قصص الأنبياء والرُّسل ومعجزاتهم

قصص الأنبياء والرُّسل ومعجزاهم تعتبر من أمتع القصص التي تروي للأطفال، والتي تمدهم بالكثير من المعلومات، وتم ذكر هذه القصص في القرآن الكريم لذلك تسهل شرح آيات القرآن للكبار والأطفال وتدفعهم إلى الإيمان بالله والرسل ومعجزاهم.

 قصص الأنبياء والرُّسل ومعجزاهم

سوف نقدم لكم العديد من قصص الأنبياء التي لها دروس مفيدة، ومن ضمن هذه القصص:

قصة سيدنا صالح

بعد وفاة سيدنا هود عليه السلام الكثير من الأشخاص عادوا إلى عبادة الأصنام، ولكن بعث الله سيدنا صالح إليهم مرة أخرى، حتى يعودوا إلى عبادته والإيمان به.

وكان سيدنا صالح عربي الجنسية، وكان يسمى صالح بن عبيد ابن ايساف.

كان سيدنا صالح من أحفاد قبيلة ثمود، ولكنه كان شخص حكيم، وكانوا دائمًا يستشيرونه ويطلبون منه النصيحة.

ولكن بعد أن طلب منهم سيدنا صالح أن يتركوا عبادة الأصنام، ويتجهوا إلى عبادة الله الواحد الأحد اتهموه بالكذب والسحر.

لكن ظل سيدنا صالح يدعو قبيلته إلى الإيمان بالله ولكنهم كانوا يطردونه، ولكن عندما كان يطلب منهم الإيمان بالله طلبوا منه أن يفعل شيئًا يثبت به أنه نبي من عند الله، وبدأ كل شخص منهم أن يطلب منه طلب معين.

فهناك من طلب منه أن يخرج ناقة من الصخرة، والآخر يطلب منه أن تكون حامل في الشهر العاشر.

والآخر يطلب منه أن تكون حمراء اللون والآخر يطلب منه أن تكون كثيفة الصوف.

وهناك من طلب منه أن تكون كبيرة الحجم، حيث تشري هي من البئر يوم وهم يوم.

قال لهم سيدنا صالح أنه لو فعل ذلك سوف يؤمنون بالله سبحانه وتعالى؟ قالوا بلي، فقال لهم حسنًا وبدأوا الناس في التجمع، ودعا سيدنا صالح الله سبحانه وتعالى وبعدها خرجت الناقة من الصخرة بالفعل.

كانت الناقة كبيرة الحجم حيث كانت أكبر ناقة موجودة على الأرض، وبالفعل كانت حامل في الشهر العاشر وقريبة من ميعاد الولادة.

وكانت تتمتع بكل الصفات والشروط التي اشترطوا على أنها تكون موجودة,

قال الله عز وجل في آياته الكريمة: (يَا قَوْمِ هذه نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ) (هود:64).

شاهد من هنا: قصة سيل العرم للأطفال

ناقة سيدنا صالح

قال سيدنا صالح إلى قوم ثمود أن يجب على الناقة أن تشرب يوم من البئر وهم يشربون يوم، ويحذرهم من إيذاء الناقة حتى لا يصابون بعذاب شديد.

لكن بعد معجزة سيدنا صالح لم يؤمن قومه، ثم جاء ميعاد ولادة الناقة وكان صغيرها يشبهها، وكانت تشرب هي يوم وهم يوم من البئر.

ولكنهم كانوا حاقدين بسبب ذلك، فقرروا أن يقتلونها، واجتمع 9 أفراد من كبراء القبيلة لقتل هذه الناقة.

قاموا هؤلاء الأشخاص بانتظار الناقة بجانب البئر، حتى كسروا قدمها وقتلوا صغيرها.

وعلم سيدنا صالح عليه السلام بذلك فقال لهم أنهم سوف يهلكون بعد 3 أيام، وبعدها قرر هؤلاء الأشخاص قتل سيدنا صالح والناقة معًا.

