قصة الفيل الحزين

يحب الأطفال القصص المسلية، ولذا سنقدم لهم اليوم قصة الفيل الحزين، وهي من القصص المليئة بالمغامرات، وأحداثها مثيرة، ويمكن أن تحكيها لطفلك قبل نومه، ليظل مستمتعًا بأحداثها حتى في منامه، كما أنه سيتعلم منها الكثير من المفاهيم، والمبادئ الجميلة، والمتميزة.

قصة الفيل الحزين

تروي بداية القصة عن الفيل الضخم، الذي كان يسير داخل الغابة، وحيدًا، وخطواته بطيئة.

بينما كان يشاهد الطيور، والحيوانات الأخرى، وهي تحلق، وتسير برشاقة، مثل الخيول، والنعامة.

والطيور، وغيرهم من الحيوانات السريعة، وكلما رأى أحدًا منهم وهم يجرون، ويلعبون بمرح وسرعة شعر بالحزن والضيق.

وقرر الفيل أن يفكر في حيلة تجعله قادرًا على الطيران، ولكنه ثقيل جدًا، فقام الفيل بالوقوف فوق أضخم شجرة في الغابة.

وقام بربط قدميه في أجنحه من ريش الطيور، ثم قفز بها، وظن أن الهواء سوف يحمله كما يحمل الطيور ذات الأجنحة.

ولكنه سقط على الأرض، وتساقطت عليه أغصان الشجر بسبب ثقل وزنه.

وعندما رأت الحيوانات والطيور ما فعله الفيل ضحكت عليه، بينما هو زاد حزنه، واكتئابه مما حدث.

شاهد أيضًا: قصة وعبرة

ماذا كانت نصيحة البومة الساحرة له؟

ووقف الفيل مرة أخرى، واستمر في سيره في الغابة، حتى قامت البومة الساحرة بتقديم نصيحة له.

وهي أن يأتيها في كهفها.

لكي تجد له حلًا باستخدام سحرها، وفي مقابل ذلك عليه إحضار الكثير من الطعام لها.

وذهب الفيل إليها، ومعه الطعام الذي طلبته، وطلب منها أنها تحوله إلى ظبي رشيق.

فضربت جسده السمين بعصايتها السحرية، وتحول بالفعل إلى طبي رشيق، وجميل، ففرح الفيل.

وظل يجري في المكان، وفرح جدًا برشاقته، وقال أنه أجمل يوم في حياته.

وظل يجري ويمرح في أرجاء الغابة الواسعة، ولكن الحيوانات أصبحت تتسائل عن الفيل، وغيابه.

وهو ينظر إليهم ضاحكًا، وفجأة تتبعه نمر، فجري الفيل المسحور، ليهرب من النمر الذي يرغب في أكله، وجرى بأقصى سرعة له.

حتى ذهب إلى كهف البومة، فسألته في دهشة ماذا حدث أيها الظبي؟

فقال لها أنه الفيل الذي سحرته وحولته إلى ظبي، وأنه الآن يريد منها أن تنقذه، وتحوله إلى نمر.

حتى لا يمكن للنمور أو أي حيوان مفترس أن يأكله، فوافقت البومة.

وضربت على جسده بعصايتها السحرية مرة أخرى، وحولته من ظبي إلى نمر.

فجرى الفيل مسرعًا وهو سعيدًا بهيئته الجديدة، وظل يغني ويمرح، وفرح كثيرًا بسرعته، وقوته.

وشجاعته التي أخافت الحيوانات، بينما هو لم يعد يخاف من أي حيوان آخر.

ماذا حدث للفيل بعد أن تحول إلى نمر؟

بعدها وجد مجموعة من الصيادون، يرغبون في تتبع النمور، لأنهم يريدون جلد النمر الرائع، فسمعهم.

وجرى مسرعًا إلى بيت البومة مرة أخرى، وقال لها أنا الفيل، أريدك أن تحوليني هذه المرة إلى أسد، ملك الغابة.

