قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني
قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني، هي قصيدة متعارف عليها بشكل كبير كما إنها من القصائد المميزة لأبي الطيب المتنبي وتحتوي على مجموعة من الأبيات المميزة.
سنشرح في هذا الموضوع المتميز القصة وراء تلك القصيدة مع مجموعة من المعلومات الأخرى، تابعوا معنا الموضوع الشيق هذا ونرجو أن يحقق لكم أقصى استفادة.
أبو الطيب المتنبي صاحب قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني
هو شاعر حكيم متعارف عليه وله الكثير من القصائد المتميزة، تتميز القصائد الخاصة به بالحكمة البالغة فهو أحد مفاخر الأدب العربي فكان متميز دائماً بكل ما يقوله من شعر.
نشأ المتنبي في الشام وبشكل أخص داخل مدينة كندة بالكوفة والتي أصبحت هي النسب الخاص به، كان متميز في الشعر وكان يتنقل في البادية من أجل طلب العلم والمنفعة وتعلم الأدب واللغة العربية.
حينما كان صبياً قبل أن يصبح شاباً أدعى النبوة مما جعل الكثير من الناس تتبعه الأمر الذي جعل أمير حمص ونائب الإخشيد وهو لؤلؤ بأسره وسجنه حتى عاد عن دعوته وتاب.
ذهب بعدها إلى سيف الدولة بن حمدان صاحب حلب فمدحه وأخذ الحظ منه، من بعده اتجه إلى مصر وقام بمدح كافور الإخشيدي من أجل أن يوليه، ولكن رفض أن يوليه فخرج من مصر وهو يهجوه.
من بعدها اتجه إلى العراق حيث مر ببلاد فارس ومنها إلى أرجان والتي مدح بها ابن العميد وكانت له معه مساجلات.
القصة الخاصة بقصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني
كانت تلك القصيدة هي السبب في مقتل صاحبها أي أبو الطيب المتنبي حيث إن تم قتله بسبب بيت الشعر التالي، الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم.
ذهب المتنبي إلى سيف الدولة الحمداني حينما علم إنه يحب الشعر والشعراء ويفضل العلم والعلماء فشعر بأهمية وجوده لديه، وبالتالي بمجرد أن ذهب له مدحه بشعره كثيراً الأمر الذي جعله يعجب به وبشعره كثيراً.
توطدت العلاقة فيما بين المتنبي وأيضاً سيف الدولة الحمداني حيث كتب المتنبي الكثير من الأشعار له والتي تمدحه بشدة، وكانت تلك القصائد لها مكانة جميلة ومتميزة عند سيف الدولة الحمداني.
قامت الأعداء بعد مرور وقت على تلك العلاقة الوطيدة بالإيقاع بين المتنبي وسيف الدولة الحمداني، وساءت أحوال العلاقة بينهما بشدة الأمر الذي جعل المتنبي يهجره ويتجه إلى مصر.
بمجرد أن ذهب إلى مصر توجه إلى كافور الإخشيدي من أجل أن يعطيه الولاية، وقام بمدحه في الشعر الخاص به برغم إنه لم يكن يحبه الأمر الذي استشعره الإخشيدي عندما سمع قصائده تلك.
رفض ولايته تلك ولم يقربه منه ولم يعطه أي شيء الأمر الذي جعل المتنبي يهجوه، ويرحل من مصر ويبدأ في هجاء مصر أيضاً توجه بعدها مع ابنه مفلح وخادمه إلى العراق وخلال سيرهم تقابلوا جميعاً مع رجل اسمه “فاتك بن أبي جهل الأسدي”.
كان هذا الرجل معه مجموعة من الرجال المصاحبين له، وكانوا متربصين للخروج على المتنبي خلال رحلته ليقتلوه هو من ومعه للانتقام منه.
بمجرد أن رآه المتنبي فر هارباً خوفاً منه، وهو على وشك الهروب منه أخبره غلامه مفلح إن لا يجب عليه الفرار والهرب فهو من قال “الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم”.
