قصص واقعية من الحياة
هناك أهمية كبيرة للقصص في حياتنا، خاصة إذا كانت قصص واقعية من الحياة، لأنها تحمل خلاصة التجربة، والحكمة من الحياة التي يعيشها الإنسان، ونعتبر منها في حياتنا، فكل قصة تحمل هدفًا، وتجربة حقيقية، تمكننا من العيش في الحياة ونحن على دراسة بها، وتنقل لنا خبرات حياتية مفيدة لحياة أفضل.
قصص واقعية من الحياة
سوف نتحدث اليوم، من خلال هذا المقال، على بعض القصص الواقعية، والتي حدثت بالفعل، ومن أبرزها القصص التالية:
قصة الشجرة والأمل
كان يوجد فتاة مريضة، وكان يملأها اليأس، فكانت تتوقع أنها ستموت في أقرب وقت.
وكان هناك شجرة تتساقط أوراقها يوميًا، فتحدثت إلى أختها.
وقالت لها أنها سوف تموت قريبًا حينما يتساقط جميع أوراق تلك الشجرة.
ولكن ما حدث أن جميع أوراق الشجرة سقطت، ما عدا ورقة واحدة لم تسقط أبدًا، على الرغم من مرور الوقت.
وتعاقب الفصول، وقد بدأت الفتاة في الشفاء والتعافي من مرضها.
وذات يومًا خرجت من منزلها لترى الشجرة، ولكنها اكتشفت أن أخر ورقة في الشجرة غير حقيقية.
وإنما هي ورقة شجر قامت أختها بصناعتها من البلاستيك، والسر وراء ذلك هو أن أختها أرادت أن تجدد فيها الأمل.
وهذا الأمل هو الذي جعلها تتمسك به، حتى أنه مكنها من التعافي والشفاء بإذن الله.
شاهد أيضًا: قصة أبو ذر الغفاري الصحابي الجليل
قصة الفراشة
وهي من القصص المعبرة، التي قد تحدث معنا يوميًا، وهي تحكي عن رجل كان يتنزه في أحد الحدائق، وفي ذلك الوقت وجد فراشة تطير.
وتتبع تلك الفراشة، حتى راها تدخل الشرنقة الخاصة بها، وظلت بها لمدة ساعات طويلة، ولم تتحرك من داخلها، حتى ظن هذا الرجل أنها ستموت.
وقام الرجل بالتطوع لقص الشرنقة، ليقوم بإخراج الفراشة، وبالفعل استطاعت الفراشة الخروج من الشرنقة.
ولكنها لم تستطيع الطيران، وأصبحت أعضائها ساكنة، حتى ماتت بعد قليل من الوقت.
ومن هنا فهم هذا الرجل أن دخول الفراشة الشرنقة كان أمرًا ضروريًا لحصولها على السوائل التي تحتاج إليها، وأن الفراشة كانت تحتاج إلى أن تستمر في في الشرنقة.
حتى تخرج هي وحدها، وتستعيد قوتها مرة أخرى، ورأى أنه ارتكب خطأ أودى بحياة تلك الفراشة.
وهذا ما يحدث معنا يوميًا، حيث أن البعض يعتقد أنه حينما يتدخل في حياة الأشخاص فهذا خير لهم.
ولكنه قد يفسد حياتهم، على الرغم من أنه يريدون لك الخير بتدخلهم هذا.
ولكن تلك التجربة ساعدتنا على فهم الحياة جيدًا، وأنه ينبغي ألا نتدخل لفعل أشياء قد تبدو خيرًا، ولكنها تؤدي إلى الشر للآخرين.
قصة الحب الأسطورية
كان قديمًا قد حدثت قصة أسطورية على شواطئ الهند، حيث كان يوجد شابًا أحب فتاة، وقرر أن يتزوج هذه الفتاة.
ولكن فرحته لم تكتمل، فقد توفيت والدته، وأصيب بالاكتئاب، وكانت الفتاة التي يحبها قد أحبته.
وأحبت والدته أيضًا، وتعلقت بها، فأصيبت هي أيضًا بالاكتئاب لوفاتها.
