قصص عن الرزق

قصص عن الرزق تحمل الكثير من المعاني العظيمة التي تؤثر على الإنسان، وتجعله  يسعى لطلب الرزق، وذلك على الرغم أن المولى عز وجل هو من يرسل الرزق إلى عباده.

إلا أن ذلك لا يعني التواكل على الله سبحانه وتعالى فقط، بل يجب الاجتهاد، والسعي، والعمل لطلب الرزق، وقال تعالى في كتابه الكريم في الآية 15 من سورة الملك:” هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”.

قصة جامع الحطب والعصفورة

قصص عن الرزق من أكثر القصص التي يبحث عنها الأشخاص، ومنها قصة جامع الحطب الذي كان يجمع الحطب كل يوم، ويخرج لبيعه، ليوفر الطعام إلى أبنائه متوكلًا على المولى عز وجل في ذلك.

وفي يوم من الأيام بعد أن انتهى الرجل من جمع الحطب وبيعه، جلس تحت ظل الشجرة لتناول الطعام بعد يوم طويل من الكد والتعب.

وفي ذلك الوقت اقتربت عصفورة صغيرة من جامع الحطب، فقام برمي فتات الخبز إلى العصفورة لتأكل منه، ثم أخذت العصفورة بعض منها.

وطارت تجاه عش على شجرة أخرى، فتتبعها الرجل إلى طريق العش، وأثناء السير وجد جامع الحطب حفرة بها شيء لامع.

نزل جامع الحطب إلى الحفرة بالاستعانة بحبل قوي ليرى ما هذا الشيء اللامع، وعندما نزل الرجل وجد أن هذا الشيء اللامع عبارة عن قطعة من الذهب كبيرة، ففرح الرجل فرحًا شديدًا.

وشكر المولى عز وجل على هذا الرزق الكبير الذي رزقه المولى عز وجل به.

شاهد أيضًا: قصص قصيرة من الحياة مؤثرة جدًا

قصة الدجاجة والرجلان

إليك قصة الدجاجة والرجلان من أجمل قصص عن الرزق التي توضح فضل الله سبحانه وتعالى على عباده، وذات يوم من الأيام كان يجلس رجلان فاقدي البصر على الطريق، الذي توجد به أم جعفر التي عرف عنها حبها لمساعدة المحتاجين.

وكان أحدهما يدعو المولى عز وجل، ويقول اللهم أرزقني من فضلك، بينما الرجل الأخر كان يقول اللهم ارزقني من فضل أم جعفر.

وفي ذلك الحين، عندما علمت أم جعفر بدعاء الرجلين، فكانت ترسل درهمين للرجل الذي يطلب الفضل من المولى عز وجل، بينما الرجل الآخر الذي يطلب الفضل منها.

إلا أنه كان يبيعها للرجل الأخر الذي يطلب الفضل من الله بدرهمين فقط، وكان لا يدري أن بجوفها عشرة دنانير.

وبعد مرور عدة أيام متتالية على ذات الحال، سألت أم جعفر الرجل الذي كان يطلب الفضل منها، وقالت له أما أغناك فضلنا، فقال لها الرجل.

وما هذا الفضل، فقالت له المائة دينار خلال عشرة أيام، فرد عليها متعجبًا، لا.

بل كانت دجاجة مشوية وكنت كل يوم أبيعها إلى صديقي بدرهمين، فردت عليه أم جعفر.

هذا طلب من فضل الله فأعطاه المولى عز وجل، وأغناه، وأنت طلبت من فضلنا فحرمك الله سبحانه وتعالى.

قصة الرجل والكلب

يحكى أنه في قديم الزمان، كان رجل من السلف الصالح يشعر بالعطش الشديد أثناء السفر.

وأثناء بحثه عن مصدر ليشرب منه الماء العذب، ما وجد إلا بئر، فنزل إليه.

وشرب منه الماء حتى ارتوى، وبعدما خرج الرجل من البئر، وبعد السير لمسافة بسيطة.