كانوا التسع أشخاص متجهين إلى بيت سيدنا صالح ليقتلوه، ولكنهم هلكوا هم وأهلهم، وكان وجه أهل ثمود يبدو أصفر اللون في اليوم الأول، وكان أحمر اللون في اليوم الثاني وكان أسود اللون في اليوم الثالث.

ظلوا أهل ثمود يبكون ويصرخون، بسبب علمهم بأن تحذير سيدنا صالح كان صحيح.

وبعد ذلك هلك القوم الكافرين بسبب صيحة، فقال الله سبحانه وتعالى: (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ).

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة لقصة سيدنا صالح هي:

• الاستماع إلى أوامر الله دون تفكير ودون عصيان لأوامره، حتى لا نصاب بمخاطر.
• عدم استغلال أو النفوذ للحصول على أي شيء نريده، وخاصةً إذا كان به أذى لأي شخص آخر.

معجزة سيدنا لوط

كان سيدنا لوط عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله عز وجل والإيمان به، بالإضافة إلى أن عمه هو سيدنا إبراهيم عليه السلام.

وكان سيدنا لوط شخص حكيم وصالح والجميع يشهدون بأخلاقه الرفيعة.

لكن أهل مدينته كانوا يمارسون الشذوذ  كما كانوا يسرقون أموال الناس ويقطعون طرقهم.

بالإضافة إلى العديد من الأفعال السيئة الأخرى، ولكن كان سيدنا لوط عليه السلام مصرًا على دعوته لهم بالهداية والإيمان بالله، وحذرهم من عقاب الله لهم.

لكنهم كانوا دائمًا يتجاهلونه ويهددونه بالإيذاء والطرد من المدينة.

وبعد ذلك أمر الله عز وجل بعض الملائكة أن يظهروا على شكل بشرة إلى سيدنا لوط عليه السلام ليبلغوه بهلاك مدينته قريبًا.

وهذا الهلاك سوف يشمل زوجته لأنها كانت غير مبالية بأفعال قومه، بالإضافة إلى أنهم قالوا له أنه محمي هو ومن يؤمن بالله.

وبعد ذلك هلك قوم سيدنا لوط وبدأ الأمر بطمس أعينهم ثم حدوث صيحة دهورت المدينة وهلكوا جميعًا ما عدا سيدنا نوح ومن آمن بالله، وذهبوا إلى المكان الذي أمر الله سيدنا نوح أن يذهب إليه.

قال الله سبحانه وتعالى في آياته الكريمة: (إِلّا آلَ لوطٍ إِنّا لَمُنَجّوهُم أَجمَعينَ*إِلَّا امرَأَتَهُ قَدَّرنا إِنَّها لَمِنَ الغابِرينَ*فَلَمّا جاءَ آلَ لوطٍ المُرسَلونَ*قالَ إِنَّكُم قَومٌ مُنكَرونَ*قالوا بَل جِئناكَ بِما كانوا فيهِ يَمتَرونَ*وَأَتَيناكَ بِالحَقِّ وَإِنّا لَصادِقونَ*فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللَّيلِ وَاتَّبِع أَدبارَهُم وَلا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ وَامضوا حَيثُ تُؤمَرونَ*وَقَضَينا إِلَيهِ ذلِكَ الأَمرَ أَنَّ دابِرَ هـؤُلاءِ مَقطوعٌ مُصبِحينَ).

اقرأ أيضًا: تصفح القصص

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة لقصة سيدنا لوط هي:

• معارضة الأشياء الخاطئة، حتى وإن لم نقم بفعلها.

معجزة هارون عليه السلام

كان سيدنا هارون عليه السلام أخو رسول الله موسي عليه السلام، وكان سيدنا هارون يتمتع بمكانة كبيرة جدًا بسبب أخيه، فكان هو دائمًا من يساعده ويسانده في جميع الأمور.

بالإضافة إلى أنه كان الوزير الفطن الحكيم، وأمره سيدنا موسى أن يهتم ببني إسرائيل، وأن يحافظ عليهم.

ولكن هناك شخص يدعى بالسامري قام بعمل صنم على هيئة عجل، ودعا قومه إلى عبادته واتهم سيدنا موسى بالابتعاد عن قومه.