ونظرًا لما مروا به، افترقا الحبيبان، وكلًا منهما يحمل عتابًا للآخر، ومرت السنين، وفي أحد الأيام كانت الفتاة لا زالت تحب الشاب، وجلست تبكي.
وتدعو الله أن يجمعها به، على الرغم من أن الناس قالوا لها بأنه ذهب، ولن يعود إليك ثانية، حتى تفاجأت بهذا الشاب، وهو يرسل إليها رسالة يخبرها بأنه سيعود.
ومرت شهورًا كثيرة، وهي تشعر بالفرحة لاقتراب حبيبها مرة ثانية، حتى حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث توفى أخو الشاب في حادث.
وأراد الله أن يفترقا مرة أخرى، ولكن الفتاة ظلت صابرة، تدعو الله أن يجمعها به مرة ثانية.
ومرت شهور أخرى عديدة، وإذا بهذا الشاب يقرر خطبتها، ولم تكن تعلم أنه هو ذات الشخص الذي تحبه.
حتى تفاجأت بأنه هو من تقدم لخطبتها، ففرحت بشدة، وشكرت الله على استجابة دعائها.
واستقرت حياتهم، بعد أن كان الأمل مفقودًا في أن يجمعهما القدر سويًا.
قصة بائع الزيت المغشوش
كان يوجد رجلًا يقوم ببيع الزيت، وكان يكسب منه جيدًا، ولكنه لم يكن راضيًا بحاله.
فكان يريد مزيدًا من المال، ويرغب في الثراء الفاحش السريع.
ولذا قام بخلط الزيوت الجيدة، بالزيوت السيئة، وقلل من سعر الزيت قليلًا، حتى يكسب مزيدًا من الناس.
وبالفعل استطاع كسب الكثير من المال، وضعف ما كان يكسبه.
وذات يومًا قام تاجر يقوم بصناعة الصابون بشراء الزيت منه، وكان تاجر الصابون سعيدًا بسعر الزيت القليل.
ولذا اشترى منه كميات كبيرة لصناعة كمية كبيرة من الصابون، وأراد أن يكافئ بائع الزيت.
فقام بإهدائه كمية من الصابون، الذي قام بصناعته من هذا الزيت المغشوش.
وقد تأذى بائع الزيت بسبب الصابون كثيرًا، حيث عانى من التهابات شديدة في الجلد، وحكة جلدية.
وذهب ليشتكي بائع الصابون، وقام القاضي بإحضار كلًا من بائع الزيت، وبائع الصابون.
وتأكد القاضي، من أن الصابون مصنوعًا من أدوات جيدة، ولكن الزيت المصنوع منه الصابون مغشوشًا وردئ.
وهنا أجرى القاضي العقوبة على بائع الزيت، فهو أول من تأذى من الغش الذي ارتكبه في حق أهل المدينة.
الشاب وأبيه العجوز
وهي قصة تكشف لنا عن أهمية عدم الحكم على الأشخاص من النظرة الأولى.
وإنما يجب التأني في الحكم عليهم.
فالقصة تحكي أنه كان يوجد شابًا مذهولًا من الأشياء، التي تبدو عادية للأشخاص الأخرين.
وأثناء ركوب هذا الشاب مع أبيه العجوز في القطار، فكان يفرح بمظهر الأشجار، والطبيعة، والسماء الصافية.
وكان يرى تلك الأشياء، وكأنها تبدو غير عادية، فكان يشاور عليها، ويقول له: انظر يا أبي هذه الأشجار الجميلة.
انظر إلى السماء كيف تبدو صافية، فكان يبدوا وكأنه طفلًا وليس شابًا.
فتعجب من ذلك من كانوا على متن القطار، وظنوا أنه يعاني من مرض عقلي، أو نفسي.
ونصحوا الأب العجوز بأن يعرض ابنه على الطب النفسي.
ولكن الأب ابتسم لهم وقال، أنهما بالفعل كانوا لدى الطبيب، ولكن طبيب العيون.
فهذا الشاب يرى هذه الأشياء للمرة الأولى في حياته، ولذلك فهو فرحًا بتلك المناظر.
