قصة ادم وحواء

قصة ادم وحواء عليهما السلام واحد من أهم القصص التي ذكرت في القرآن الكريم، وذلك لأنها تروى لعباد الله سبحانه وتعالى قصة خلق أول خلق الله سبحانه وتعالى وهو سيدنا آدم عليه السلام الذي خلق من ضلعه أمنا حواء.

ويتابع في هذه القصة كيف نزل سيدنا آدم وزوجته حواء من الجنة التي كانوا يسكنون فيها حيث تسجد لهم الملائكة إلى الأرض حيث نحيا الآن.

قصة ادم وحواء

لله سبحانه وتعالى خلق آدم -عليه السّلام- من ماءٍ وطين، وذلك بعد أن انتهى من خلق الأرض في ستة أيام.

وبعدها أصبحت صالحةً للاستقبال البشر أو بني آدم كما يقال.

حيث يقول – الله سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ).

لكن بسبب عصيان سيدنا آدم عليه السلام كان مصيره هو الخروج من الجنة التي كانت من نصيبه في السماء.

لذا قام الله عز وجل بإنزاله إلى الأرض، وذلك حتى يتمكن من تنفيذ الهدف الأساسي له.

وهو أن يكون خليفة لله فيها، بالرغم من أنه خلق من طين أي ماء وتراب.

وذلك بناءً على قول النبيّ -عليه أفضل الصلاةُ والسلام-: (إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ مِن قبضةٍ قبضَها مِن جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنو آدمَ على قدرِ الأرضِ.

فجاءَ منُهمُ الأحمرُ والأبيضُ والأسودُ وبينَ ذلِك والسَّهلُ والحَزْنُ والخبيثُ والطِّيبُ).

شاهد أيضًا: قصة النبي سليمان للأطفال

قصة خلق سيدنا آدم وحواء

لقد تم خلق سيدنا آدم عليه السلام على عدة مراحل يصل عددهم إلى أربعة، وفي المرحلة الأولى لقد تم خلقهم من الطّين.

وذلك استناداً إلى لقولهِ -تعالى-: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ).

حيث تكون هذا الطين من تراب ممزوج ببعض عناصر الأرض ومنها الماء.

المرحلة الثانية من خلق سيدنا آدم وحواء هي الحمأ المسنون، وبعد ذلك يأتي الصّلصال، وذلك بعد أن ظل فترة من الزمن وهو طين.

وذلك استناداً إلى قول الله تعالى (وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ).

المرحلة الثالثة كانت هي التّكوّن، وهي مرحلة اهتم فيها الله عز وجل بجعل جسد سيدنا آدم -عليه السّلام- ذا الصورة التي تشبه بقية البشر.

وكانت مرحلة التكوين هذه في يوم جمعة، ويقال إن سيدنا آدم بلغ طوله تقريباً ثلاثين متراً.

وجاء في بعض الروايات الأخرى أن طوله ستون ذراعاً، وذلك بناءً على لقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (خلق اللهُ آدمَ على صُورتِه، وطُولُه سِتُّونَ ذِراعًا).

المرحلة الرابعة والأخيرة هي نّفخ الله فيه من روحه.

وجاءت هذه المرحلة بعد أن اكتمال خلق آدم -عليه السّلام- على صورته الحالية التي تشبه أغلب البشر.

حيث نفخ الله -تعالى- فيه من روحه، وهذا الأمر هو الذي جعله قادر على السّمع والبصر.

بعد ذلك خلق الله أمنا حواء من ضلع سيدنا آدم، وذلك في قوله -تعالى-:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا).

اقرأ أيضًا: قصة موسى مع السحرة

قصة تفاحة حواء

تفاحة أمنا حواء زوجة سيدنا آدم كانت هي السبب المادي وراء نزول كل منهما إلى الأرض بعد أن كانوا من سكان السماء مع الله سبحانه وتعالى وكذلك الملائكة.

حيث أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة والشياطين بالسُّجود لآدم -عليه السّلام-.

لذا سجدت جميع الملائكة، ولكنّ إبليس ظل عصى لأمر الله -سبحانه وتعالى- ورفض السجود إلى آدم عليه السلام لآدم.

وذلك كما جاء في قول الله تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى).

لذا لقد وسوس الشيطان إلى آدم وحواء على الأكل من شجرة التفاح التي طلب منه الله سبحانه وتعالى ألا يأكلا منها.

حيث قال الله -تعالى- لهما: (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ).

بعد أن أكلا منها سقطت عن كل منهما ثيابهما، وكان الخروج من جنة الله سبحانه وتعالى هو عقابهم، والحرمان من نعيمها.

والنزول إلى الأرض هو مصيرهم، وذلك بعد أن حذرهم من إبليس ووسوسته لهم هم وذريتهم.

وهنا تاب كل من سيدنا آدم وحواء وقالا في القرآن الكريم: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

حتى جاء عن ابن عباس -رضيَ الله عنه- أنّهم بكوا على ما أصابهما.

قصة هبوط سيدنا آدم وحواء من الجنة

كان هبوط كل من سيدنا آدم وحواء على مرحلتين، حيث كانت المرحلة الأولى هي الهبوط من الجنّة إلى سّماء الدنيا.

وكانت المرحلة الثّانيّة هي الهبوط من سماء الدنيا إلى الأرض، وكان ذلك بعد وقت العصر.

 الدروس المستفادة من قصة آدم وحواء

نستفيد من قصة سيدنا آدم وأمنا حواء عليهما السلام ما يلي:

  • حذر بني آدم من الشيطان ومكايده، وذلك لقولهِ -تعالى-:
    • (يا بَني آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنَّةِ).
  • نعرف مدى تكريم الله -تعالى- للإنسان؛ وذلك بجعله خليفة له في الأرض.
  • يتذكر الإنسان أصله من هذه القصة، حيث يتذكر أنه خلق من طين وتراب.
  • يتذكر الإنسان أنه من الضروري أن يتواضع ويعرف مدى سوء التكبر.
  • يعرف الإنسان أن من فطرته أن يقع في الخطأ وينسى.

تابع من هنا: قصة موسى مع السحرة

قصة ادم وحواء توضح لنا أنه من الضروري ألا يقنط الإنسان من رحمة الله سبحانه وتعالى حيث يقول -الله تعالى-:

(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).

قصص ذات صلة