قصص ونوادر جحا
قصص ونوادر جحا عرف جحا بأنه شخصية هزلية تثير الضحك في المجالس، انتشرت قصص جحا في الأدب الشعبي لترسم الابتسامة على الجالسين، عاش حجا الكثير من أحداث عصره بمنتهى الذكاء، رويت عنه الكثير من الطرائف والحواديت نذكر منها ما يلي.
قصص ونوادر جحا
من أجمل ما جاء عن جحا ونوادره صفعة جحا حيث كان جحا يتسوق ذات يوم في الأسواق، فإذا برجل يأتي من خلفه وصفعه على وجهه، ألتفت إليه جحا وأراد أن يشاكله.
ولكن الرجل اعتذر من جحا بشدة قائلا آسف سيدي لقد ظننت أنك فلان، لم يقبل جحا اعتذار الرجل.
وصمم على محاكمته ظل الرجلان يتعاركان حتى علي صوتهم، اقترح عليهم المارة أن يذهبا للقاضي ليحكم بينهما.
ذهب الرجلان للقاضي ليحكم بينهما فصادف أن القاضي الذي سيحكم بينهما هو قريب الرجل، فعند سماعه القصة غمز لقريبه بطرف عينه.
وكان المقصد أن يطمئن الرجل أنه سيخلصه من تلك الورطة، أصدر القاضي حكمه في القضية.
أيضًا بأن يدفع الرجل مبلغ من المال تعويض عما صدر بحق جحا، قال الرجل، ولكن يا سيدي القاضي ليس معي أي شيء لا دفعة تعويض لجحا.
فقال له القاضي وهو يغمز له أذهب وعليك بإحضار التعويض وينتظرك حجا هنا في مجلسي حتى تأتي بها، ذهب الرجل وظل جحا ينتظره، حتى يحضر المال.
مر الوقت ولم يعود الرجل فهم جحا وقتها بأن ما حدث هو خدعة تمت بالاتفاق بين القاضي والرجل.
حين أدرك حجا أن ما حدث هو خدعة قام بالتوجه للقاضي وقام بصفعة على وجهه، حتى طارت عمامة القاضي من على رأسه.
وقال له: في حال أحضر غريمي المال فهي حالًا طيبًا لك، ومن ثم قام جحا بالانصراف.
شاهد أيضًا: قصة الجدي الثمين وجحا من اجمل القصص المضحكة
جحا يرد الإساءة
خرج جحا ذات يوم للسفر مع قاضي وتاجر وكان كلاهما يسخر منه طوال الرحلة، وذلك بسبب عفوية جحا في الحديث.
قال القاضي وهو يتباهى بمنصبه وعلمه، حتى أنه من كثر كلامه ولغطه كثرت أخطائه.
أما التاجر فسأل جحا ألم تغلط بالكلام أبدًا يا جحا؟ رد جحا على التاجر.
والقاضي قائلًا: نعم لدي الكثير من الأغلاط بالكلام، ذات مرة كنت أريد أن أقول قاضيان في النار فأخطأت.
وقتها وقلت وقلت قاضي في النار، وفي مرة أخرى أردت أن أقول الفجار لفي جحيم فقلت بالخطأ إن التجار لفي جحيم.
فهم القاضي والتجار ما أراد جحا أن يقوله للرجلان خجل كل منهما من نفسه فطأطأ رأسيهما ولم يتحدث أي منهما طوال الطريق.
جحا والأواني والولادة
احتاج جحا في ذات يوم لبعض الاواني فقام باستعارة آنية من جار له، حين أعادها له أعاد معها آنية أخرى صغيرة الحجم فسأله جاره لماذا أعدت آنية صغيرة مع آنيتي التي استعرتها؟
رد عليه جحا قائلًا: إن آنيتك ولدت في الأمس آنية صغيرة عندي وأنها الآن من حقك، فرح الجار بشدة وأخذ الطنجرة وهم بالدخول إلى بيته.
بعد مرور فترة من الزمن ذهب جحا لجارة مرة أخرى وطلب منه الآنية مرة أخرى، أعطاه الجار ما طلب مر وقت طويل، ولم يعيد جحا الآنية للجار.
