قصص قصيرة مؤثرة ومعبرة

تحمل القصص القصيرة الكثير من الدروس والعبر، التي يكون لها تأثير إيجابي على القارئ، ومقال اليوم سيتضمن قصص قصيرة مؤثرة ومعبرة.

وهذه القصص ستكون بسيطة، وتحمل أفكار ومعاني جميلة، والرسائل التي تحملها دائمة ومستمرة، ولها تأثير قوي على النفس، والشخصية.

قصص قصيرة مؤثرة ومعبرة

هناك الكثير من القصص القصيرة المعبرة، والتي تؤثر على شخصيتنا، ونفسيتنا، ومن أبرز القصص القصيرة المعبرة ما يلي:

قصة الرجل العجوز

يحكى أنه كان يوجد رجلًا عجوزًا يعيش في قرية بعيدة، وكان تعيسًا جدًا، ومحبط دائمًا، ودائم الشكوى، وكلما تقدم به السن كلما ازداد الأمر سوءًا.

والكل يعلم بأمر هذا العجوز حتى أنهم أصبحوا يتجنبونه من شدة حزنه، واكتئابه، خوفًا من أن يصيبهم بتلك المشاعر السلبية.

وذات يومًا بلغ العجوز عمر ال80 عامًا، وحدث شيء غريب، وهو انتشار شائعة عنه بأنه أصبح رجلًا سعيدًا، ودائم الابتسامة.

وملامحه أشرقت، مما أدهش الأمر الجميع، وذهبوا إلى منزله ليتأكدوا من ذلك، وقد وجدوه ما يقال حقيقة بالفعل.

وعندما سألوه ما الذي حدث لك؟، أجابهم بأنه قد قضى عمره وهو يطارد السعادة.

ولكنه اليوم قرر أن يعيش بدونها، ويستمتع بحياته فقط، وهو ما جعله سعيدًا الآن.

شاهد أيضًا: قصة شجرة البلوط في القرآن

قصة البحث عن الذهب

كان يوجد رجلًا مهندسًا، وكان ينقب للبحث عن الذهب، وقرر أن يترك هذا البحث، لأن شعر بالملل، ولم يجد شيئًا من الذهب الذي يعتقد بوجوده في مكان التنقيب.

ولكن البحث أصبح مرهقًا عليه، ولذا قام ببيع معداته لرجل آخر، وبدأ هذا الرجل في التنقيب، من حيث توقف المهندس الأول.

وقد استعان المنقب الجديد بمهندس متخصص، وأخبره أن الذهب على بعد 3 أقدام فقط من المكان الذي توقف عنده المهندس الأول الذي كان يبحث عن الذهب أولًا.

والذي كان محقًا فقد عثر الرجل على الذهب، مما يعني أن المهندس الأول كان على بعد 3 أقدام فقط من تلك الثروة.

قصة عن الاجتهاد والأمانة

ذات يومًا، كان هناك طفلًا صغيرًا يتصف بالذكاء والاجتهاد، وقد ذهب إلى متجر صغير به هاتف أرضي.

ووضع كرسي ليستطيع أن يصل إلى الهاتف، ويتصل منه، وردت عليه سيدة.

وكان في ذلك الوقت يتابعه بشدة صاحب المتجر، ووجد الطفل يتحدث إلى المرأة عبر الهاتف.

وطلب منها أن يعمل في حديقتها، وذلك بتنظيفها، ورعاية نباتاتها، ولكن هذه السيدة قالت له أن لديها شخص أمين يقوم بتنظيف حديقتها.

فرد عليها الطفل بأنه سيقوم بتنظيف الحديقة مقابل نصف الراتب، الذي يأخذه الشخص الذي يعمل معها، ولكن السيدة رفضت.

فطلب منها أن يقوم بتنظيف السيارة، ويحرس لها بيتها، ولكنها رفضت أيضًا، وقالت له أنها لديها شخصًا يقوم بكل تلك الأعمال بمنتهى المهارة والأمانة.

وقام الطفل بإغلاق الهاتف مع تلك السيدة، فتعجب صاحب المتجر من همة الطفل، وعرض عليه أن يعمل معه في المتجر، فرفض الطفل.

وقال له أنا من أعمل في حديقة هذه السيدة، ولكني أرغب في التأكد من رضاها عني، وعن عملي.

