قصة جحا والقاضي
قصة جحا والقاضي من القصص التراثية المتداولة منذ قديم الأزل من جيل إلى جيل، وهذا ما يميز قصص جحا أنها صالحة لجميع الأجيال، بل ويعشقها الكبير قبل الصغير.
حيث تحتوي هذه النوعية من القصص على جميع التراكيب التي يمكن أن يرغب فيها المرء، حيث سوف يحصل على قدر من الإثارة، وقدر من الحكمة، وقدر من المتعة، لذا سوف يحصل الطفل على التسلية والفائدة.
قصة جحا والقاضي
ذهب جحا الرجل الشهير إلى السوق كالمعتاد، وفي أحد الأيام وبينما هو يتجول في السوق الشيء الذي كان يعتبر هو الهواية المفضلة لديه.
حيث كان يحب أن يشاهد ويرى السلع الجديدة والمميزة، وذلك لأن جحا جاء من عصر لم يكن لديه فيها تطورات تكنولوجية عظيمة مثل: الإذاعة، والحاسوب، والتلفاز.
كان بينما حجا يتجول في الأسواق كان لا يكف عن طرح أسئلة مختلفة للتجار عن ماهية هذه السلع.
وما الفائدة منها، وكام هو سعره، وماهي مكوناتها، وكان التجار يشعرون بضيق شديد من كثرة أسئلة جحا، ومع هذه الأسئلة كان لا يشتري شيئاً.
لذا قرر أحد التجار أن يلقن جحا درساً لا ينساه طول حياته، وأراد أيضاً أن يجعل منه أضحوكة السوق.
شاهد أيضًا: قصص وحكايات جحا البخيل والحمار المسكين
خطة التاجر للنيل من جحا
تراهن التاجر مع العديد من التجار الآخرين على أنه سوف يستطيع ضرب جحا كفاً على وجهه.
وفي المقابل لن يستطيع جحا أن يقاضيه أو يعاقبه على ما فعله به، ومجازاته، لذا وافق جميع التجار على ذلك الراهن.
وانتظر الرجل جحا قليلاً حتى كان يمرّ على أحد الحوانيت، وكان جحا قد بدأ في السؤال عن سلعة معينة، وبينما كان يدير ظهره.
ويحني رأسه ليتناول هذه السلعة التي تتواجد على الأرض، جاء عليه رجل من الخلف، ولطمه كف على وجهه.
وكانت لطمة قوية للغاية، فاختل توازن جسد جحا، حتى أنه كاد أن يقع أرضاً، إلا أنه تمكن من تمالك نفسه في آخر لحظة.
رد فعل جحا على اللطمة
التفت جحا إلى الرجل الذي لطمه، وكان يريد أن يضربه، ولكن الرجل تأسف لجحا، وقال له أنا آسف للغاية لم أكن أقصد الإهانة.
وقال إنه كان يمزح معه، وذلك لأنه كان يظنه رجل آخر، كان قد سرق منه بضاعة منذ زمن طويل.
لذا يمكن أن نقول إن التاجر كان قد برر موقفه بأن جحا يرتدي مثل ملابس السارق.
ويضع عمامة على رأسه تماماً مثل عمامة السارق، وطلب من جحا السماح.
لم يقبل جحا هذا العذر السخيف، ومباشرةً هجم على الرجل وحاول أن يضربه.
ولكن التجار تدخلوا على الفور لفض الاشتباك بين هذا الرجل وبين حجا.
وقالوا لجحا أن الرجل يقول الحقيقة، وشهدوا في صالح الرجل.
لذا أحس جحا بوجود خدعة، لذا قال للجميع أنه لن يسامح الرجل إلا بعد الوقوف أمام المحكمة.
لذا طلبوا الرجال منه أن يختار شخص ليحكم بينهم، اختيار الرجل أحد التجار الكبار ليحكم بالعدل بينه وبين التجار.
بينما اختار جحا أحد أكثر التجار شأن، وسمو، ولكن لسوء حظه كان هذا الرجل يكره جحا أيضاً.
اقرأ أيضًا: قصة جحا والحمار وابنه
إقامة المحكمة في السوق
بدأت المحكمة بسؤال التاجر للرجل: لماذا ضربت جحا ضربة قوية هكذا؟، قال الرجل ما قاله سابقاً.
لأنه ظن أن جحا ليس جحا، ظن أن لص سرق منه بعض السلع من قبل، وذلك لأن هناك تشابه كبير بينهما.
قال له التاجر للرجل: هل طلبت من جحا العفو والسماح؟، فرد الرجل بالإيجاب.
وقال نعم، سأل التاجر جحا: هل يا جحا تقبل الاعتذار والسماح؟
فأجاب جحا بالنفي وقال لا وأضاف أنه يريد أن يرد اعتباره.
هنا قال القاضي هل يا جحا تقبل أن أحكم بينكما، قال جحا نعم أقبل، ويشهد على ذلك كل تجار السوق.
حكم القاضي المخادع
جاء حكم القاضي ينص على أن الرجل التاجر الذي ضرب جحا عليه أن يدفع حوالي عشرين ديناراً كعقوبة لضربه جحا بلا سبب، لذا رد الرجل أنه لا يملك من المال ما يكفي تنفيذ هذه العقوبة.
ولكن القاضي غمز التجار وقال له اذهب وأحضر النقود.
وبالفعل ذهب وانتظر جحا لبعض الوقت ولم يأت أحد، لذا شعر بالخديعة مرة أخرى.
وذهب إلى التاجر الذي ضربه، ولطمه لطمة قوية للغاية أسقطت العمامة عن وجه.
وقال له قم واحضر العشرين دينار جزاء عقوبتك، وخذها لك فهي حلال عليك، وبعدها انصرف من السوق بعد أن أخذ حقها ورد اعتباره.
الدروس المستفادة من قصة حجا والقاضي
نستفاد من قصة جحا والقاضي الكثير من العبر، فهنا تكمن الحكمة من قصص جحا، في العبر والحكم التي نأخذها منها، ومنها ما يلي:
- يجب على الشخص أن يكون حذر في التعامل مع الآخرين.
- يجب على المرء أن يراعي حياة الآخرين، وأن يحاول أن يتفهم وجهة نظرهم.
- عندما نشعر بالظلم علينا ألا نظلم حتى نأخذ حقنا، بل بالعدل ترد الحقوق.
- علينا ألا نترك حقنا، ولا نتقبل أن نتعرض إلى الخديعة.
تابع من هنا: قصص ونوادر جحا
قصة جحا والقاضي هي من القصص الرائعة التي توضح للقارئ كيف يمكن أن يظن البشر أنهم أذكياء عن طريق ظلم الآخرين، وتوضح كذلك كيف يمكن للشخص أن يرد حقه بذكاء دون أن يظلم هو الآخر آخرين.