قصة ليلى وقيس
قصة ليلى وقيس تعتبر من أكثر القصص المؤثرة في الحياة، فهي تحكي عن حبيبين لم يجتمعا أبدًا، وتوضح لنا هذه القصة مدى الحب الشديد الذي كان بينهما والذي يعلمنا معنى الحب، لذلك تعتبر هذه القصة من القصص الرومانسية الحزينة.
قصة ليلى وقيس
كان قيس بن الملوح يحب ليلى من وهو صغير، وذلك لأنها كانت ابنه عمه وكانا دائمًا يتلقون ويتحدثون.
وخاصةً لأنهما كانا يهتمان بالغنم سويًا، وكبرت ليلى العامرية وقيس بن الملوح وأصبحا يعشقان بعضهما البعض.
وكان يزداد الحب بينهما يومًا بعد يوم، ولكن قيس لم يكن يرى فقط أثناء رعايتهما للغنم.
فكانت ليلى محبة للشعر والأدب، بالإضافة إلى أنها كانت تتمتع بنسبة عالية من الذكار والثقافة.
فكان أولاد وبنات القبيلة يجتمعون معها، حتى تقص عليهم أحاديثها وأشعارها، ومن ضمن هؤلاء الأولاد هو قيس بن الملوح.
حيث قال في إحدى مجالسها:
تَعَلَّقتُ لَيلى وَهيَ غِرٌّ صَغيرَةٌ
وَلَم يَبدُ لِلأَترابِ مِن ثَديِها
حَجمُ صَغيرَينِ نَرعى البَهمَ
يا لَيتَ أَنَّنا إِلى اليَومِ لَم نَكبَر وَلَم تَكبَرِ البَهمُ.
كان قيس يحضر جميع المجالس التي تقيمها ليلى العامرية، وكان قيس من أكثر الفتيان المميزين في مجالس ليلى.
فكانت دائمًا تميزه عن غيره من الأولاد فكانت دائمًا تلبي له طلباته بعكس باقي الأولاد، وكان الجميع يلاحظ ذلك.
فإذا أراد أحد شيء من ليلى حلفها بقيس حتى تقبل، ولكن ذات يوم كان قيس يريد أن يعلم مدى حب ليلى له فطلب منها شيء ورفضت.
شعر قيس بالحزن الشديد وبكى بشدة وقال:
وَإِنَّ اِنهِمالَ الدَمعِ يا لَيلَ كلَّما
ذَكَرتكِ يَومًا خالِيًا لَسَريع
مَضى زَمَنٌ وَالناسُ يَستَشفِعونَ بي
فَهَل لي إِلى لَيلى الغَداةَ شَفيعُ
شاهد أيضًا: قصة مدائن قصر صالح في الليل
تكملة قصة قيس وليلى
كان قيس يصاحب ليلى طوال اليوم، حيث كان يتحدث إليها دائمًا، ويتبادل معها الحوار حتى الليل.
وخاصةً لأن في هذا الزمان لم يكن يمنعون تحدث الأولاد مع الفتيات، ولكنهم كانوا يمنعون التغزل بهن.
لكن كان قيس دائمًا يكتب لليلى الكثير من الأشعار حتى علمت القبيلة كلها، وأصبحوا يتحدثون عن العشق القائم بين قيس وليلى.
وكانت هذه القصة هي محور الحديث لأيام، وكان السائد في هذه الفترة أن إذا تم اكتشاف علاقة بين فتاة وصبي يجب عليهم أن يفترقوا.
بالفعل افترق قيس عن ليلى وأصبحت ليلى لا تخرج من البيت وكانوا يمنعون قيس من زيارتها.
ولكن حزن قيس حزن شديد ومرض بسبب هذا الفراق، وقالوا له أن يحاول أن يتزوج من فتاة أخرى غير ليلى.
لكن لم يستمع قيس إلى نصائحهم ورفض تناول الطعام، حتى أصبح هزيل وضعيف ومقبل على الموقف.
فخافت عليه أمه كثيرًا حتى طلبت من ليلى أن تزوره ولكن ليلى رفضت خوفًا من عائلتها.