وجد كلب يلهث من شدة التعب وتظهر عليه آثار التعب الشديد.

فأخذ يبحث الرجل عن شيء يضع به الماء ليروي به الكلب، وعندما يأس الرجل، عاد إلى البئر مرة أخرى.

وقام بخلع الخف الذي يرتديه بقدمه، وملأة بالمياه، وذهب إلى الكلب، وأعطاه المياه، وشرب الكلب حتى ارتوى.

قصة النملة وسيدنا سليمان

أكرم الله سبحانه وتعالى سيدنا سليمان بنعمة التحدث إلى الحيوانات، وفي يوم من الأيام رأى سيدنا سليمان نملة صغيرة الحجم تشعر بالتعب والمشقة عند جر حبة من الطعام.

فتحدث سيدنا سليمان معها، وقال لها كم يكفيكِ من الحب خلال العام الواحد.

فردت عليه النملة وقالت له يكفيني حبتين، فقال لها سيدنا سليمان سوف أضعك في صندوق.

وأعطيكِ حبتين بدلًا من التعب الشديد التي تشعرين به عند البحث عن الحب.

وبالفعل وضعها سيدنا سليمان في صندوق، ووضع معها حبتين، وعاد إليها بعد مرور عام كامل.

وعندما فتح الصندوق، وجدها أكلت حبة واحدة فقط، فأصابه العجب، وقال لها ألم تقولي بأنه يكفيكِ حبتين خلال العام الواحد، فردت عليه النملة وقالت، بالفعل يكفيني حبتين خلال العام.

لكن ذلك عندما كنت أسعى للبحث عن قوتي، فيرزقني المولى عز وجل، ولم ينساني.

بينما وأنا محبوسة في الصندوق ولم أسعى للبحث عن طعامي، خفت ألا تتذكرني فأكلت واحدة.

وتركت الأخرى للعام القادم حتى إذا نسيتني لا أموت جوعًا.

قصة أمير المؤمنين وحاتم الأصم

قصة حاتم الأصم وأمير المؤمنين من قصص عن الرزق ويحكى أنه في قديم الزمان كان يوجد رجل يدعى حاتم الأصم.

وكان رجل فقيرًا، وأثناء جلوسه مع أصدقائه، وكانوا يتحدثون عن الحج.

فشعر بالاشتياق الشديد لزيارة مكة المكرمة، وزيارة بيت الله الحرام، وعندما انتهى من جلوسه مع أصدقائه.

توجه للمنزل وأثناء جلوسه مع أبنائه، وزوجته، وتحدث معهم عن رغبته الشديدة في التوجه لزيارة بيت الله الحرام، واستكمل حديثه بأنه سيذهب ذلك العام.

فردت عليه الزوجة وقالت لا نملك المال لتذهب إلى زيارة مكة المكرمة.

وكذلك لا يوجد مال، أو طعام، أو شراب لهم هم أيضًا، وهنا تدخلت الأبنة الصغيرة.

وقالت إذا ذهب الأب لزيارة بيت الله الحرام، فلن يمنع الله عز وجل عنهم الرزق، وذلك لأن الرزاق هو الله سبحانه وتعالى وليس الأب.

اقتنع الاب وكافة أفراد الأسرة بحديث الابنة الصغيرة، وذهب الأب لزيارة بيت الله الحرام، تاركًا لهم القليل من المال الذي لا يكفي لثلاثة أيام.

وكان يسير حاتم الاصم خلف القافلة؛ لأنه لا يملك المال للسفر مع القافلة، وأثناء السفر.

أصيب قائد القافلة بضربة شمس قوية، وفي ذلك الوقت بدأ المسافرون في البحث عن شخص يتمكن من مساعدة القائد وعلاجه.

وعندما عجز الأشخاص في القافلة عن علاج القائد، تقدم حاتم الأصم، وتمكن من علاجه، وبعدما تم الله سبحانه وتعالى شفاه.

قال القائد كافة مصاريف الذهاب والعودة لهذا الرجل ستكون مسؤوليتي.

