قصة إبليس مع الله
يوجد عدة قصص لإبليس، وتعد قصة إبليس مع الله سبحانه وتعالى من القصص المعروفة لدى المسلمين، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الجن من النار.
وخلقوا قبل آدم عليه السلام، وكان إبليس من قبيلة الملائكة التي أطلق عليها الجن، والله قد منحه ميزة أنه واحدًا من خزنة الجنة، فتكبر، وظن أنه بذلك مختلفًا عن باقي الملائكة.
قصة إبليس مع الله
كان إبليس في بادئ الأمر من أكثر الملائكة عبادة لله، وكان له اسم آخر وهو “عزازيل”، وقد تم تسميته “إبليس” بعد معصيته لله وتكبره، وقصته كالتالي:
بدأت قصة إبليس من معصيته لله، وتكبره على خلقه لسيدنا آدم عليه السلام، فلم يسجد له مثلما أمره الله، فقد راه مخلوقًا ضعيفًا.
ولا يقدر على شيء، وظن أنه أقوى منه، ومكانته أعلى منه، فهو مخلوق من نار، بينما آدم خلق من طين.
وقد خلق الله آدم عليه السلام من طين، ونفخ فيه من روحه، فجعله إنسانًا، وعلمه الأسماء كلها، وجعله الله يقولها للملائكة.
وبعد أن قالها لهم أمرهم الله بأن يسجدوا لآدم، ولكنها سجدة للتحية، وليست للعبادة.
وقد أطاعت الملائكة جميعهم أمر الله سبحانه وتعالى، ولكن إبليس رفض أن يسجد لآدم.
شاهد أيضًا: قصة مثلث برمودا والمسيخ الدجال
سبب رفض إبليس السجود لآدم
وعندما تحدث معه الله، وسأله لماذا لم تسجد؟ رد علي الله سبحانه وتعالى وقال له: هذا مخلوق من طين.
وأنا مخلوق من نار، فكيف لي أن أسجد له؟ وكان إبليس يعتقد أن النار جزءًا من النور، بينما الطين ظلام.
فبعد أن عصى الله طرده الله من الجنة، ولكنه لم يتوقف الأمر على ذلك، بل طلب من الله أن يتركه ليوم البعث يغوي الناس، ويجعلهم يتبعونه.
ولكن الله سبحانه وتعالى أمنحه هذا الأمر، وقال له: افعل واغوي كما تريد، ولكن عبادي المخلصين ليس لك عليهم سلطان.
ويدل هذا الحوار على الصراع الدائم بين الخير والشر، والحق والضلال.
وأن هذا الصراع لن ينتهي إلا بقيام الساعة، وأن الشيطان سيظل يوسوس لكل الناس دون استثناء.
ولكن شديدي الإيمان بالله لن يستجيبوا له، ومن يستجيب له يكون إيمانه ضعيف، وحتى إن غلبت عليه وسوسته، عند استغفار الإنسان يغفر الله له.
من أول شخصًا وسوس له الشيطان؟
وكان أول من وسوس له إبليس هو آدم عليه السلام، فبعد أن بدأ العداء بينه وبين آدم.
سعى إبليس ليخرج آدم من الجنة، مثلما خرج هو منها، وكان الله قد أمر آدم بألا يأجل من شجرة معينة، ولا يقترب منها.
وأنه يمكنه أن يأكل من أي شجرة أخرى، وحينما علم إبليس بهذا الأمر من الله لآدم، وسوس الشيطان لآدم.
وقال له: قد يكون منع الله عنك هذه الشجرة لأنها الأفضل، والتي ستجعلك خالدًا في الجنة.
وأكد عليه بأنه إذا أكل منها هو وزوجته سيكوننا ملكين على علم بكل الخير، وكل الشر.
وأقسم لهم على هذا الأمر، ويقال أنه استقر في داخل حية ليذهب إلى حواء ويغويها.
كيف أغوى إبليس آدم وحواء بالأكل من الشجرة المحرمة عليهما؟
وبالفعل قد أغرى إبليس حواء زوجة آدم بالأكل من الشجرة، حتى أنها أقنعت آدم، وقد استمع آدم لوسوسة إبليس، وأكل من الشجرة.
وهنا قال الله له: ألم أحذرك من الأكل من تلك الشجرة؟ وتاب سيدنا آدم عما فعله، وغفر الله له ولزوجته.
اقرأ أيضًا: قصة الشجرة الملعونة في الإسلام
عقاب الله عز وجل لآدم وحواء
ولكن الله عاقبهم على فعلتهم، فأمر بهبوطهما من الجنة إلى الأرض، وبدت لهما سوآتهما نظير ما فعلوه وأكلوا من الشجرة المحرمة عليهما، واستماعهم لوسوسة إبليس.
من هو إبليس؟
ويعتبر إبليس أب الشياطين، وهو أول عاصي لأوامر الله، برفضه السجود لآدم، وله ذرية خرجت من صلبه، وهي ذرية مثله كافرة.
وتسمى بهذا الاسم القبيح، وهو ما يدل على الندم، وفقدان الأمل.
والأشياء المحمودة، كما يدل اسمه على اليأس التام من دخوله في رحمة الله مرة أخرى.
الدروس المستفادة من تلك القصة
تفيدنا قصة إبليس مع الله بالخروج منها بعدة دروس، ومن أبرز الدروس المستفادة منها ما يلي:
- أن آدم عليه السلام قد أخطأ حينما أكل من الشجرة، ولم ينفذ ما أمره الله سبحانه وتعالى.
- ولكن خطأه غير مقصود، بل دليل على نسيانه وضعفه، ولذا غفر الله له.
- العداوة بين إبليس وذريته، وآدم وذريته قديمة، وشديدة، وستظل مستمرة.
- حتى يرث الله الأرض وما عليها.
- الإنسان لا بد أن يحافظ على النعم التي منحها الله له، ويشكر الله عليها، ويدعوا الله بأن تدوم عليه، ولا يخالف أمر الله سبحانه وتعالى.
- الله سبحانه وتعالى رحمته وسعت كل شيء، وله فضل كبير علينا، ويقبل توبة التائبين.
- آدم عليه السلام هو أبو البشر، وكان يعيش في الجنة، ولكن استجابته لغواية إبليس هي من أخرجته من الجنة، وأنزله الله إلى الأرض، وتوالدت منه البشرية.
- ولذا علينا أن نتقي الله ولا نعصي أوامره، وألا نتبع خطوات الشيطان فهو عدو لما بالفعل.
تابع من هنا: قصة إبليس مع سيدنا آدم عليه السلام
جديرًا بالذكر، أن قصص القرآن الكريم تزيدنا إيمانًا، وثباتًا على الحق، وتعد قصة إبليس مع الله من القصص التي علمتنا أن هدى الله هو الهدى.
وأنه لا مخرج لنا من ذنوبنا إلا بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، وأن معصيته تعني هلاكنا، وأن الله يظل يغفر لنا الذنوب، ويمحيها، وهي نعمة من الله علينا، ولذا علينا دائمَا الاستغفار.