كان يا مكان في قديم الزمان قصة حب
كان يا مكان في قديم الزمان قصة حب، القصص الرومانسية هي من أجمل القصص التي يحبها الكثير من الناس ويعشقها وخاصةً التي كانت منذ قديم الزمان لأنها تدل عل مدى العشق خلال هذا الوقت ومدى الحب الصادق.
معنا مجموعة من أفضل القصص الرومانسية القديمة والتي سنبحر معاً بها ونغوص في عالم الحب والهيام، تابعوا معنا موضوعنا الشيق في موقعنا المتميز هذا.
قصة عنترة بن شداد وعبلة
واحدة من أشهر القصص القديمة والمشهورة في عالمنا العربي والتراث القديم هي قصة عنترة بن شداد من قبيلة بني عبس، وقد كان فارس همام لديه قدرات هائلة في الحروب لم يتمكن أي أحد من مبارزته من مدى قوته وكانت أمه جارية.
أصبح من الأحرار بعد أن تمكن من النصر في العديد من الحروب ومن هنا يكون تمكن من إلحاق نسبه ببني عبس، هذا كان قانون من قوانين القدم وكان يعشق ويحب ابنة عمه عبلة بنت مالك منذ الصغر والتي كانت فائقة الجمال والحسن بين الفتيات الآخريات.
وهي أيضاً أحبته ولكن مع الأسف لم تكن قصة حبهما بتلك السهولة، وكانت قصتهما السبب في دخوله الكثير من المعارك ومحاولة الفوز الساحق بها هي من أجل أن يثبت مدى ملائمته للزواج من عبلة ولكي يكون لائق بها.
ذكر عنتر بن شداد عبلة كثيراً في أشعاره حيث إنه كان يقوم بكتابة الكثير من الشعر من أجلها ولكي يعبر عن حبه لها، كانت هناك فواصل اجتماعية شديدة بينه وبين عبلة فلا ننسى إن أمه كانت أسيرة فكان دائماً يتعرض للتنمر والكلام السيء الجارح.
تقدم عنتر لخطبة عبلة ولكن والدها كان رافضاً له لأسباب كثيرة على رأسها إنه كان أسمر البشرة، وكان يرى إنه غير لائق بابنته إبنة الحسب والنسب وبالتالي طلب منه مهر تعجيزي لا يتمكن من إحضاره حتى لا يقبل بهذا الزواج ويكون لديه حجة.
كان المهر هو ألف ناقة من نوق النعمان الحمر وبالفعل انطلق عنتر لكي يحضر المهر كما طلبه منه عمه، لكنه واجه الكثير من المواجهات حتى يحضر هذا المهر من أهمها تعرضه للأسر.
لكنه عاد إلى عمه مرة أخرى وللقبيلة ومعه مهر حبيبته ألف عصفور من عصافير النعمان، ظل عمه يماطل ويماطل كثيراً لأنه لم يكن لديه قبول على هذا الزواج في الأساس ولكن عنتر كان لديه إصرار كبير لكي يأخذ ابنته.
ومن هنا عرض عمه على الفرسان قتل عنتر وإن من يقتله سوف يتزوج من عبلة ويكون رأس عنتر هو مهر فائقة الجمال ابنته، اجتمع ضده الكثير من الفرسان ولكنه تمكن من مواجهة عدد كبير منهم بكل شجاعة وقوة ولكن كان عددهم كبير جداً عليه.
لذلك هناك روايات تقول إنه تمكن من قتلهم جميعاً وتمكن من التزوج من عبلة، وهناك روايات أخرى تقول إن هناك أحد الفرسان البيض تمكن من قتله والتزوج بها.
ولكن على الأغلب لم يتمكن عنتر الزواج من عبلة رغم الحب الشديد بينهما وإنها تزوجت من شخص من أشراف القوم، فمن المنتشر في وقتها إن ليس من المفترض أن تتزوج الفتاة من يحبها ومن يقوم بإشاعة هذا الخبر وسط الجميع.
قصة جميل بن معمر وبثينة
كان جميل شاعراً ويرعى الإبل الخاصة به في وادي يقع بالقرب من مساكن بثينة وذات يوم كان نائماً بالقرب من الإبل الخاصة به، وكانت بثينة تمر مع صديقة لها وقامت بضرب إحدى الإبل فاستيقظ جميل من نومه وقام بشتمها لما قامت به لإبله.