لكن ليلى فكرت ورأت أن اشتاقت إلى قيس وقررت أن تزوره ليلًا بعد أن تنام القبيلة.
وذهبت ليلى بالفعل إلى قيس وظلموا يتسامرون ليلى حتى طلوع الشمس، بعدها قال قيس:
أَتُضرَبُ لَيلى كُلَّما زُرتُ دارَها
وَما ذَنبُ شاةٍ طَبَّقَ الأَرضُ ذيبُها
فَمُكرِمُ لَيلى مُكرِمي وَمُهينُها
مُهيني وَلَيلى سِرُّ روحي وَطيبُها
لَئِن مَنَعوا لَيلى السَلامَ وَضَيَّقوا
عَلَيها لِأَجلي وَاِستَمَرَّ رَقيبُها
اقرأ أيضًا: قصة كليلة ودمنة مفيدة وممتعة للأطفال
زواج ليلى
قررت عائلة قيس أن تطلب ليلى للزواج من عائلتها، ولكن عائلة ليلى رفضت أن تتزوج ليلى من قيس.
أصبح قيس وقتها كالمجنون وأصبح يتردد على بيت ليلى كثيرًا، حتى نقلت ليلى وعائلتها من المنزل.
عندما ذهبت ليلى قال قيس:
أَحِنُّ إِلى لَيلى وَإِن شَطَّتِ النَوى
بِلَيلى كَما حَنَّ اليَراعُ المُثَقَّبُ
يَقولونَ لَيلى عَذَّبَتكَ بِحُبِّها
أَلا حَبَّذا ذاكَ الحَبيبُ المُعَذِّبُ
كان والد ليلى يحاول أن يبعدها عن قيس بجميع الطرق بسبب العادات والتقاليد القاسية التي كانت قائمة في ذلك الوقت.
وحتى يتخلص من قيس بشكل نهائي قرر أن يزوج ليلى من رجل آخر، وكان هذا الرجل يسمى ورد بن محمد.
كانت ليلى ترفض كل من يتقدم لها بسبب حبها الشديد لقيس ولكنها وافقت على الزواج من ورد بن محمد بسبب والدها، وشعر قيس حينها بالحزن الشديد وقال:
أَلا إِنَّ لَيلى العامِريَّةَ أَصبَحَت
تَقَطَّعُ إِلّا مِن ثَقيفٍ حِبالُها
إِذا اِلتَفَتَت وَالعيسُ صُعرٌ مِنَ البُرى
بِنَخلَةَ غَشَّ عَبرَةَ العَينِ حالُها
فَهُم حَبَسوها مَحبَسَ البُدنِ وَاِبتَغى
بِها المالَ أَقوامٌ أَلا قَلَّ مالُها
بعد زواج ليلى من ورد بن محمد تعبت تعب شديد وامتنعت عن تناول الطعام حتى ضعفت وماتت.
بعدها وصل خبر موتها إلى قيس، حتى أصبح مجنون وتوفى بعدها بفترة قصيرة، وقفل أن يتوفى قال:
وَيا ناعِيَي لَيلى لَقَد هِجتما لَنا
تَباريحَ نَوحٍ في الدِيارِ كِلاكما
فَلا عِشتما إِلّا حَليفَي مصيبَةٍ
وَلا متما حَتّى يَطولَ بَلاكَما
الدروس المستفادة
تتمثل الدروس المستفادة من قصة قيس وليلى في الآتي:
- قد تكون العادات والتقاليد غير صحيحة، وقد تتسبب في إيذاء الكثير من الأشخاص.
- على المتحابين أن يجتمعون في الحلال، ويجب على الأهل ألا يرفضون اجتماعهم.
- يجب على الأهل أن يتعاملون بشكل أقل قساوة مع بناتهم.
- يجب على الفتيات أن يتحفظن أثناء التعامل مع الأولاد.
تابع من هنا: قصة نباش القبور الذي يحول جثث الأطفال لعرائس
لقد قدمنا لكم في هذا الموضوع قصة ليلى وقيس الشهيرة التي جعلتنا نستمتع بالكثير من الشعر الذي كتبه قيس بن الملوح، فكانت كتابته عن ليلى من أشهر الكتابات التي غيرت الأدب في العديد من الدول.