فوافقت البومة على طلبه، وضربت عصاها السحرية على جسده فتحول إلى أسد.

وفرح كثيرًا بما تحول إليه، وفرح بصوت زئير الأسد الذي يخيف باقي الحيوانات.

حتى وجد أسد آخر يتجه ناحيته، وقال له الأسد الحقيقي: أنا ملك الغابة، ولست أنت.

فعليك إما أن ترحل في هدوء، وإما أن نتقاتل حتى أقتلك، وأتخلص منك.

فقرر الفيل أن يمشي في هدوء وهو حزين، ويشعر بالخيبة، حتى اصطاده الصيادون.

فسألهم في دهشة: هل ترغبون في جلد الأسد؟ فأجابوه لا ولكن سنأخذك إلى حديقة الحيوان، ونضعك داخل قفص الأسود.

اقرأ أيضًا: قصة الركن اليماني

ماذا فعل الفيل ليخرج من مأزق الصيادين؟

صاح قائلًا: لا تضعونني في قفص الأسد، لأنني لست أسد، أنا فيل، وضحك الصيادون منه.

وتركوه حبيسًا في شبكة الصيد، حتى مر بجانبه فأرًا صغيرًا.

كان يقرض الشبكة، فهرب من الشبكة، وشكر الفأر، وذهب إلى البومة مرة أخرى.

فسألته البومة: ماذا تريد هذه المرة؟ لقد تعبتني كثيرًا، هل ترغب في أن تتحول إلى حيوانات الغابة بأكملها؟.

فقال لها هذه المرة ستكون المرة الأخيرة، فتعجبت البومة، وسألته: حسنًا ماذا تريد أن تتحول هذه المرة؟.

فأجابها أريد أن أعود على ما كنت عليه فيل، فتعجبت البومة، وقالت له لقد كنت ساخطًا على طبيعتك تلك.

فوضح لها الفيل الأمر، وما حدث معه، ولكنه الآن عرف قيمته، ويريد العودة إلى حياته الطبيعية.

وأنه لن يسخط عليها مرة أخرى، وأنه يحب طبيعته كثيرًا، ولا يرغب في أن يغيرها مرة أخرى.

فقامت البومة بتحويله إلى هيئته الأولى بأن يكون فيل، وفرح كثيرًا، وتعجبت الحيوانات منه.

لأنه عاد بعد غياب، مرحًا ويغني، وفرحًا ولم يعتادوا منه ذلك من قبل.

الدروس المستفادة من تلك القصة

هناك بعض العظة والعبرة المستفادة من قصة الفيل الحزين، والتي خرجنا بها اليوم لنستفيد منها، وهي كالتالي:

  • أنه على الإنسان أن يرضى بطبيعته التي خلقها الله بها، ولا يغير منها شيئًا، ولا يحاول أن يتغير لشيء آخر.
  • على الإنسان أن ينعم بحياته، وبشكله، وبطبيعة حياته، التي خلقها الله بها، ولا يسخط عليها، فهي حياة جميلة لو عاش غيرها لافتقدها كثيرًا.
  • لا تتمنى العيش في حياة أخرى غير حياتك، فربما لو عشتها لكرهتها، بل حب الحياة التي أنت عليها، وحب نفسك، وطبيعتك، ولا تقارنها مع أحد آخر.

تابع من هنا: قصة خرافية

من الجدير بالذكر، أن اليوم قدمنا قصة جميلة، وتحمل قيم، ومواعظ معبرة، وجميلة لأطفالنا، فالقصص وسيلة جيدة لنعلم بها أطفالنا الكثير من الأشياء التي نريد أن نغرزها في داخلهم.

مثل قصة الفيل الحزين، التي تحمل قصة مسلية، وفي نفس الوقت ستعلمهم مبادئ جميلة.

قصص ذات صلة