قصة موسى مع الخضر
قصة موسى مع الخضر واحدة من أشهر القصص التي ذكرت في كتاب الله العزيز القرآن الكريم، وبالتحديد في سورة الكهف الذي يفضل أن يقرأها المسلم كل يوم جمعة من كل أسبوع.
ولعل سبب من أسباب هذا الإلزام هو كم القصص المليئة بالحكم والمواعظ في هذه السورة.
ولعل تكون قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر واحدة من أفضل هذه القصص الموجودة.
قصة موسى مع الخضر
كان سيدنا موسى عليه السلام في أحد الأيام يقف خطيباً في النا، لذا سألهم من هو أعلم أهل الأرض؟ فأجاب الحشد أنه كذلك.
لذا عاتبه الله عز وجل على ما قاله، وذلك لأنه فلم يرجع الفضل في ذلك إلى الله سبحانه وتعالى.
وأخبر الله موسى عليه السلام أن هناك رجل أعلم منه في الأرض، وهو رجل صالح يعيش في مجمع البحرين.
سأل موسى الله سبحانه وتعالى كيف يمكنه الوصول إلى هذا الرجل، لذا تبين لسيدنا موسى عليه السلام أنه عليه الخروج.
ويأخذ معه حوتاً ويجعل هذا الحوت بمكتل، وفي المكان الذي يفقد فيه هذا الحوت هذا سيكون مكان الرجل الصالح.
بدأ سيدنا موسى رحلته مع الحوت وفتى يعرف باسم يوشع بن نون، وبعد وصلولهم إلى أحد الصخور غلبهم النعاس وناموا، لذا خرج الحوت عن المكتل.
وهرب إلى البحر، وفي قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:
(وفي أصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: الحَيَاةُ لا يُصِيبُ مِن مَائِهَا شيءٌ إلَّا حَيِيَ، فأصَابَ الحُوتَ مِن مَاءِ تِلكَ العَيْنِ – قالَ: فَتَحَرَّكَ وانْسَلَّ مِنَ المِكْتَلِ).
شاهد أيضًا: قصة سيدنا موسى عليه السلام والخضر كاملة
لقاء سيدنا موسى مع الخضر
عندما استيقظ سيدنا موسى تمكن من تتبع أثر الحوت بسهولة، وذلك لأن الله عز وجل كان قد منع جريان الماء في مكان هروب الحوت.
وبهذا فلم يمح أثره، وذلك في قوله -تعالى-: (وَإِذ قالَ موسى لِفَتاهُ لا أَبرَحُ حَتّى أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أَمضِيَ حُقُبًا).
( فَلَمّا بَلَغا مَجمَعَ بَينِهِما نَسِيا حوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ سَرَبًا).
بعد أن وصل إلى المكان الذي أمره به الله شعر بالتعب والجوع، لذا طلب من الفتى أن يحضر له الطعام.
وحينها تذكر الفتى أن يخبره بأمر هروب الحوت، حيث انسه الشيطان أن يخبره قبلها.
حيث جاء في قول الله تعالى: (فَلَمّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقينا مِن سَفَرِنا هـذا نَصَبًا.
* قالَ أَرَأَيتَ إِذ أَوَينا إِلَى الصَّخرَةِ فَإِنّي نَسيتُ الحوتَ وَما أَنسانيهُ إِلَّا الشَّيطانُ أَن أَذكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ عَجَبًا).
عندما عاد سيدنا موسى عليه السلام إلى المكان الذي فقد فيه الحوت وجد هناك عبد صالح.
وذلك كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى:
(قالَ ذلِكَ ما كُنّا نَبغِ فَارتَدّا عَلى آثارِهِما قَصَصًا * فَوَجَدا عَبدًا مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا).
لذا سلّم عليه موسى -عليه السلام-، وبعد ذلك عرّفه بنفسه، وبدأت معه رحلته حتى يتعلم منه.
حيث قال -الله تعالى-: (قالَ لَهُ موسى هَل أَتَّبِعُكَ عَلى أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشدًا * قالَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا * وَكَيفَ تَصبِرُ عَلى ما لَم تُحِط بِهِ خُبرًا).
بدأت رحلة كل من موسى عليه السلام مع الخضر، وذلك على شرط واحد.
وهو إلّا يسأل موسى عليه السلام سيدنا خضر أي سؤال طوال الرحلة.
وذلك حتى يبين له الخضر الأمر فقال موسى عليه السلام، كما جاء على لسان الله سبحانه وتعالى-:
(قالَ سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّـهُ صابِرًا وَلا أَعصي لَكَ أَمرًا * قالَ فَإِنِ اتَّبَعتَني فَلا تَسأَلني عَن شَيءٍ حَتّى أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكرًا).
اقرأ أيضًا: قصة النبي يوشع بن نون للأطفال
مسيرة سيدنا موسى مع الخضر
بدأت المسير على ساحل البحر، وهناك لقد اقتلع الخضر ألواح السفينة، لذا استنكر سيدنا موسى ما فعله الخضر.
كما جاء في قوله -تعالى-: (فَانطَلَقا حَتّى إِذا رَكِبا فِي السَّفينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها لَقَد جِئتَ شَيئًا إِمرًا).
بعد أن نزل سيدنا الخضر على الساحل رأى غلام صغير يلعب، وما كان منه إلا أنه قتله، لذا مرة ثانية يستنكر فيها موسى عليه السلام ما قام به الخضر.
حيث قال -تعالى-: (قالَ أَقَتَلتَ نَفسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئًا نكرًا)، لذا كان رد الخضر عليه.
كما جاء في قوله -تعالى-: (قالَ أَلَم أَقل لَكَ إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا * قالَ إِن سَأَلتكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تصاحِبني قَد بَلَغتَ مِن لَدنّي عذرًا).
بعد ذلك وصلوا إلى قرية رفض أهلها أن يقوم بضيافته، لذا وجد هناك سيدنا الخضر جدار على وشك السقوط فقام ببنائه.
كما في قول الله -تعالى-:
(فَانطَلَقا حَتّى إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يضَيِّفوهما فَوَجَدا فيها جِدارًا يريد أَن يَنقَضَّ فَأَقامَه قالَ لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجرًا).
التفسير في لحظة الفراق
لحظة الفراق بين موسى والخضر قد حانت، وهنا وضح الخضر الحكمة من وراء جميع الأفعال التي قام بها.
حيث قال إنه ألحق الضرر بالسفينة حتى يخلص صاحبه من ضرر ملك ظالم كان على وشك أن يأخذه منهم.
بينما الغلام الصغير الذي قتله كان ذلك حتى يخلص أبواه المؤمنين من جحوده.
بالنسبة إلى الجدار فكان ملك يتيمين وكان تحته كنز لهما.
لذا أراد الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظه لهما هذا الكنز حتى يكبروا.
العبر المستفادة من قصّة موسى مع الخضر
نستفيد من هذه القصة ما يلي:
- يجب على المؤمن أن ينسب كل الفضل في الأمور الإيجابية إلى الله سبحانه وتعالى.
- الحرص على طلب العلم.
- تحمّل المشاقّ والصعاب.
- الحرص على تقديم مشيئة الله -تعالى-.
- أهمية الصبر في الحياة.
تابع من هنا: قصة سيدنا سليمان مع الجن
قصة موسى مع الخضر من أهم قصص القرآن الكريم، ومن أهم قصص سورة الكهف العظيمة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بيوم الجمعة، وفيها يتعلم المرء الكثير.