قصة بائعة الورد

قصة بائعة الورد هو واحدة من القصص الجميلة والبسيطة التي توضح جانب إنساني مميز لدى بطلة القصة، حيث عادةً ما يغفل الكثير منا عن النظر إلى البائعين على أنهم أشخاص لديهم أحلام.

ومشاعر، واحتياجات، يجب علينا أن ننظر بعمق إلى روح هؤلاء الأشخاص ومن خلال هذه القصة سوف نتعرف على الشخصية الحقيقة الجميلة التي تمتلكها بائعة ورد تشبه الورد.

قصة بائعة الورد

كان في يوم من الأيام هناك فتاة تدعى (حنين) وكانت تتميز بجمالها الساحر والخلاب، حيث كان كل من ينظر إليها كان يتعجب من شدة جمالها وحسنها.

فكانت تتميز بعينين شديدتي السواد، سوادهما يشبه سواد الليل المظلم، وكان وجهها صافي مثل السماء المنيرة.

ولكن بالرغم من جمال حنين الملحوظ إلا أنها لم تكن سعيدة الحظ، بل على العكس.

كان حظها عاثر للغاية حيث كانت كان فقيرة جداً، ولهذا احتاجت إلى العمل منذ كانت فتاة صغيرة.

واستمرت في العمل بعد أن كبرت، وكان عملها هو بيع الورد، فحنين هي بائعة الورد.

شاهد من هنا: الحسن البصري والحجاج

حياة حنين اليومية

كنت حنين تذهب كل يوم إلى شاطئ البحر في المدينة، وكانت تبيع الزهور هناك.

ولكن بالرغم من عملها كل يوم إلا أنها كانت دائماً تتعرض إلى الإزعاج من الشخص التي كانت تعمل لحسابه.

وذلك لأنها لم تكن تبيع قدر كافي من الزهور، ولكن هذا لم يكن الشيء الوحيد الذي يزعج حنين.

الشيء الثاني الذي كان يؤلمها حقاً هو الذهاب كل يوم لبيع الزهور ورؤية كل هؤلاء الشبان، والفتيات الذين يحبون بعضهم البعض..

ويخرجون مع بعضهم البعض، ويأكلون ويمرحون بفضل امتلاكهم أموال كثيرة، بينما هي كان عليها العمل كل يوم لتوفير عيشها.

لذا كانت حنين دائماً تجلس على شاطئ البحر بعد الانتهاء من العمل، وتجلس في سكينة تراقب النجوم والبحر، والقمر.

وكنت تغوص في التمني والتخيل والتأمل، حتى تستيقظ مرة أخرى على بوق السيارات المزعج وتعود للمنزل خائبة الأمل.

أمنيات بائعة الورد

حنين كانت تتمنى الكثير من الأمنيات أهمها أن يصبح لديها الكثير من الأموال، وبعد ذلك أن تتزوج بفارس أحلامها، وأن تنجب أربع أطفال.

ولكن حنين عندما تستيقظ وتعود إلى الواقع كانت تحزن وتبكي بشدة، لأنها تتذكر أنها لا تملك أي من هذه الأشياء.

بل ويمكن ألا تملكها حياتها كلها، وظلت على هذا الحال لوقت طويل تنظر إلى ما ينقصها، ولا تنظر إلى النعم الكثيرة التي أنعم بها الله عليها.

كان كل ما يشغل بال حنين في هذا الوقت هو لماذا اختارها الله ليحرمها من كل الأشياء الجميلة التي أعطاها إلى الأخرين.

ولكن هذا بالطبع غير صحيح، فعلى الرغم من التفاوت الكبير بين الجميع، إلا أن الحياة مقسمة إلى أربعة وعشرين قيراط للجميع.

لكن حنين لم تنظر إلى هذه الحقيقة حيث كان كل ما يهمها هو أن تصبح مثل هؤلاء الأشخاص، وتملك ما يملكون من علم ومال وفير.

اقرأ أيضًا: قصص أطفال مكتوبة قصيرة مضحكة

تغير حياة بائعة الورد

حدث أمر سوف يساهم في تغير حياة حنين إلى الأفضل في يوم من الأيام.

حيث بينما كانت جالسة في مكانها المعتاد على شاطئ البحر، وتتأمل النجوم استيقظت مرة أخرى.

ولكن هذه المرة ليس على صوت بوق السيارات، بل على صوت رجل كبير في السن يسألها.

السلام عليكم يا بنتي: أنا ومن دون قصد كل يوم أشاهدك هنا وأنتي تجلسين في نفس هذا المكان وتبكي، ما السبب، ولماذا كل هذا الحزن الذي يملأ عينيك؟

ترددت حنين لبعض الوقت، وبعدها قررت أن تقص عليه حكايتها، وبعد أن انتهت توقعت تعاطف الرجل العجوز.

ولكن العكس صحيح، حيث لاحظت أن الرجل كان يبتسم، لذا سألت.

لماذا أنت تبتسم؟ أجاب الرجل العجوز وقال يا ابنتي هل تعرفين حقاً من هو الإنسان التعيس أو الحزين؟

قالت حنين لا، فقال له الرجل الإنسان الذي لا يرى إلا نعم غيره ولا يرى نقمهم.

ويرى نقمه ولا يرى نعمه، لا شك أنكِ تمرين بظروف صعبة إلا أنك تملكين الكثير من النعم.

قالت حنين لا أنا لا أملك شيء البتة.

الرجل العجوز يقص قصته على بائعة الورد

تنهد الرجل العجوز وقال لحنين هل تعرفين يا بنتي أنني أملك من المال الكثير لدرجة أنني إذا وضعته في البحر لامتلاء.

ولكن بالرغم من ذلك كل يوم عندما أضع رأسي على الوساد لا استطيع النوم.

كل يوم في نفس المكان، نفس المعاد ينام العالم وأظل مستيقظ بمفردي، ليس لدى راحة بال.

لدى كل أنواع الطعام التي يمكن أن تتخيلها، ويمكن أن أشتري المزيد.

لكن لا أستطيع أن أكل إلا القليل، ولا أشعر بلذة الطعام فكله عندي سواء.

شعرت حنين بالعديد من النعم التي لا يزال الله منعم عليها بها وحمدت ربها وشكرت فضله.

وفكرت بشكل أفضل وهو كيف يمكنها أن تحصل على المزيد من النعم من ربنا عن طريق الحمد.

الدروس المستفادة من قصة بائعة الورد

نتعلم من قصة بائعة الورد الكثير ومنه ما يلي:

  • نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى.
  • بعض النقم تعتبر نعم عندما ننظر إليها عن كثب.
  • شكر الله وحمده يزيد النعم.
  • استغفار الله سبحانه وتعالى يفك الكروب.
  • يجب أن ننظر إلى حياة الآخرين بنظرة متوازنة.

تابع أيضًا: قصص وحكايات سندريلا

قصة بائعة الورد هي قصة حياتنا جميعاً كثير منا لا يلاحظ النعم الكثيرة التي يملكها، بينما يلاحظ فقط النعم التي يتمتع بها الآخرين، وهذا شيء غير صحي وغير صحيح.

قصص ذات صلة