قصة سيدنا أيوب مع الشيطان

قصة سيدنا أيوب مع الشيطان من القصص غير الشهيرة فيما يخص حياة سيدنا أيوب، حيث أغلب ما يعرف عنه أنه كان عبد صبوراً ومحتملاً لكل العذاب الذي تعرض له حيث مسه المرض.

والفقر والحاجة، والابتلاءات الكثيرة ومنها موت الأولاد وما إلى ذلك، ولكن يوجد جانب لا يزال غير معروف للبعض في قصة سيدنا أيوب وهو قصته مع الشيطان.

قصة سيدنا أيوب مع الشيطان

كان سيدنا أيوب عليه السلام ذو مالاً كثير، وكان كذلك يملك الكثير من الأنعام، والعبيد، والأراضي.

حيث كان من الصعب إحصاء ما كان يملك، وكان له الكثير من الولد والأهل، ولكن فجأة تغيير كل شيء، وذلك عندما حل عليه البلاء.

وهنا فقد كل ما كان يملك من مار وأهل وصحة، حتى أن الناس من حوله بدأوا يهجروه.

وانفصلوا عنه، وبعد هذا زاد عليه البلاء حيث أصبح مريض للغاية، ووحيد، ومنبوذ من الجميع إلا زوجته.

طال مرض سيدنا أيوب عليه السلام، وتهرب منه الأنيس، حتى أنه أهل قريته قاموا بإخراجه من القرية.

وقيل في كتب التراث أنهم قاموا بإلقائه في مكان بعيد وموحش، ولم يكن مع أي شخص سوى زوجته التي كانت تقضي له حاجته.

وظل هذا البلاء أعوام وأعوام حتى أن زوجة سيدنا أيوب ذبلت وضعفت.

حيث لم يكن معها ما يكفي من المال حتى تطعم زوجها، لذا ذهبت لتخدم الآخرين وتأتي بالمال.

وباعت شعرها، ولم يكن منها ومن زوجها سوى الصبر، حتى صار يضرب بسيدنا أيوب المثل في الصبر.

شاهد أيضًا: قصة النبي سليمان للأطفال

قصة سيدنا أيوب مع الشيطان في القرآن الكريم

قال تعالى الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ* ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ* وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ* وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ أِنَّهُ أَوَّابٌ).

ويأتي تفسير هذه الآية القرآنية (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا) بمعنى ذكره من الله تعالى، أي الثناء عليه، ورفع لقدره.

وذلك لأن الله سبحانه وتعالى وجد سيدنا أيوب من الأشخاص الصابرين المحتسبين الراضين بقضاء الله مهما به من ابتلاءات.

ويفسر كذلك أن هذا الابتلاء كان بسبب تسلط الشيطان على أيوب عليه السلام.

وهذا تسبب له في البلاء الذي سيطر على جسده الطاهر، حيث اشتد عليه البلاء.

وبقي طويلًا في جسده، حيث ظهر عليه حتى تقرحات عظيمة، تقرحًا عظيمًا.

حيث قال الله تعالى (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ).

اقرأ أيضًا: قصة موسى مع السحرة

قصة بلاء سيدنا أيوب عليه السلام

كان بلاء وضرر سيدنا أيوب عليه السلام شامل عدة نواحي وأمور، حيث ابتلي في بدنه.

وفي ماله الذي فقد، وفي أهله وأبنائه الذين ماتوا، حيث يمكن أن نقول أن جميع أنواع الابتلاءات اجتمعت عليه من كل الجوانب.

وما كان منه سوى أنه كان يدعو ربه قائلاً  (إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، حيث أهم ما يميز هذه الدعوة أنها تعتبر دعوة خبرية.

حيث لم يطلب حتى سيدنا أيوب فيها من الله أن يرفع البلاء عنه، وذلك بسبب خجله من أن يفعل ذلك.

لذا ما كان من الله سوى أن استجاب له حيث قال الله تعالى (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ).

معنى هذا أن الله سبحانه وتعالى استجاب له بالرغم من أنه لم يطلب شيء بشكل صريح.

حيث قال الله في كتابه العزيز (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ).

وتفسير هذه الآية الكريمة أن الشيطان تسبب فى أذى سيدنا أيوب وتسلط عليه.

بمعنى أن بلائه كان من الله سبحانه وتعالى، ولكنه كان بواسطة تسلط الشيطان عليه، وسبب له المرض والتعب.

الدروس المستفادة من القصة

فوائد ودروس قصة نبي الله أيوب مع الشيطان كثيرة، ومنها نذكر ما يلي:

  • نتعلم أهمية الصبر، ونفهم أنه صفة يحبه الله عز وجل، وذلك من خلال ثناء الله على نبيه أيوب حين قال (وَجَدْنَاهُ صَابِرًا).
  • نقتدي من سيدنا أيوب الصبر.
  • الأنبياء هم بشر في نهاية المطاف لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نافعاً.
    • وذلك نتعلمه من قول سيدنا أيوب عليه السلام (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
  • نتعلم كذلك أهمية نسب الأشياء إلى مسببها، حيث قال سيدنا أيوب عليه السلام (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ).
    • وهذا يعني أن الشيطان كان الوسيلة التي تسببت له في البلاء والمرض.
  • نتعلم كذلك من سيدنا أيوب جواز التوسل العبد بحاله، حيث توسل بمرضه وحاله من أجل أن يرفع الله سبحانه وتعالى هذا الأمر برحمته.
  • توضح لنا القصة كذلك أهمية الدعاء، حيث استمر سيدنا أيوب يرجو الفرج من ربه سبحانه وتعالى طوال ثمانية عشر عاماً.
  • تظهر هذه القصة عِظم قدرة الله سبحانه وتعالى، وذلك من خلال شفاء سيدنا أيوب من جميع الابتلاءات التي حلت به.

تابع من هنا: قصص الأنبياء عليهم السلام كاملة

قصة سيدنا أيوب مع الشيطان تعتبر من القصص الجميلة التي جاء ذكرها في كتاب الله العزيز القرآن الكريم، حيث توضح لنا هذه القصة أن الأنبياء غير محصنين ضد ابتلاءات الله سبحانه وتعالى.

وتعلمنا كذلك أن العبد المبتلى يعتبر من أحب وأقرب الخلق إلى الله وحده لا شريك له، وذلك لأنهم صبروا على الابتلاءات والمصائب التي تعرضوا لها.

قصص ذات صلة