الحسن البصري والحجاج
الحسن البصري والحجاج تعتبر هذه القصة من أفضل القصص على الإطلاق، وذلك لأنها توضح لنا تفريج الله لهموم الناس بالدعاء، وقد وردت هذه القصة في كتاب يدعى الفرج بعد الشدة، وهذا هو المغزى من القصة، وسنتعرف على هذه القصة بالتفصيل في سطور هذا المقال.
الحسن البصري والحجاج الفصل الأول
كان ياما كان، يحكى أنه يوجد حاكم يدعى الحجاج، وكان حاكمًا لبلاد العراق، لكنه كان حاكم طاغي يكرهه شعبه بسبب طغيانه وتجبره عليهم.
لكنه لم يكن يلقي لهم بالًا وكان مستمرًا في طغيانه، حتى أتى الحسن، والذي كان واحدًا من الذين تصدوا لطغيان هذا الحاكم، وتصدى له بقوله كلمة الحق.
في يوم بنى هذا الحكام قصرًا عظيمًا، ونادى الناس ليشاهدوه ويستمتعوا بجماله.
فاستغل الحسن هذا الموقف واستغل تجمع الناس وألقى فيهم خطبة، وقال إنهم الآن ينظرون إلى ما بناه أخبث الخبثين.
مثلما فعل فرعون الذي شيد أعظم المباني لكن الله أهلكه، وقال يا ليت الحجاج يعلم أنه مكروه في السماء وأنه مغتر بأهل الأرض.
ظل الحسن يردد كلام من هذا القبيل ويذم الحجاج، حتى أشفق القوم عليه، وخافوا أن يبطش به الحجاج لذا قالوا له أن يكف عما يقوم به.
لكنه أبى وقال لهم أنه أخذ عهد مع ربه أن يفضح الفاسدين للناس، ولا يكتم ما يفعلونه، كان الحكام واقفًا.
ويشاهد كل الكلام الذي يقوله الحسن في حقه، وكاد ينفجر من الغيظ، ثم دخل إلى مجلسه وهو على هذه الحالة، ثم قال للموجودين أن تبًا وسحقًا لهم.
وذلك لأنهم تركوا واحدًا من عبيد مدينة البصرة يقول ما يشاء أن يقوله فيهم وهو واقفًا وسط الناس.
وعنفهم لأنه لا يوجد أحد منهم تصدى لكلام الحسن وأفكاره، حتى لا يوجد شخص منهم أنكر ما يقول.
شاهدي أيضًا: قصة زواج الرسول من زينب
الحسن البصري والحجاج الفصل الثاني
ثم ازداد غضب الحجاج عن السابق وأقسم بالله أن يسقي الموجودين في مجلسه من دم الحسن، وأخذ يسبهم.
ويقول لهم بأنهم جبناء، ولا يقدرون على فعل شيء لواحد مثله، ثم أمر بعض من جنوده أن يذهبوا إلى الحسن ويأتوا به إلى قصره.
وهددهم جميعًا بالسيف وقال لهم أنهم إذا لم يأتوا به سيقوم بقطع رؤوسهم أجمعين جراء استهتارهم بالأمر.
لم يمر وقت طويل حتى أتى الجنود بالحسن، ودخلوا على الحجاج في مجلسه.
فتوجهت أبصار جميع الموجودين في المجلس نحوه، وكان قد أمر الحجاج بإحضار جلاد وأمره أن يمسك بالسيف.
وبقطعة قماش توضع فوق الرأس، وأمره أن يقوم بقطع رأس الحسن عندما يأتي إليهم.
فلما رأى الحسن هذا المنظر حرك شفتيه، واقترب من الحجاج، وكان ظاهرًا عليه العزة والجلال والوقار، وكان يدعوا الله في داخله.
عندما رأى الحجاج الحسن على هذه الحالة تحركت المشاعر في داخله، وعندما كان الحسن يقترب منه ببطيء كان يهابه أشد الهيبة.
حتى أن الحال وصل به أن قال له تعال وأقبل هنا يا أبا سعيد، وقال له تعال واجلس هنا إلى جواري.
وكان يقوم بتوسيع المكان له حتى يتيح له الجلوس بأريحية.
وهنا تفاجئ جميع الموجودين من ردة الفعل هذه ولا يصدقون ما يرونه بأعينهم ولا ما يسمعونه بآذانهم.
اقرأ أيضًا: قصة حذيفة بن اليمان
الحجاج والحسن البصري الفصل الثالث
تعجبوا حيث إن الحجاج قبل قليل فقط كان يحضر كل شيء لقتل الحسن جراء ما فعله أمام عامة الناس.
حتى أنه جهز السياف وأحضر القماش، الذي يوضع على رأس من يقبل على الإعدام.
وظلوا يتساءلون فيما بينهم لماذا يفعل الحجاج هذا؟ ولما يستقبل الحسن بحفاوة هكذا؟.
وكيف تبدل حاله في هذه الدقائق المعدودة؟، على صعيد آخر ظل الحجاج يقول للحسن أن يقبل ويجلس بجانبه.
عندما جلس إلى جواره قال له أنه سيد العلماء، وأنه أكثر علمًا منه وأكثر دراية بأمور الدين.
وأخذ يستشيره في بعض الأمور الدينية وأجابه الحسن على كل مسألة بطيب خاطر.
بعد ذلك عندما انتهى الحجاج من جميع المسائل دعي للحسن أن يرزقه الله ويزيده علمًا، ثم ودعه وتركه يذهب إلى منزله دون أن يؤذيه.
عندما خرج الحسن من المجلس تبعه واحد من أتباع الحجاج وسأله عن السبب وراء تبدل حال الحجاج هكذا؟.
وقال له أنه راه يحرك شفتيه عندما دخل المجلس لماذا قال؟ فأجابه الحسن أنه قال بالحرف ” يا وليَّ نعمتي.
وملاذي عند كربتي، اجعل نقمته بردًا وسلامًا عليَّ، كما جعلت النارَ بردًا وسلامًا على إبراهيم” حتى استجاب له الله تعالى وفرج همه.
الدروس المستفادة من القصة
بعد أن تعرفنا على قصة الحسن البصري والحجاج ننتقل لمعرفة أهم الدروس التي نستخلصها من هذه القصة فيما يلي:
- نتعلم أن ندعو الله في كل كرب، فهو قادر على تبديل حالنا إلى الأفضل، بمجرد أن ندعوه دعوة صادقة.
- كما أن الحسن يعلمنا الشجاعة والوقوف أمام الحكام الفاسدين دون خوف، وذلك لأنه يجب أن يتصدى لهم أحد.
- حتى يكفوا عن ظلمهم وجبروتهم.
- نتعلم أن نستعين بالله تعالى حتى في أصعب المواقف، وذلك لأنه قادر على تسهيل أي شيء، والوقوف إلى جانبنا.
تابع من هنا: قصة لوط عليه السلام
الحسن البصري والحجاج تعد قصة من أجمل القصص التي تعلمنا الكثير حول الدعاء والتقرب إلى الله تعالى به، واستجابة الله لدعوات من يؤمن به ومن على يقين بأن الله سيخلصه من همه، لذا يجب علينا أن نقرأها لأطفال والكبار لتعليمهم هذه الأشياء.