ذهب الرجل لجحا في بيته ليطلبها منه أستقبله جحا في البيت، وكان باكيا منتحبا.
قال الرجل لجحا ما لي أراك باكيا؟.
قال له جحا لقد توفيت آنيتك بالأمس يا صديقي، قال له جاره وهو غاضب جدًا، وكيف لآنية أن تموت يا رجل؟!!
فقال له جحا أتصدق أن آنية تلد ولم تصدق أنها قد تموت.
قصة جحا والحمار
ذهب جحا في يوم من الأيام إلى السوق، وكان يريد أن يشتري حمار توقف عند حمار قد أعجبه.
فقال لصاحبه بعد نقاش طويل على ثمن الحمار هذا كل ما امتلكه من مال.
فإما أن تبيع لي الحمار وإما أنصرف لحالي، وفي نهاية الأمر وافق الرجل، وأخذ جحا الحمار خلفه وذهب بطريقه.
رآه بالطريق أثنان من اللصوص، واتفقا سويًا على سرقة الحمار من جحا.
تسلل أحدهما وتمكن بخفه من فك الحبل من على رقبة الحمار، دون أن يشعر جحا بذلك.
ومن ثم وضع اللص رقبته داخل الحبل بدلًا من الحمار كل هذا، ولم يشعر جحا بأي تغيير.
سار اللص خلف جحا بدلا من الحمار واللص الآخر أخذ الحمار، رأي الناس كل ذلك وصاروا يضحكون على جحا وما قام به اللصوص معه.
تعجب حجا كثيرًا مما يفعله الناس، وقال في نفسه لعل الحمار أعجبهم.
عندما وصل جحا للبيت التفت خلفه فلم يجد الحمار، بينما رأى الرجل بدلًا منه.
كما تعجب جحا من الأمر وقال له من أنت؟ توقف اللص باكيًا، وأخذ بمسح دموعه.
قائلاً: يا سيدي أنا رجل جاهل غضبت أمي مني، فسأله جحا ثم ماذا؟.
فرد عليه اللص: لقد دعت عليا أمي، وطلبت من الله أن يمسخني حمار فاستجاب الله لدعائها.
وحين رآني أخي الكبير على ذلك الوضع أراد التخلص مني فباعني في السوق.
وجئت انت يا سيدي واشتريتني، ببركتك، وفضلك عدت إنسان.
كما كنت أخذ اللص يقبل يد جحا داعيًا له وشاكرًا، صدقه جحا وأطلق سراحه.
وطلب منه أن يطيع أمه ولا يعصي لها أمرًا.
وفي صباح اليوم التالي ذهب جحا إلى السوق مرة أخرى ليشتري حمار.
فإذا به يرى نفس الحمار فعرفه وأقترب منه، ومن ثم همس في أذنه.
قائلاً: من الواضح أنك أغضبت أمك مرة ثانية والله لن اشتريك مرة ثانية.
من طرائف جحا
قيل أن جحا ذات يوم قام بشراء عشرة حمير فركب واحدًا منهم وساق التسعة الباقية أمامه.
ثم قام بعد الحمير الخاصة به ونسى الحمار الذي كان يركبه، فإذا به يجد أن الحمير تسعة فقط وليست عشرة.
أسرع جحا بالنزول وظل يعيد العد مرة ثانية، فإذا به يجد أن عددهم عشرة.
فركب الحمار وعد الحمير الباقية فوجدهم تسعة، وظل يكرر العملية كثيرًا.
قال جحا: من الأفضل أن أنزل من على ظهر الحمار وأمشي بدلًا من أني اخسر واحد منهم، فمشى جحا خلف الحمير، حتى وصل إلى منزله.
اقرأ أيضًا: قصة من نوادر جحا – لن تستطيع أن تتوقف عن الضحك
جحا والحقيقة
ذات يوم ركب جحا القطار ثم نزل منه ووضع الحقيبة الخاصة به بجواره، وانتظر حضور الشيال، حتى يقوم بحملها عنه.