ردت بثينة على السب بسب حيث سبته هي أيضاً ومن هنا اشتعلت شرارة الحب ببنهما، فعشقها من أول نظرة وهي أيضاً ومن وقتها ظل يكتب الشعر لها وفي كل مرة إما يكتب اسمها في شعره ومرات أخرى يكتب أسماء أخرى حتى شاع خبر حبهما.
قرر جميل أن يتقدم لخطبتها وكان متأكد من إن والدها سوف يوافق عليه وخاصةً إن هناك علاقة قرابة فيما بينهما حيث كانت ابنة عمه، ولكن والدها رفضه لأن كان من المعروف وقتها إن لا يصح الزواج من شاب أعلن حبه لشابة وسط القوم.
لأن الناس تعتقد إن تم الموافقة على الزواج لستر فضيحة ما لذلك في المقابل وافق والدها على زواجها من شاب غني جداً من قبيلة عذرة، وكان اسمه نبيه بن الأسود شعر جميل بالجرح في قلبه من هذا الموقف.
ولكن الحب ظل مستمر حتى بعد زواج بثينة حيث كانا يتقابلان في السر خفية وهي كانت توافق على هذا الأمر، ظلوا معاً يتقابلان في السر ويعبران عن شوقهما حتى افترقا حينما زادت الشائعات عن جميل إنه يحب فتاة أخرى.
فكان يرغب في صد ألسنة القوم وذات يوم ظل في مقابلته مع بثينة حتى الصباح وحينما نامت تركها وعاد لمنزله فحينما استيقظت فهمت إنها حيلة منه وتركته، حاول الاعتذار لها ولكنها لم تقبل اعتذاره ولم تقابله نهائياً مرة أخرى من بعد هذا الموقف.
الأمر الذي جعله يسافر إلى مصر، وظل هناك حتى توفى وقبل أن يتوفى دعا رجل إليه وأعطاه كل ما يملك في مقابل أن يقم بإلقاء الشعر الخاص به على سطح منزل مرتفع عند منزل بثينة.
بالفعل قام الرجل بتنفيذ كل ما عرضه عليه جميل ومن بعدها فهمت بثينة إن جميل توفى، فظلت تبكي وتنوح عليه مع السيدات الأخريات وقامت هي بإلقاء شعر أيضاً رثاء لموته وظلت تلك القصة من أعظم قصص الحب العذري التي مرت في التاريخ.
قصة أبو نواس والجارية جنان
أبو نواس هو شاعر عربي من أشهر شعراء الدولة العباسية وكان معروف عنه اللهو والحياة الصاخبة وإنه متلاعب وشخصيته غير جادة بالمرة، أما جنان فكانت جارية عند آل عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي وكان معروف عنها الحسن والجمال والذكاء والعقل.
كانت جنان تجمع بين صفات الجمال وحسن الخلق وكانت أديبة ومثقفة تعرف الأخبار وتروي أيضاً الأشعار، كانت هي الوحيدة التي عشقها أبو نواس من قلبه رغم تقلب هواه ولكنه أحبها بكل صدق.
ذات يوم كان يرغب في مقابلتها والتحدث معها فعلم إنها سوف تخرج مع مولاها للحج، الأمر الذي جعله يترك الخمر الذي كان مدمناً لها ويذهب ورائها للحج وكان يقول الكثير من الشعر لها في مختلف الأوقات والأماكن.
يقال إن جنان لم تبادله الحب كما يحبها هو لأنها كانت تخاف من طيشه وغدره وإنه من الممكن أن يكون مجرد معجب ليس عاشق لها، ولم تتجاوب معه حتى توفت وهو أيضاً كان بعيد عنها وانتهت قصة الحب ولكن من جهته ظل يعشقها.
الدروس المستفادة من كان يا مكان في قديم الزمان قصة حب
- الشجاعة في الحب والقدرة على التضحية في سبيل الحبيب وفي سبيل تحقيق سعادته.
- القدر والنصيب غالب فمن يكون لديه نصيب في شخص لا يتمكن أي أحد من إبعادهما عن بعضهما البعض والعكس أيضاً.
- الحب الحقيقي قد يغير الطباع السلبية لدى الشخص لطباع أخرى أفضل لكسب قلب الحبيب.
في خاتمة حديثنا حول كان يا مكان في قديم الزمان قصة حب، نكون تعرفنا معاً على مجموعة من قصص الحب والعشق التي حدثت في قديم الزمان على أمل أن تكونوا استمتعتم من تلك القصص الرومانسية التي قدمناها لكم دمتم في أحسن حال.