قصة ابن الملك الذي طلق ثلاث مرات

قصة ابن الملك الذي طلق ثلاث مرات، سنقدم لكم اليوم قصة تحمل الكثير من العبر والأهداف وسنتعرف معاً على قصة ابن الملك الذي عاش قديماً وتزوج من ثلاث سيدات ومن ثم طلقهن جميعاً.

مر هذا الشاب باختبار قوي فسنحتاج للتعرف على تفاصيل تلك القصة وسبب طلاقه لثلاث مرات مع عيوب شخصيته ومصيره في النهاية، تابعوا معنا تلك القصة بالتفصيل في موقعنا المتميز هذا.

قصة ابن الملك وصاحب الغنم

تبدأ القصة في إن كان هناك أحد ملوك مكان ما في قديم الزمان وكان ابنه قد تزوج ثلاث مرات متتالية، وفي كل مرة كان يطلق ابنه زوجاته دون معرفة الملك لأسباب الطلاق تلك وكلما يسأله عن سبب الطلاق لا يرد عليه أو يخبره تلك الأسباب.

لم يكن الطلاق مسموح قديماً أو متعارف عليه كحال الآن كما إن الرجل الذي يقوم بالطلاق كثيراً لن يأمن له أي شخص لتزويجه ابنته فقام الملك بطرده من القصر لكثرة الطلاق من زوجاته بلا سبب وحتى لا يعطي سمعة سيئة له ولقصره.

خرج الشاب للبحث عن عمل خارج القصر دون أن يخبر أي شخص عن شخصيته الحقيقية وإنه ابن الملك ودون أن يكون له علاقة بوالده نهائياً، وبالفعل مر على راعي خاص بالأغنام عند أحد الموالين والذي لم يكن يعلم إنه ابن الملك ومسألة طرده من القصر.

فرح راعي الغنم بهذا الشاب كثيراً وأعجب به وبشخصيته وبمدى إتقانه للعمل وأخلاقه الحميدة، ورغب في تزويجه بابنته حتى يظل مستقر معهم في العيش لفترة طويلة ويضمنوا وجوده.

كان الراعي هذا لديه فتاة وحينما عرض عليها الفكرة من أجل أن توافق وأخذ رأيها بالأمر، أخبرته الفتاة إنها سوف لن تقبل به كزوج إلا بعد أن يسافر معه في رحلة أولاً لعدة أيام.

بالفعل قام راعي الغنم بعرض فكرة السفر على الشاب حيث أخبره إنه لن يخرج للعمل في رعاية الغنم اليوم، بل سوف يقوموا برحلة معاً لبضعة أيام لقضاء حاجة ما وبالفعل سافرا معاً في رحلة.

رحلة التجارة بين راعي الغنم وابن الملك

بدأت رحلتهما سوياً ومرا على الكثير من الطرق حيث بدأ طريقهما من خلال المرور على غنم، فقال الشاب ” ما أكثرها وما أقلها” تعجب منه راعي الغنم ولم يرد عليه.

ومن بعدها مرا على غنم أخر فقال الشاب ” ما أقلها وما أكثرها “، فقال الرجل عنه في سره إنه غبي وقال إن ابنته معها حق فكيف لها أن تتزوج شاباً مثله وهو بتلك العقلية الغريبة.

من بعدها مرا معاً على مقبرة فقال الفتى عنها ” فيكي الأحياء وفيكي الأموات “، فتعجب الرجل من هذا الشاب ومن كلامه خلال مروره على كل مكان بعدها توجها إلى بستان فقال الشاب عليه  ” لا أدري إن كان هذا البستان أخضراً أم يابساً “.

تعجب الرجل مرة أخرى عن ذي قبل ولم يتكلم أو ينطق أي كلمة حتى وجدا قرية ودخلا إليها وطلبا من أهلها أن يعطوهما الماء للشرب فأعطوهما الحليب بدلاً من المياه، بمجرد أن حصل الشاب على الحليب منهم فشرب منه هو أولاً.

ومن ثم أعطى الراعي يشرب من بعده فاستنكر من فعل الشاب هذا، وكيف له أن يشرب هو أولاً الحليب ومن ثم يعطيه للرجل ومن بعدها توجها إلى قرية أخرى وقام أصحاب القرية بإعطائهما المياه فأعطى الراعي أولاً ومن ثم شرب هو من بعده.