فوجئ جحا بلص قام بسرقة الحقيبة من جانبه، وقام بحملها ورحل.
ذهب جحا خلف اللص وهو سعيد وقال له أشكرك يا سيدي، فقد حملت حقيبتي عني دون أجر.
كما أن هناك المزيد من قصص، ونوادر جحا التي لا تنتهي.
ذات يوم رأى جحا سربا من البط يمشي بالقرب من البحيرة، حاول جحا أن يلتقط منها واحدة ولكنه لم يستطع.
حيث أسرعت الطيور بالهرب من أمامه، وقد كان جحا يمسك بيده قطعة من الخبز فراح يلمسها بالماء ويأكل.
فمر من أمامه رجل وقال له: هنيئا لك ما تأكله فما هذا الذي تأكله؟ فرد عليه جحا هذا حساء البط فإن فاتك البط فاستفد من مرقه.
حكايات جحا المضحكة
ذات يوم جاء أحد الناس ليخبر جحا بأن حماره ضاع ففرح جحا كثيرًا وسجد لله شاكرًا.
فسأله أحدهم ما بك أيها الأحمق تفرح بسرقة حمارك؟
رد عليه جحا قائلاً: أني أشكر الله أنه ضاع ولم أكن راكبًا عليه، وإلا كنت ضعت معه.
أراد جحا أن يتزوج فقام ببناء بيت كبير حتى تتسع له، ولأهله، وطلب من النجار أن يضع له خشب الأرض على السقوف.
وأن يضع خشب السقوف على أرض الحجرات، فتعجب النجار من أمره وسأله عن السبب.
فقال له جحا: أما علمت يا رجل أنه إذا دخلت المرأة أي مكان جعلت عالية واطية، فعليك أن تقلب هذا المكان ليعتدل بعد الزواج.
قصة جحا والحمار وابنه
في يوم من الأيام كان جحا وابنه يحزمون أمتعتهم، ليستعدوا للسفر إلى المدينة المجاورة لمدينتهم.
ركب جحا وابنه على ظهر الحمار، لكي يبدأ رحلتهم، وفي أثناء رحلتهم مروا على قرية صغيرة أخذ الناس ينظرون إليهم بنظرات غريبة جدًا ويتهامسون.
أنظروا إلى هؤلاء القاسية قلوبهم يركبون جميعهم على ظهر الحمار ولا يرحمونه.
حين أوشك جحا وابنه من الوصول إلى القرية الثانية نزل الأبن من على الحمار، لكي لا يقال عنهم مثلما قيل.
ولكن الناس عندما نظروا إليهم قالوا ما هذا الاب القاسي، يترك ابنه يمشي على قدميه.
ويستقل هو حماره، وعندما وصلوا للقرية التالية نزل جحا من على الحمار.
وطلب من ابنه أن يركب هو فإذا بالناس يقولون ما هذا الابن العاق يرتاح هو، ويترك أباه يمشي على قدميه.
وعندما أقترب جحا وابنه من المدينة المقصودة نزلا كلاهما من على الحمار.
فإذا بالناس حين رأوه قالوا أنظروا إلى هؤلاء الحمقى، يمشون، ويتركوا حمارهم يمشي خلفهم، فلما وصل جحا إلى المدينة قام ببيع الحمار.
الدروس المستفادة من قصص ونوادر جحا
من أبرز الدروس التي يمكن الاستفادة منها من قصص ونوادر جحا ما يلي:
- عدم الاستهانة بأي شخص مهما كانت مكانته في المجتمع.
- التكبر والتعالي على الآخرين ليس من شيم الكرام.
- لا تنظر إلى ما ليس مالكا لك، بل عليك بالاستمتاع، والاستفادة مما تملكه يداك.
تابع من هنا: قصص وحكايات جحا البخيل والحمار المسكين
وبذلك نكون قد انتهينا من الحديث عن قصص ونوادر جحا وفيه استعرضنا الكثير من نوادر جحا وحكاياته الرائعة، كما أنه مازال يشغل الكثير من المجالس، عندما تذكر أحد نوادره التي لا تنتهي.