قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام
تعد قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام واحدة من أمتع قصص الأنبياء التي تضم الكثير من العبر، حيث أنه واجهه الكثير من المتاعب أثناء دعوة قومه لعبادة الله سبحانه وتعالى، كما أنه تعرض للأذى الشديد ليس فقط من قومه، بل من أهله أيضًا.
قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام
تبدأ قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام حين كان قومه يعبدون الأصنام، وكان والده هو من يقوم بصنع تلك الأوثان.
حيث بدأ إبراهيم بدعوة أبيه أولا ودائما يذكره بأن تلك الأصنام ما هي إلا حجارة لا تضر ولا تنفع.
كان يدعو سيدنا إبراهيم والده باللين والرفق، ولا يحدثه إلا باحترام.
ولكن والده أبى وأستكبر وأصر على موقفه، كما أنه طلب من إبراهيم أن يتركه.
توجه نبي الله إبراهيم بدعوته إلى قومه، حيث أمرهم بترك عبادة الأصنام، ثم حاججهم في عبادة الكواكب.
وقد تم ذكر تلك المحاجة في القرآن الكريم وذلك حين سأل إبراهيم قومه عن ذلك الكوكب الذي ظهر إن كان هو أله.
ثم لما اختفى الكوكب وغاب، قال لهم النبي إن الله لا يأفل ولا يغيب.
كان يكرر ذلك الأمر مع قومه مع كل من الشمس والقمر، ولكن القوم مازالوا مصرين على موقفهم.
واصل النبي دعوته لقومه فحين رأى منهم الصد أقسم لهم بأنه سيكيد تلك الأصنام.
أنتظر إبراهيم خروج القوم من القرية، ثم بدأ بتكسيرها، ولكنه ترك كبير الأصنام.
فلما عاد القوم ورأوا أن أصنامهم قد تحطمت تمامًا، ذهبوا إلى إبراهيم حتى يسألوه عن الأمر.
قال إبراهيم عليه السلام إن من فعل ذلك بأصنامهم هو كبيرهم، ردوا عليه القوم سألين أنها لو كانت تعقل حقًا دافعت عن نفسها وردت الاعتداء.
فعلى الرغم من صوابهم الذي عاد إليهم في ذلك الوقت، وقناعتهم بأن كبيرهم صنم حجارة لا يسمع ولا يبصر، إلا أنهم عادوا عن صوابهم وأصروا على ما كانوا عليه.
شاهد أيضًا: قصة حوت يونس للأطفال
قصة إبراهيم مع النمرود
من الجدير بالذكر أنه على الرغم من قسوة قوم إبراهيم عليه، إلا أنه كان يعتمد في نقاشه معهم على أسلوب المناظرة.
فقد ناظر النبي عليه السلام للملك النمرود ملك بابل، وهو كان ملك عرف بالتجبر والتمرد.
كما أنه كان يدعي الربوبية، كان النبي يستدل دائمًا على وجود الله سبحانه وتعالى بالكثير من المشاهدات التي توجد حولها منها الموت والحياة.
رد النمرود على سيدنا إبراهيم عليه السلام بأنه يستطيع أن يميت البشر أو يحيها، إذ قال له يمكنني أن آتي برجلين.
وأحكم على كلاهما بالقتل فأقول رجل ويعفو عن الآخر، وبذلك أكون قد أمت واحدا وأحييت الآخر.
إلا أن النبي أستطاع أن يلجمه حين ضرب له مثلاً بالشمس، فهي تشرق من الشرق.
تحدى النبي الملك النمرود بأن يأتي بالشمس من الغرب إن كان حقا هو الله، ولكنه لم يستطع فهو أضعف من ذلك بكثير، فبهت لونه وصمت.
قصة إبراهيم مع الملائكة
جاءت قصة إبراهيم عليه السلام ولقاه مع الملائكة في نصوص القرآن الكريم في أكثر من موضع.
حيث أتى إليه الملائكة زائرين، ومبشرين من حسن إكرام النبي للضيف.
فقد سارع النبي بإحضار الطعام للضيوف، ولكن حين أمتنع الملائكة من الطعام شعر النبي بالخوف والريبة منهم، ولكنهم أخبروه بأنهم رسل من الله سبحانه وتعالى إلى قوم لوط.
راجع النبي الملائكة في قصة عذاب قوم لوط، ولكنهم أخبرته بأن ذلك أمر من الله سبحانه وتعالى وأنتهى النقاش بشأنه.
كما أنه بشروا النبي وزوجته بأبناء سيدنا إبراهيم، حيث قالوا له أنه سيرزق بولد أسمه إسحاق وسيكون نبي.
ومن بعد إسحاق يأتي يعقوب عليه السلام فسكن قلب إبراهيم عليه السلام تجاه الضيوف الطمأنينة.
اقرأ أيضًا: قصة قصيرة للأطفال مشكلة بالحركات
هجرة إبراهيم إلى مصر
خرج نبي الله إبراهيم عليه السلام من أرض الشام إلى مصر، وكانت معه زوجته السيدة سارة.
فحين علم ملك مصر في ذلك الوقت بقدوم إبراهيم وبصحبته امرأة فائقة الجمال.
بعث الملك في طلبها للزواج، حيث كان ذلك الملك يأخذ النساء غصبا من الرجال.
أخبر إبراهيم عليه السلام الملك بأنها أخته، فحاول الملك أن يلمس السيدة سارة فلم يستطع.
حيث أنه بمجرد أن رفع يده تحجرت فطلب منها الملك أن تدعو الله بأن تعود يده إلى ما كانت عليه.
فدعت له فعادت يده، كرر الملك فعلته مرة أخرى، فعادت يده وتحجرت مرة أخرى.
فطلب الملك بأن تدعو الله له أن تعود يده فعادت، فكلما حاول الملك أن يلمس السيدة سارة تحجرت يده.
بناء إبراهيم الكعبة مع ابنه إسماعيل
وضع الله سبحانه وتعالى لنبيه أساسيات البيت الحرام، والتي قد دفنت في الأرض منذ زمن بعيد.
ثم أمر الله النبي عليه السلام وولده إسماعيل ببناء الكعبة المشرفة.
حيث كان يأتي إسماعيل بالحجارة لأبيه الذي كان يرفع البناء، وضع سيدنا إبراهيم حجرًا ووقف عليه وهو ما أطلق عليه مقام إبراهيم.
الدروس المستفادة من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام
هناك الكثير من العبر والمواعظ التي يمكن استفادتها من قصة النبي عليه السلام منها ما يلي:
- أهمية الإيمان والتوحيد بالله سبحانه وتعالى وإتباع ملة إبراهيم حنيفًا، وذلك اقتداء بالنبي وإخلاصه في عبادته لربه.
- محبة الله سبحانه وتعالى للنبي إذ وصفه الله بالخليل، وهي صفة لم تكن إلا لإبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم.
- تكريم الله للنبي حيث جعل من ذريته أنبياء، واختاره ليكون الشخص الوحيد، الذي ينال شرف بناء بيته الحرام.
- ضرورة إكرام الضيف كما ورد عن إكرام النبي للضيوف من الملائكة.
تابع من هنا: قصة إبليس مع سيدنا آدم عليه السلام
وبذلك نكون انتهينا من الحديث عن قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام والتي تعرفنا فيه على الكثير من المتاعب التي واجهها نبي الله إبراهيم عليه السلام.
أثناء دعوته لقومه والذين أصروا على عنادهم وعادوا إلى عبادة الأصنام، علاوة على تعريض النبي للتعذيب وألقاه في النار ولكن الله نجاه.