فتعجب الراعي كثيراً من فعل الشاب هذا وإنه كيف يعطيه المياه أولاً ولا يعطيه الحليب واستنكر من تصرفاته السلبية جميعها، قال الرجل في نفسه إنه لن يزوجه ابنته نهائياً.

وإن ابنته كان معها الحق كاملاً ألا تتزوج منه فهو شخص غبي وليس لديه أي ذوق أو أخلاق أو احترام للكبير أو الصغير حتى، وإن السفر بالفعل يكشف معادن الناس وطباعهم الحقيقية.

عودة راعي الغنم وابن الملك من السفر

عادا من السفر والرحلة تلك وحكى الرجل لابنته كل ما حدث من مواقف خلال تلك الرحلة وما قام به الشاب من أفعال وإنه يستنكر منه كثيراً، وبعد كل كلامه قالت الفتاة له إنه نعم الزوج وإنه الشخص الذي كانت تنتظره دائماً طوال حياتها.

استغرب الرجل من رد فعل الفتاة كثيراً واقتناعها به رغم كل ما أخبرها به من قصص وأحداث، ولكن البنت كان لها رأي آخر في تلك المواقف وسألها كيف هذا ولماذا تقول هذا الكلام؟!

تفسير الفتاة لمواقف ابن الملك

ردت الفتاة بتفسير لكل تلك المواقف التي حكى لها عنها والدها، حيث بدأت حديثها عن الغنم الأولى والذي قالت عنه إن الأكباش به أكثر من النعاج أما الغنم الثانية المقصود بها إن النعاج أكثر من الأكباش.

أما المقبرة فكان المقصود بها هي إن من يترك ذرية صالحة فهو حي ومن لم يترك ذرية صالحة فهو بالفعل ميت، وبالنسبة للبستان فهو يرى إن كان صاحب عمله قد صنعه بماله فهو أخضر أما في حال صنعه بالدين من الآخرين فهو يابس.

وبالنسبة للحليب فأخبرته الفتاة إن قد تناوله أولاً ومن ثم أعطاه لك يا أبي لأن الحليب بمجرد أن يتم صبه فينزل الحليب في أسفل الكوب ويرتفع المياه في أعلى الكوب، وبالتالي شرب هو المياه وأعطى لك الحليب الطازج والجيد.

ولكن عند إعطائه المياه لك يا أبي فالمياه بمجرد أن تصب في الكوب يكون المياه الصالح في الأعلى، أما المياه الفاسدة تكون في الأسفل لذلك أعطاها لك قبله وهذا قمة الذكاء ولا يدل على غباء أو سفه الشاب بل على العكس من ذلك.

استغرب الرجل من مدى ذكاء وحنكة الشاب ومدى فطنة ابنته في تفسيرها لمواقف الشاب بتلك السهولة، ومن هنا قرر الرجل زواج ابنته الوحيدة من هذا الشاب وبعد زواج الشاب من الفتاة ودخوله بها وضع يده على رأسها.

ثم أخبرها لمن هذا الرأس فأخبرته كان ملكي ومن ثم أصبح ملكك، فأخبرها أن تتهياً للسفر كما أخبرها إنه ليس راعي الغنم بل هو الأمير ابن الملك وقد خرج للبحث عن فتاة مثلها ويحمد الله على إيجادها.

الدروس المستفادة من قصة ابن الملك الذي طلق ثلاث مرات

  • عدم التسرع في الحكم على الآخرين والابتعاد عن الحكم بالشكل الخارجي للأشخاص، فليس عظمة الشخص بمظهره أو مدى جماله أو قبحه.
  • قيمة الإنسان تكمن فقط في ذكائه وأخلاقه وليس في جماله أو كثرة ماله، الموضوع ليس بالمال والجاه والعز والثراء.
  • أهمية التواضع والتقدير للناس والأشياء المحيطة بنا، وعدم التكبر أو التعامل بخبث ومكر.
  • التعامل مع الجميع بلطف واحترام وعدم الاستخفاف بهم وعدم التفاخر بمكانتنا وسطهم، لأن لا نعلم من يستحق الفخر والمكانة العالية.

في نهاية موضوعنا هذا عن قصة ابن الملك الذي طلق ثلاث مرات، نكون تعرفنا على موضوعنا الشيق هذا وقصتنا الجميلة المميزة والتي نخرج بها بالكثير من العبر المفيدة في الحياة على أمل أن تستفادوا من موضوعنا هذا دمتم في أحسن حال.

قصص ذات صلة