تأثر المتنبي من كلامه هذا وخاصةً إنه كان لديه كبر بشكل كبير حيث كان يمدح في نفسه دوماً ويرى نفسه عظيماً ولا يوجد أحد مثله أو عظيم في شعره كحاله هو لذلك عاد مرة أخرى حتى لا يقول الناس عليه جباناً أو صغيراً.
لذلك عاد فوراً وقام بمهاجمة عدوه وقاتله حتى تم قتله هو وغلامه على يد الأسدي، ومن هنا أصبح بيت الشعر السابق هذا هو السبب في مقتله والذي من بعده مات المتنبي عن عمر يناهز خمسين عاماً ولكن لم تمت أشعاره التي ظلت محفورة معنا.
شرح قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني
نشأ المتنبي في البادية والصحراء الأمر الذي أثر في تربيته حيث إنه كان يحمل صفات الفخر والاعتزاز بنفسه دائماً، وكان الشاعر الوحيد الذي يروي الشعر الخاص به وهو جالساً على عكس بقية الشعراء الآخرين.
كان المتنبي يظل جالساً خلال قرائته لشعره حتى أمام الأمراء والحكام، وبدأت قصيدته بالخيل والليل أي شبههم بإنسان يعرفه جيداً، ويقصد الخيل لأنه كان فارس ماهر في الخيول يقتحم الليالي في الظلام الحالك بفرسه.
أما السيف والرمح فهو كان لديه قدرة كبيرة في استخدام الأسلحة تلك بكل شجاعة، أما المقصود بالقرطاس والقلم لأنه كان شاعر ماهر وكاتب أديب لا ينافسه أي شاعر أخر من وجهة نظره فهو كان يرى نفسه عظيماً.
قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
صحبت في الفلوات الوحش منفرداً حتى تعجب مني القور والأكم
يا من يعز علينا ان نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم
ما كان أخلقنا منكم بتكرمة لو أن أمركم من أمرنا أمم
إن كان سركم ما قال حاسدنا فما لجرح إذا أرضاكم ألم
وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة غن المعارف في أهل النهى ذمم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم ويكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي أنا الثريا وذان الشيب و الهرم
ليت الغمام الذي عندي صواعقه يزيلهن إلى من عنده الديم
أرى النوى تقتضينني كل مرحلة لا تستقل بها الوخادة الرسم
لئن تركن ضميرا عن ميامننا ليحدثن لمن ودعتهم ندم
إذا ترحلت عن قوم و قد قدروا أن لا تفارقهم فالراحلون هم
شر البلاد مكان لا صديق به وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
وشر ما قنصته راحتي قنص شبه البزاة سواء فيه والرخم
بأي لفظ تقول الشعر زعنفة تجوز عندك لا عرب ولا عجم
هذا عتابك إلا أنه مقة قد ضمن الدر إلا أنه كلم
الدروس المستفادة من قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني
- المتنبي من أعظم الشعراء في عصره فقد كان متميزاً لا يتشابه مع أي شاعر آخر وأسلوبه الفصيح البليغ.
- كان المتنبي عبقرياً ولديه حس مرهف وفصاحة مع مدى اعتزازه الشديد بنفسه وافتخاره بها وشخصيته العظيمة.
- التنقل إلى كل مكان في العالم بحثاُ عن العلم هو واحد من أهم الصفات التي تميز الإنسان المثقف وتجعله متفوقاً.
- الطموح والسعي من أكثر الطرق التي تجعل الإنسان يتمكن من الوصول لحلمه، وظهر هذا واضحاً في حياة المتنبي الطموح الساعي.
- القدرة الواسعة على فهم فلسفة الحياة تحتاج لمجموعة من الصفات التي تتمثل في قوة الذاكرة والذكاء الحاد وسرعة البديهة والفكر القوي.
- التجارب الإنسانية الصادقة التي يمر بها الإنسان تظهر بشكل واضح في كل ما يقوم به سواء شعر أو رسم أو أي حرف فنية أخرى.
في خاتمة حديثنا حول قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني، نكون تعرفنا معاً على مجموعة من المعلومات حول واحدة من أهم القصائد للمتنبي على أمل أن تكونوا استفدتم منه بصورة كبيرة وواضحة دمتم في أحسن حال.