وترك صاحب المتجر، وهو يتعجب من أمانة وذكاء هذا الطفل.

قصة الابتسامة الصادقة

كان يوجد رجلًا يعمل في أحد المصانع الخاصة بتجميد الأسماك، وكان يتمتع ببشاشة الوجه، وهو ما يجعل الناس تحبه كثيرًا.

وكان يتوجه يوميًا إلى عمله، وذات يومًا وهو ينصرف من عمله، كما توجه إلى ثلاجة التبريد للانتهاء من بعض الأعمال، ولكن نتيجة حدوث خطًا ما، أغلقت الثلاجة على الرجل.

وظل الرجل يصرخ ويستنجد بأحد، ولكن الجميع قد غادر، فظل الرجل محبوسًا في ثلاجة التبريد لبضع ساعات.

حتى أنه كان على وشك الموت، وفجأة فتحت البوابة الخاصة بثلاجة التبريد، وبعد أن كاد أن يموت أنقذه حارس المصنع، فهو من فتح له باب الثلاجة.

وحينما علم الجميع بهذا الأمر، سألوا الحارس لماذا دخلت إلى المصنع، فقال دخلت لأبحث عن هذا الرجل، فاندهشوا مما قاله.

وسألوه وكيف عرفت أنه لا زال بالداخل؟ فقال الحارس، أن هذا الرجل في المصنع لأكثر من 35 عامًا.

وكان الجميع يدخل ويخرج من المصنع دون ملاحظتي، أو مخاطبتي.

بينما هذا الرجل هو فقط من يستقبلني بابتسامة في الصباح، وبوجه بشوش يسأل على أحوالي، وعند خروجه من العمل يقبل علي ويودعني.

مع تلك الابتسامة البشوشة، وفي ذلك اليوم انتظرته، ولكنه لم يخرج.

فاعتقد أنه لا زال لديه عمل بالداخل، إلا أن غيابه طال كثيرًا، فدخلت المصنع لكي أتفقده، وأبحث عنه.

قصة صاحب الزيت المغشوش

كان يوجد في إحدى المدن شخصَا يعمل على بيع الزيت، وكان غنيًا كثيرًا، ولكنه لا يرضى بحاله.

ويطمع في المزيد، ولذا قام بخلط الزيوت النظيفة، مع زيتوت رديئة، وقام بخفض سعر الزيت قليلًا، ليقبل الناس على الشراء.

ويقوم ببيع كمية كبيرة منه، وبالفعل حدث ذلك، واشترى الناس هذا الزيت، وكسب منه أضعاف ما يكسبه من الزيت النظيف.

وذات يومًا أتى إليه بائع الصابون، ليشتري منه كمية كبيرة من الزيت.

ليصنع منه الصابون، وبالفعل صنع الرجل كمية كبيرة من الصابون باستخدام هذا الزيت، وأهدى بائع الزيت قدر كبير من منتج الصابون.

وقام بائع الزيت باستخدام الصابون، وقد تأذى منه كثيرًا، وأصيب بالتهابات في الجلد، وقدم الجميع فيه شكوى للقاضي.

بما فيهم صاحب الصابون، وبعد أن تأكد القاضي من أن مكونات الصابون صحيحة.

وأن الزيت هو من كان مغشوشًا، تلقى صاحب الزيت عقابًا من القاضي، بالإضافة إلى تلقيه أضرارًا بالجلد.

اقرأ أيضًا: قصة حرب المائة عام بين السنة والشيعة

قصة النقود القذرة

في إحدى المحاضرات، قام المحاضر بإخراج ورقة نقدية من جيبه بقيمة 20 دولارًا، وسأل الطلاب، من يرغب في الحصول على هذه الورقة النقدية؟

فرفع الجميع يديه للحصول عليها، وقال المحاضر: حسنًا، سوف أعطيها لأحدكم، ولكنه قام بتجعيد الورقة ثم سألهم مرة أخرى: “من يريد الورقة النقدية؟”.

فرفع الجميع يديهم دون استثناء، ثم ألقى المحاضر الورقة النقدية على الأرض، وداس عليها بقدميه العديد من المرات، والتقطها.

وقال لهم بعد أن اتسخت تمامًا: الآن هل يريد أحدًا الورقة النقدية؟ فرفع الجميع يده رغبة بها.