اقرأ أيضًا: قصص الصحابة والتابعين والصالحين مكتوبة
قصة الاجتهاد والأمانة
وهي ضمن قصص واقعية من الحياة، حيث تحكي القصة، أنه ذات يومًا كان يوجد طفلًا صغيرًا، ذهب إلى متجر به هاتف، وكان قصيرًا.
ولكنه يبدو عليه الهمة، والذكاء، وقام بوضع كرسيًا حتى يبلغ الهاتف ويتحدث به.
واتصل بسيدة، وصاحب المتجر يتابع هذا الطفل في صمت واهتمام.
وتحدث الطفل إلى سيدة، وطلب منها أن يعمل في حديقتها، وذلك بأن ينظفها، ويرعاها.
ويعتني بالنباتات، ولكن السيدة أبلغته أنها لديها بالفعل شخصًا يقوم بكل تلك الأعمال.
فقال لها أنه على استعداد أن يعمل لديها بنصف راتب الشخص الذي يعمل لديها، ولكنها رفضت.
وقالت له أنها لديها شخصًا يقوم بكل المهام بمهارة.
فأغلق الطفل الهاتف، وتعجب صاحب المتجر من همة هذا الطفل، وعرض عليه العمل معه في المتجر، حتى كانت المفاجأة.
بأن هذا الطفل هو من يعمل لدى هذه السيدة، ولكنه كان يختبر مدى رضاها عنه.
وترك صاحب المتجر، وهو مندهشًا من تصرف هذا الطفل، ومدى مهارته، وذكائه، وأمانته، وحبه لعمله بإتقان.
الدروس المستفادة من القصص السابقة
جميع القصص التي ذكرناها اليوم تعلمنا الكثير من العبر، والمواعظ، التي تفيدنا في حياتنا، ومن أبرز الدروس المستفادة منها ما يلي:
- التمسك بالأمل هو من يعيد لنا الحياة من جديد، بينما اليأس هو من يخيب آمالنا، ويضع غمامة على أعيننا، فنرى الممكن مستحيلًا، والنهاية سيئة.
- عدم التدخل في شئون الأخرين، حتى وإن كان بغرض الخير، فقد يؤدي هذا التدخل إلى حدوث مزيدًا من السوء، والشر للآخرين دون أن ندري، وعلينا أن نترك للآخرين حريتهم في تغيير أحوالهم أم لا يريدون ذلك.
- علينا أن نثق بالله، ونستمر في الدعاء إليه، والتمسك بأحلامنا، ورغباتنا مع الدعاء، وسيستجيب الله لنا بإذنه تعالى، فالله مجيب الدعوات حتى وإن كانت مستحيلة.
- الغش مصيدة يقع فيها صاحبه أولًا، ولذا على الإنسان أن يراعي ضميره، ولا يغش في تجارة أو أي شيء يقدمه للناس.
- حتى لا يضرهم، ومكسبه من الغش لن يبارك الله له فيه، وسينال عقاب من الله في الدنيا والآخرة.
- علينا ألا نحكم على الأشخاص من موقف واحدًا، فنحن لا نعرف ظروف الأشخاص، وعلينا أن نقيم الأمور، بعد أن نأخذ وقتنا الكافي للتعرف على الأشخاص، وظروفهم، وتصرفاتهم، ولا نحاول أن نجرحهم بكلامنا.
- الأمانة، والإتقان في العمل أسمى معاني الإخلاص، وتأكيدًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا عمل أحدكم عملًا فليتقنه”، ولذا إذا ارتضينا بهذا العمل، فعلينا الإخلاص، والتفاني فيه.
تابع من هنا: قصة مالك بن دينار وابنته
ومن الجدير بالذكر، أننا نحتاج دائمًا إلى قراءة قصص واقعية من الحياة، حتى نتعلم منها الخبرات الحياتية المختلفة، لربما نتعرض لإحدى المواقف الحياتية.
فيكون لدينا خبرة مسبقة من قراءة مثل تلك القصص، والتي يمكن أن نقرأها لأطفالنا أيضًا، حتى تتكون شخصيتهم من تلك القصص الواقعية، التي تؤثر إيجابيًا على تفكيرهم.