فشعر حاتم بالفرح الشديد، وأخذ يدعو اله سبحانه وتعالى أن يرزق أهل بيته كما رزقه، ودبر له أمره.

اقرأ أيضًا: قصص وحكايات سندباد

رزق المولى عز وجل لأهل بيت حاتم الأصم

وبعدما مرت الثلاثة أيام على أهل بيت حاتم الأصم، لم يتبقى معهم مال، وكذلك الطعام والشراب قد نفذ، وبدأوا بالبكاء.

إلا أن الفتاة الصغيرة كانت تتعجب من أمرهم، لأن الله سبحانه وتعالى هو الرازق.

وإذا بأحد يطرق الباب، فأسرعت الفتاة الصغيرة لفتح الباب، فوجدت شخص يطلب ماء لأمير المؤمنين.

وعندما سمعت الزوجة ذلك أسرعت بكوب من الماء إلى أمير المؤمنين ليرتوي منه، وبعدما ارتوى أمير المؤمنين سأل أصدقائه لمن هذه الدار.

هل تكون لأمير من المؤمنين، فقالوا لا أنها لعبد من عباد الله الصالحين وهو حاتم الأصم.

واستكملوا الحديث بأنهم سمعوا بأنه سافر للحج دون ترك لهم المال، أو الطعام.

وفور سماع أمير المؤمنين ذلك الحديث هم بخلع حزام مربوط على وسطه يطلق عليه المنطقة، وكان هذا الحزام مليء بالألماس.

والأحجار الكريمة، وقال لأصدقائه من يحبني فليقوم هو الأخر بخلع منطقته.

ثم قاموا بإعطاء أهل بيت حاتم الأصم جميع المناطق، التي جمعوها من بعضهم البعض.

وفي اليوم التالي جاء إليهم رجل ليشتري كافة المناطق، وأعطاهم الكثير من الأموال التي تكفيهم حتى الممات.

وفرحت الأم كثيرًا بهذا الأمر، وكذلك فرحت كافة الأبناء باستثناء الابنة الصغيرة بدأت بالبكاء.

فسألتها الأم لم تبكي وقد رزقنا الله، فقالت لهم أنظروا كم أصبحنا أغنياء.

عندما نظر إلى حالنا عبدًا من عباد الله سبحانه وتعالى، فكيف سيصبح حالنا إذا نظر إلينا المولى عز وجل.

فالمولى لم ينسى عبد من عباده، ويرسل الرزق لكافة عباده في الأنحاء المختلفة للأرض.

الدروس المستفادة من قصص عن الرزق

نوضح إليك الدروس من قصص الرزق ألا وهي:

  • يجب أن يسعى الإنسان للحصول على الرزق.
  • من الممكن أن يجعل المولى عز وجل الإنسان سبب لرزق غيره.
  • يكافأ الله سبحانه وتعالى الإنسان على فعل الخير، مهما قل حجم هذا الخير.
  • يضاعف المولى عز وجل الأعمال الصالحة للإنسان، حتى تصبح جبال من الحسنات.
  • التحلي بالكرم قد ينتج عنه الحصول على الرزق، مثلما حدث مع قصة جامع الحطب الذي حصل على قطعة الذهب بعد إطعام العصفورة وتتبعها إلى العش.
  • يرسل المولى عز وجل الرزق لجميع عباده الصالحين في مختلف أنحاء الأرض، وذلك رأيناه في قصة حاتم الأصم، وأمير المؤمنين، ورأينا رزق الله لهم، وكم أصبحوا أغنياء عندما سألوا الله أن يرزقهم من فضله.

تابع من هنا: قصص أطفال قبل النوم قصيرة لنوم سريع وهادئ

وفي ختام حديثنا نكون أوضحنا إليك قصص عن الرزق متعددة يشعر كل من يقرأها بالعظمة وقدرة الله عز وجل في إرسال الرزق إلى عباده الذين يسعون لطلب الرزق.

قصص ذات صلة