فهنا ابتسم المحاضر، وقال مهما فعلت بهذه الورقة فأنتم تريدونها، لأن قيمتها لا تزال كما هي وهي 20 دولار.

ولذلك يجب أن تكونوا أنتم كذلك، وأن تشعروا بقيمتكم، مهما اختلفت الظروف.

قصة الاختناق

من ضمن أبرز قصص قصيرة مؤثرة ومعبرة، أنه ذات يومًا سأل طفلًا حكيمًا عن سر النجاح، فطلب منه الحكيم أن يقابله في الصباح عند النهر، وسوف يجاوب على سؤاله.

والتقى الطفل بالحكيم في صباح اليوم التالي على النهر، وظلوا يدخلون بماء النهر، حتى غطى الماء مستوى أنفيهما.

وهنا دفع الحكيم الطفل داخل الماء بقوة، فحاول الطفل أن يقاوم ويخرج من النهر.

ولكن الحكيم ظل يدفعه داخل الماء أكثر فأكثر، ثم دفعه مرة أخرى للخروج من الماء.

ثم سحب الحكيم الطفل إلى الأعلى ليستنشق الهواء، فأخذ الطفل نفسًا عميقًا، فسأله الحكيم: ما الشيء الذي كنت تصارع من أجله.

وأنت تحت الماء؟ فأجابه الطفل: “الهواء”، فقال له الحكيم الآن تعرف سر النجاح.

وهو حينما ترغب في أن تنجح عليك أن تتذكر رغبتك في الحصول على الهواء وأنت تحت الماء، وحينها ستنجح.

قصة النكتة المكررة

يحكى أنه كان يوجد رجل حكيم في المدينة، وأتى إليه الناس لاستشارته في بعض المشاكل، والصعوبات التي تواجههم.

ولكن في كل مرة يأتون بالمشاكل ذاتها، ويرغبون منه أن يحلها، ولكنه سئم من تلك المشاكل المكررة.

وذات يومًا طلب جمعهم ليقص عليهم نكتة طريفة، فضحك الجميع عليها.

وبعد بضع دقائق قص عليهم النكتة مرة ثانية، فابتسم القليل من الناس فقط على النكتة، ثم قص عليهم النكتة مرة ثالثة، فلم يضحك أي شخص.

وقال لهم الحكيم، لم تقدروا على الضحك على النكتة ذاتها أكثر من مرة.

فلماذا تتذمرون، وتبكون على نفس الصعوبات والمشاكل التي تواجهكم كل مرة؟

الدروس المستفادة من القصص القصيرة

نستفيد من القصص دروسًا قصيرة، تعلمنا مفاهيم الحياة، فهي تؤثر على تفكيرنا بشكل سليم.

ومن أبرز الدروس المستفادة من القصص السابقة ما يلي:

  • عليك ألا تطارد السعادة، بل استمتع بحياتك لتسعد.
  • حين تزداد الأمور صعوبة، عليك المحاولة والاستمرار، والمثابرة، والسعي وراء أهدافك لتحقق ما ترجوه.
  • التفاني في العمل والإخلاص هما سر القناعة، والرضا، فحب العمل وإتقانه، سمة من سمات الشخص الأمين في عمله.
  • الابتسامة صدقة، وقد تكون المنجية من المهالك، فاجعلها عادة.
  • الغش طريقه قصير، ومليء بالأشواك.
  • مهما قست علينا الحياة، وتغيرت الظروف، علينا أن نشعر بقيمتنا، ومهما مررت بأزمات ستبقى كما أنت شيئًا له قيمة أمام العالم.
  • النجاح يحدث من الرغبة، والدافع القوي لتحقيقه.
  • القلق لن يحل المشاكل، بل هو هدر للطاقة والوقت.

تابع من هنا: قصة الفيل الصغير والأصدقاء الثلاثة لمحبي الضحك والتسلية

جديرًا بالذكر، أن قراءة قصص قصيرة مؤثرة ومعبرة لأطفالك، من الطرق الأكثر نجاحًا لإرشاد طفلك، وإلهامه للتفكير المنطقي السوي.

فالقصص لا تجعله يستمتع بها فقط، وإنما تحتوي على الكثير من الدروس والمعاني القيمة، التي لها تأثير قوي على الطفل، وسلوكياته، وعقليته، وشخصيته بشكل إيجابي.

قصص ذات صلة