قصة يوسف في السجن

قصة يوسف في السجن ذلك النبي العظيم والجميل سيدنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، الذي يتصف دائماً بالعفة، والطهارة والنقاء، والقدرة على السير في الطريق القيم والمستقيم.

حيث تمكن سيدنا يوسف تحمل الكثير من الصعاب في حياته، منذ غدر أخواته به، وبعد ذلك محنته مع زوجة عزيز مصر، وبعد ذلك دخوله السجن.

قصة يوسف في السجن

دخل سيدنا يوسف عليه السلام السجن ظلماً وبهتاناً وزرواً، ولكن كان هذا الأمر هو مشيئة الله سبحانه وتعالى.

وذلك حتى يبعده الله -تعالى- عن الفتنة وذلك عن طريق خروجه من بيت العزيز.

وإبعاده عن امرأة العزيز، وتبدأ قصة سيدنا يوسف عليه السلام في لسجن عندما يدخل.

ويجد أن معه فتيان من خدم العزيز، وكانت التهمة المنسوبة إليهم هي المؤامرة على الملك.

وكان لكل منهما نصيب في رؤية رؤيا في المنام، وكان سيدنا يوسف عليه السلام مؤهل لتفسير هذه الرؤى.

وذلك بفضل ما علّمه إيّاه الله سبحانه وتعالى، كان هؤلاء الفتيان مسرورين من صاحبة سيدنا يوسف عليه السلام.

حيث كان يتميز بأخلاقه العالية والكريمة والحميدة، وكان يعرف عنه الإحسان للآخرين.

حيث قال يوسف عليه السلام لهؤلاء الفتيان أنه ترك الكفر والشرك، وهو لا يتبع ملة آبائه وأجداده.

وهذا كلّه من فضل الله -تعالى- عليه، وإحسانه وكرمه له، حفز سيدنا يوسف هؤلاء الفتية.

حتى يتأكدوا أن فضل الله سبحانه وتعالى عليه كان عظيم من خلال تفسير الرؤى لهم.

لقد ذكرت هذه القصة في القرآن الكريم في الآيات الكريمة التالية:

(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).

شاهد أيضًا: قصة النبي سليمان للأطفال

تفسير الرؤيا

بعد أن دعا يوسف عليه السلام ربه، افتى لهما بالتأويل، فقال: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)

حيث كان تفسير أحد الرؤى التي رآها الفتيان أنّ أحدهما سوف يتمكن من الخروج من السجن قريباً.

وبعد ذلك سوف يصبح مقرب من الملك، حيث سوف يصبح ساقي الخمر الخاص به.

كان تفسير الرؤيا الثانية التي رآه الفتى هي أنه سوف يقتل، ومن بعد ذلك سوف يصلب، وهذا قول يوسف -عليه السلام- للفتى الآخر.

توجه سيدنا يوسف عليه السلام إلى الفتى الذي سوف يصبح قريباً من الملك وقال له أن يذكره أمام هذا الملك بالخير.

ولكن الفتى نسى ذلك، ولكنه تذكر مرة أخرى عندما جاء للملك رؤيا جعلته في حيرة من أمره.

وجاء نص الرؤية في القرآن الكريم على النحو التالي.

(وَقَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّىٓ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَٰتٍۢ سِمَانٍۢ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنۢبُلَٰتٍ خُضْرٍۢ وَأُخَرَ يَابِسَٰتٍۢ ۖ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَأُ أَفْتُونِى فِى رُءْيَٰىَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ).

عندما ذكر الملك هذه الرؤية تذكر الفتى سيدنا يوسف، بالأخص أن أغلب الأشخاص.

الذين كانوا يقومون بتفسير الرؤى آنذاك ذهبوا إلى قول أن هذه ما هي إلا أضغاث أحلام.

اقرأ أيضًا: قصة علاء الدين والمصباح السحري

تفسير يوسف عليه السلام للرؤية الملك

عندما تذكر الساقي سيدنا يوسف عليه السلام، جاؤوا به إلى الملك على الفور.

حيث قالوا “يوسف أَيهَا الصِّدِّيق أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكلهنَّ سَبْع عِجَاف وَسَبْعِ سنبلَاتٍ خضْرٍ وَأخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِع إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهمْ يَعْلَمونَ”.

وكان تفسيره كما ذكر في كتاب الله العزيز القرآن الكريم.

هو” قَالَ تَزْرَعونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتمْ فَذَروه فِي سنبلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكلونَ”.

حيث كان معنى الحلم أنّ الخير والخصب والمطر سوف يكونوا من نصيب البلاد لمدة سبع سنوات متتالية، وهنا فسر سيدنا يوسف البقر بالسنين.

ولهذا أرشدهم إلى ادخار ما يحصدون خلال هذه السبع سنوات، والاستهلاك بحكمة وعدم الإسراف.

حتى يتمكنوا من مواجهة السنين العجاف التالية بعد ذلك.

حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز “قَالَ تَزْرَعونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتمْ فَذَروه فِي سنبلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكلونَ”.

“ثمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْع شِدَاد يَأْكلْنَ مَا قَدَّمْتمْ لَهنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تحْصِنونَ”. وقوله: “ثم يأتي من بعد ذلك عَام فيه يغاث الناس وفيهِ يَعصرونَ”.

الدروس المستفادة من قصة يوسف

نعرض فيما يلي الدروس المستفادة من قصة يوسف -عليه السلام- في السجن.

حيث تتميز هذه القصة بأنها مليئة بالعِبر والعظات التي يمكن أن تنفع المسلم في تدبير شؤون حياته، ومنها نذكر ما يلي:

  • يجب على المسلم يخطّط ويرّتب أمور حياته، فهذا هو الذي يسمى في الشريعة الأخذ بالأسباب.
  • يجب على الداعية والمسلم بشكل عام أن يتحلّى بالصبر، والتحمّل.
  • كما يكون على قدر من الأخلاق الرفيعة، وعلى هذا فلقد كان يوسف -عليه السلام- مثالاً يحتذى به في ذلك.
  • الثقة في الله سبحانه وتعالى من العبادات المخلصة التي يجب على كل مسلم أن يقوم بها.
  • الله سبحانه وتعالى هو ملجأ العبد الوحيد.

تابع من هنا: قصة زليخة امرأة العزيز للأطفال

قصة يوسف في السجن تبين كذلك أن قول الله إن بعد العسر يسر هو قول صحيح، حيث بعد سجن سيدنا يوسف تمكن من الخروج بعد أن تم إثبات براءته من التهم التي كانت منسوبة إليه مع امرأة زوجة العزيز.

وبفضل الذكاء والحنكة التي وهبها الله له أصبح أهل ثقة بالنسبة إلى الملك، وعلى هذا فلقد كلف بأن يكون مسؤول عن وزارة مال الدولة.

قصص ذات صلة