لكن عندما رأى سيدنا هارون عليه السلام أنهم يعبدون العجل حذرهم من فعلتهم وأنذرهم من عقاب الله لهم.

كما دعاهم أيضًا إلى عبادة الله مرة أخرى والرجوع إليه، ولكنهم تجاهلوه واستمروا في عبادة هذا الصنم.

بعد ذلك عادي سيدنا موسى عليه السلان إلى قومه مرى أخرى، وكان معه ألواح مكتوب عليها التوراة ورأى قومه.

وهم يعبدون العجل فغضب وألقى التوراة من يده، وذهب ليعاتب أخيه هارون على تقصيره.

لكن سيدنا هارون قال أنه نصحهم وحذرهم من عقاب الله لهم، ولكنه كان يخشى أن يفرق بين بني إسرائيل ويحدث فتنة بينهم.

ثم اقتنع سيدنا موسى بكلام أخيه هارون وذهب إلى السامري وعاقبه عما فعله.

قال الله عز وجل في آياته الكريمة: (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ).

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من قصة سيدنا هارون عليه السلام:

• يجب على الأخوة الوثوق في بعضهم.
• إذا اخطأ الأخ في شيء يجب أن نستمع إليه جيدًا دون أن نلومه.

سفينة نوح عليه السلام

يعرف سيدنا نوح على أنه أول رسول دعا الناس إلى عبادة الله عز وجل والإيمان به.

بالإضافة إلى أنه يعتبر من أولي العزم، وقام بدعوة قومه إلى عبادة الله لفترة قد تصل إلى 950 عام، وحذرهم من عبادة الأصنام وأخبرهم أن يتركوها.

ذلك لأن الأصنام ليس لها منفعة أو ضرر لهم ومن المستحيل أن تكون إله لهم.

فكيف لإله يمكن أن يهلك أو يكسر؟ وظل سيدنا نوح يدعو قومه إلى عبادة الله بشكل ملح.

بالإضافة إلى أنه فعل الكثير من الأشياء، حتى يؤمن قومه بالله والتوحيد به.

كان سيدنا نوح يدعو قومه في الصباح وفي الليل وسرًا وجهرًا، ولكنهم استكبروا عليه تجاهلوا دعوته واستمروا في عبادة الأصنام.

بالإضافة إلى أنه كانوا يتعمدون اغلاق آذانهم، عندما كان سيدنا نوح يدعوهم إلى عبادة الله.

بالإضافة إلى أنهم كانوا يتهموه بالجنون والكذب وكانوا ينبذوه ولا يتحدثون إليه.

وهذا الأمر كان يجعل سيدنا نوح يشعر بالحزن الشديد على قومه وأهل ومدينته.

فأمره الله سبحانه وتعالى أن يقوم بصنع سفينة، وكانوا قومه يسخرون منه، لأنه كان يقوم بصنع سفينة بالرغم من أنه كان في الصحراء.

لكن سيدنا نوح استمر في بناء السفينة ولم يهتم لكلامهم واستهزائهم به، وبعد ذلك أمره الله أن يركب بالسفينة كل من آمن بالله.

وأمره أيضًا أن يضع زوجين من كل الحيوانات الموجودين في المدينة، لكن كان هناك الكثير من الأشخاص غير مؤمنين ولم يركبوا السفينة.

ومن بينهم زوجة سيدنا نوح وابنه، ثم خرجت مياه من باطن الأرض.

ثم أمطرت السماء أمطار غزيرة، وامتلأت المدينة بالمياه، وهلك الجميع ما عدا من كان في السفينة.

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح:

• عدم السخرية من الآخر لعلهم يكونوا أعلم منك بالكثير من الأمور.

تابع أيضًا: قصة سيدنا هود عليه السلام مختصرة

قصص الأنبياء والرُّسل ومعجزاهم لها العديد من الدروس المستفادة، ولكنها أيضًا تعلمنا بالعديد من الأمور، وما هو جزاء الكافرين والمفسدين في الأرض.