وجل.

قصة عمر بن الخطاب في معركة اليرموك

كانت هذه المعركة بين البيزنطيين، والمسلمين، في عهد خليفة المؤمنين عمر بن الخطاب.

رضي الله عنه، وفي هذه المعركة بلغ عدد جيش المسلمين أكثر من 20 ألف مقاتل.

بينما الكفار كان يصل عدد جيشهم أكثر من 100 ألف مقاتل.

وقادة جيش المسلمين في تلك المعركة كان “شرحبيل بن حسنة”، و”أبو عبيدة الجراح”.

و “عياض بن غنم الفهري”، و “خالد بن الوليد”، رضي الله عنهم جميعًا.

وقد أخبرهم عمر بن الخطاب أنه في حالة حدوث أي أمر في هذه المعركة.

فإن أبو عبيدة الجراح هو من سيتولى القيادة للجيش كليًا، وحينما بدأت المعركة، بدأ المشركين في قتل الكثير من المسلمين.

ولذا قام قائد الجيش بإرسال خطاب إلى أمين المؤمنين عمر بن الخطاب، ليرسل لهم المساعدة والعون.

لأن الكفار عددهم أكثر من جيش المسلمين بكثير، بالإضافة إلى قوة الجيش.

وحينما رأى بن الخطاب رسالة الجيش، أخبرهم بأنهم أيضًا عددهم ليس قليلًا.

وأنهم يهزمون بسبب عدم استعانتهم بالله، وتوكلهم عليه، وروى لهم قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

حينما نصره الله في غزوة بدر، على الرغم من قلة جيش المسلمين في تلك المعركة، وأشار إليهم أنهم إذا أرادوا النصر عليهم التوكل والاستعانة بالله.

وحينما وصل للجيش رسالة عمر بن الخطاب، شدوا أزرهم، وارتفعت روحهم المعنوية.

واجتمعوا على قلب رجل واحد، واستعانوا بالله وعونه، وتوكلوا على الله، وبالفعل، وبعون الله حققوا النصر في المعركة، وهزموا البيزنطيين بأمر الله.

قصة توكل الرسول وأبو بكر الصديق

قام الكفار بإعداد الكثير من الحيل، والمكائد، لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك حينما أذن له الله، هو ومن أسلم معه.

أن يهاجروا من مكة المكرمة، إلى المدينة المنورة، حتى يبتعدون عن طغيان الكفار.

وقد نفذ الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه أوامر الله عز وجل.

ولكن الكفار تربصوا لهم، وفعلوا الكثير من المكائد، لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولكنهم يجهلون أن الله يحميه، ولذا بدأوا في مراقبته، وقام الرسول صلى الله عليه وسلم بالاختبار، ومعه أبو بكر الصديق في غار ثور.

وعلى الرغم من قرب أهل قريش من الغار، إلا أنهم لم يرونهم بأمر الله

وكان الكفار على مقربة من الغار، لدرجة أنه لو كان أحدهم نظر أسفل قدميه.

لرأى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق، ولكن الله عز وجل أعمى أبصارهم.

وذلك بسبب توكل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق على الله عز وجل، وسلموا أمرهم لله مطمئنين به، وبالفعل نجاهم الله.

قصة توكل يعقوب

بعد خيانة أخوة يوسف عليه السلام، وقاموا ببيعه بثمن زهيد، عادوا إلى أبيهم يعقوب، وعلم أبيهم بخيانتهم، صبر، واحتسب.

وبعد مرور السنين، وكبر يوسف عليه السلام، ذهب أخوة يوسف عليه السلام إلى مصر لبيع بضاعتهم، وحينما دخلوا على يوسف عرفهم، ولكنهم لم يعرفوه.

وحينما طلب منهم أخ لهم من أبيهم عادوا إلى أبيهم يعقوب يطلبون منه أن يرسل أخاهم بنيامين معهم.

فرفض النبي يعقوب، وقال لهم لن أعطيه لكم لتفعلوا به، مثلما فعلتهم مع يوسف من قبل.

ولكن بعد إلحاح شديد منهم، وافق النبي يعقوب، وتوكل على الله.

وقد أوضح لنا الله سبحانه وتعالى توكل سيدنا يعقوب عليه، وذلك في قوله تعالى على لسان يعقوب:

(قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حتى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ، ۖ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ على مَا نَقُولُ وَكِيلٌ).

وبذلك فقد أحسن التوكل على الله، وجبر الله خاطره بيوسف مرة ثانية.

اقرأ أيضًا: قصة هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام

قصة نوح عليه السلام

بعث الله النبي نوح عليه السلام إلى قومه، ليرشدهم إلى طريق الهداية، ودعاهم لزمنًا طويلًا، ولكنهم لم يؤمنوا، فدعا نوح الله عز وجل.

بأن يهلك الضالين الذين اتخذوا دعوته لهم بالإيمان سخرية، واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء نوح.

وأمره ببناء سفينة حتى ينجى بها هو ومن آمن معه من الهلاك الذي سيحل على قومه.

وفي ذلك الوقت، لم تكن صناعة السفن معروفة بعد، ويجهل الكثير من الأشخاص معرفة طريقة بناء السفينة.

وأوحى الله عز وجل إلى نوح أن يزرع شجرة، ليصنع من أخشابها السفينة حينما تنمو وتكبر.

ونمت الشجرة، واشتد عودها بعد 40 عامًا، وبدأ نوح في بناء السفينة، وتوكل على الله، وكان قومه كلما مروا عليه.

ويروه يصنع السفينة، يستهزئون به، ولكنه لم يستمع إليهم، وتوكل على الله، لأنه يعلم أن الله لن يضيع حقه.

وأنه سينال جزاء صبره، واحتسابه، وبالفعل صنع السفينة، وجزاء توكله على الله نجى هو والذين آمنوا معه، وبالفعل أهلك الله الكافرون.

الدروس المستفادة من هذه القصص

تعتبر قصص التوكل على الله من القصص المؤثرة في نفوس المسلمين، وتمنحهم طمأنينة في النفس.

وفيما يلي أبرز الدروس المستفادة من القصص السابقة:

  • التوكل على الله من الأمور الواجبة على كل مؤمن، صادق، يثق في تدابير الله عز وجل.
  • من يتوكل على الله، يؤتيه الله الخير الكثير، ومنافع سعيه، ومطالبه.
  • الله خير حافظًا، فعليه نتوكل، ونفعل ما علينا، ثم نترك الأمر لله.
    • ليتمم نجاحه، وينير قلوبنا بالتوفيق.
  • التوكل على الله ينجي من المهالك، ويحقق الأماني، والمطالب بأمر الله.

تابع من هنا: قصة عن الإيمان بقدرة الله – قصة معبرة جدًا

جديرًا بالذكر، أن التوكل على الله يعني الاعتماد على الله بقلب صادق لتحقيق ما يعجز الإنسان عن فعله بمفرده، وهو ما اتضح من خلال مقال اليوم.

قصص ذات صلة