قصة مجنون ليلى
قصة مجنون ليلى من القصص التراثية العريقة التي تعبر عن ملحمة من الحب لا تنتهي إلا بالموت أو الجنون، والاثنان كانوا من نصيب بطل هذه الملحمة.
كثير منا قد سمع من قبل عن مجنون ليلى لكن الأغلب لا يعرف شيئاً عنه سوى أنه أحب ليلى بجنون، وفعل من أجلها المستحيل، وفي نهاية المطاف كان الجنون من نصيبه، ولكن هواية الشخص محصورة في كونه مجنون ليلى.
قصة مجنون ليلى
قصة مجنون ليلى هي قصة حب تعود إلى زمن قديم للغاية تجمع بين قيس بن الملوح، وليلى العامرية التي كنت تتميز بالجمال.
وهي فتاة ولدت في نجد، وكانت تصغر قيس بأربع سنوات، وكان يعرف عن ليلى أنها فتاة ذكية للغاية وكانت مثقفة ومحبة للشعر.
وعاشقة للأدب، ولهذا كان يجتمع في حديثها الكثير من أبناء الحي، وذلك حتى يتمكنوا من الاجتماع لسماع أخبار العالم في عصر صدر الإسلام.
ليلى كانت شاعرة عربية مميزة، وكانت هي محبوبة قيس بن الملوح الذي كان يعرف أنه من أبناء قبيلة هوازن.
عاشت ليلى مع عرب البدو خلال فترة حكم مروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان إبان الخلافة الأموية، كانت ليلى تبادل قيس بن الملوح الحب.
وكانت ترغب في الزواج منه، ولكن الذي فرق بينهما هو العادات والتقاليد العربية القديمة.
شاهد أيضًا: قصة قصيرة عن الحب
قصة حب قيس بن الملوح لليلى
الملقب بمجنون ليلى هو الشاعر قيس بن الملوح، وهي ابنة عمه مهدي بن ربيعة بن عامر، وكان هو الآخر يعيش في عصر العهد الأموي.
وكان يعيش كذلك في نجد، وكان قيس واقع في حب ليلى بنت عامري منذ كانوا أطفال صغار.
وذلك لأن طفولتهم كانت مشتركة، وذلك بفضل صلة القرابة التي جمعت بينهما.
وكان قيس يؤلف لليلى الشعر منذ الصغر، وكانت هذه القصائد تحتوي على جميع أنواع الغزل والمديح.
تقدم قيس في يوم من الأيام لطلب خطبة ليلى بنت عمه، وذلك حتى يخلد قصة الحب التي جمعت بينهما.
ولكن عمه ووالد ليلى رفض طلب قيس، وذلك لأن كان يعتقد أن قيس مجنون عقلياً.
وفي المقابل قرر أن يزوج ليلى من شخص أخرى من قبيلة ثقيف.
وكان يعرف عن هذا الشخص أنه غني وذو أصل وحسب ونسب، وأخذ ليلى معه إلى بلاد الطائف.
سبب تسمية قيس بن الملوح بمجنون ليلى
بعد ذهاب ليلى مع زوجها إلى بلاد الطائف، وصل الخبر إلى قيس، لذا جن جنونه.
وأخذ خيمة وذهب في الصحاري يجوبها ويتجول فيها للبحث عن ليلى، حتى أن عائلته فقدت الأمل من عودته.
حيث استقر في البرية، وعاش هناك حياة بائسة بين الحيوانات، وكان الشيء الوحيد الذي يفعله هو أنه لا يزال يؤلف القصص لليلى.
وكان قيس كذلك يفعل الأفاعيل، عندما يرى البشر، حيث كان يمزق ثيابه.
ويعتدى على المارين، ويكلم نفسه، ويطارد الآخرين، ولهذا تمت تسميته بمجنون ليلى.
نهاية مجنون ليلى وليلى
يقال إن قيس وجد ميتاً في الصحراء بين الأحجار، ويقال في رواية أخرى أنه مات بعد موت ليلى نفسها، حيث ذهب إلى قبرها وجلس هناك يبكي حتى مات.
ويقال أن ليلى ماتت حسرة على ما حل بقيس من جنون، وفي رواية أخرى يقال أنها ماتت بسبب المرض.
اقرأ أيضًا: قصص واقعية من الحياة
أجمل قصائد مجنون ليلى
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت
بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى
وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مهِمَّةٍ
إِذا جِئتكم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا
خَليلَيَّ إِن لا تَبكِيانِيَ أَلتَمِس خَليلاً
إِذا أَنزَفت دَمعي بَكى لِيا فَما أشرِفُ
الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً وَلا أنشِد الأَشعارَ
إِلّا تَداوِيا وَقَد يَجمَع اللَه الشَتيتَينِ
بَعدَما يَظنّانِ كلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا وَجَدنا
طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا وَعَهدي
بِلَيلى وَهيَ ذات مؤَصِّدٍ تَرد عَلَينا
بِالعَشِيِّ المَواشِيا فَشَبَّ بَنو لَيلى
وَشَبَّ بَنو اِبنِها وَأَعلاق لَيلى في فؤادي
كَما هِيا إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذه
تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا سَقى اللَهُ
جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت بِهِنَّ النَوى حَيثُ
اِحتَلَلنَ المَطالِيا وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ
وَلا غِنىً وَلا تَوبَة حَتّى اِحتَضَنت السَوارِيا
وَلا نِسوَة صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً لِتشبِهَ لَيلى
ثمَّ عَرَّضنَها لِيا خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِك
الَّذي قَضى اللَه في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا
قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحبِّها فَهَلّا بِشَيءٍ
غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا وَخَبَّرتماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِل لِلَيلى
إِذا ما الصَيف أَلقى المَراسِيا فَهَذي
شهور الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت
فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا
فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ داره
وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا
وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالُهُم مِنَ الحَظِّ
في تَصريمِ لَيلى حَبالِيا وَقَد كنت أَعلو حبَّ لَيلى
فَلَم يَزَل بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا
فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
الدروس المستفادة من قصة مجنون ليلى
نستفاد من قصة مجنون ليلى ما يلي:
- يجب على المرء عندما يحب يكون حبه معتدل.
- الفروقات القبلية ليست لها أسس شرعية لذا يجب التخلص منها.
- كما يجب على المرء أن يتحلى بالصبر، وأن يحترم قضاء الله وقدره.
- التعلق بالله سبحانه وتعالى يجب أن يكون دائماً أكثر من التعلق بالبشر.
تابع من هنا: روايات رومانسية بالعامية المصرية كاملة للقراءة
قصة مجنون ليلى من القصص الملحمية والتراثية الجميلة والشهيرة، والتي لا يوجد عربي أو غير عربي لم يسمع بها، فهي أصبحت مضرب للأمثال بين الناس بفضل مبالغة قيس في حبه لليلى.