قصة أبو عبيدة بن الجراح

تعتبر قصة أبو عبيدة بن الجراح من أفضل القصص التي يمكن روايتها للأطفال والكبار، وذلك لما تحتوي عليه القصة من دروس مستفادة كثيرة.

حيث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم  أبو عبيدة بن الجراح من ضمن العشرة المبشرين بالجنة، وخلال هذا المقال سنذكر لكم مواقف أبو عبيدة بن الجراح في الإسلام.

قصة أبو عبيدة بن الجراح

وفيما يلي سنذكر لكم أجزاء من قصة أبو عبيدة بن الجراح:

إسلام أبو عبيدة بن الجراح

لقد كان أبو عبيدة بن الجراح من الأشخاص السّابقين لدخول الإسلام، حيث أسلم أبو عبيدة بن عامر على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن عمر يناهز خمسة وعشرون عاماً.

فقد كان أبو بكر يختار الأشخاص الذين يرى أنهم يتميزون بالحكمة والنضج، ليدعوهم لدخول الدين الإسلامي.

ومن هؤلاء الأشخاص كان أبو عبيدة بن الجراح، حيث رأى فيه رجاحة العقل وصفاء النفس، مما جعله يقوم بدعوته لدين الإسلام، واستجاب سريعاً أبو عبيدة لهذه الدعوة.

ثم ذهب مع أبو بكر وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن مظعون وجماعة آخرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

حيث حدثهم رسول الله عن الديانة الإسلامية، مما جعلهم يسلموا في وقت واحد.

ولقد واجه أبو عبيدة بن الجراح العديد من عوامل الصد، والأذى في بداية إسلامه كسائر المسلمين.

وقد هاجر أبو عبيدة مع الصحابة رضي الله عنهم جميعاً في الهجرة الثانية إلى الحبشة.

وعندما علم أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد بايع الأنصار عاد مرة أخرى لمكة المكرمة.

ثم هاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة.

ونزل هناك عند كلثوم بن الهدم، ولقد آخاه نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم مع محمد بن مسلمة.

شاهد أيضًا: قصص الأنبياء مبسطة للأطفال

جهاد وشجاعة أبو عبيدة بن الجراح

كان أبو عبيدة معروف بحب الجهاد والشجاعة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقبه بلقب القوي الأمين.

ولقد شهد الكثير من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يتخلف عن أي واحدة منهم.

وقيل أن أبو عبيدة بن الجراح قد قام بقتل والده في غزوة بدر، حيث كان والده مشرك في ذلك الوقت.

فأنزل الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ).

ولكن هذه القصة لم يتم إثبات صدق حدوثها في أي حديث سواء صحيح أو ضعيف.

ولكن العلماء رجحوا أن والده توفى قبل الإسلام، ولقد شارك أبو عبيدة في حرب مسيلمة الكذاب وحروب الردة.

ولقد جعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائداً أثناء فتح دمشق مكان خالد بن الوليد.

ولقد انتصر المسلمين في فتحها وقام أبو عبيدة بمصالحتهم على نصف الممتلكات والكنائس الخاصة بهم.

ولاية أبو عبيدة بن الجراح على الصحابة

روي عن المسلمين أنهم قاموا بغزوة ذات السلاسل التي كانت تقع على مشارف الشام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

وكان قائد جيش المسلمين في ذلك الوقت هو عمرو بن العاص رضي الله عنه.

ولقد طلب أثناء الغزوة من النبي صلى الله عليه وسلم إمداده بالجيوش.

فاختار حينها رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام كبار الصحابة للذهاب في هذه المهمة.

وكان من بين هؤلاء عمر بن الخطاب، وأبو بكر الصديق إلى جانب عدد كبير من المهاجرين.

ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم عبيدة بن الجراح، مما يدل على أنه كان يرى فيه الكثير من الحكمة والرزانة.

حتى يتولى هذه المكانة، ولم يكن من أبو عبيدة سوى أنه أطاع أمر نبيه.

تواضع أبو عبيدة بن الجراح

لقد كان عبيدة بن عامر متواضعاً للغاية، فلم تدفعه قيادة الجيوش للتعالي والتكبر، فقد روي عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أنه قال “يا أيها الناس! إني امرؤ من قريش.

وما منكم من أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى إلا وددت أني في مسلاخه -جلده-“، كما أن له الكثير من المواقف التي تدل على مدى تواضعه.

ومن هذه المواقف أنه عندما أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدداً من الجيوش لأبي عبيدة أثناء حصاره للشام.

أمر على أبي عبيدة خالد بن الوليد رضي الله عنهم جميعاً، واستقبله أبو عبيدة بالترحيب، وقام بإنزال خالد بن الوليد مكانته من شدة تواضعه.

اقرأ أيضًا: قصص دينية للعبرة والحكمة

وفاة عبيدة بن الجراح

تم إصابة الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أثناء خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمرض الطاعون.

وعندما علم عمر بذلك أرسل خطاب لأبي عبيدة يدعوه للقدوم له، لأنه يريد منه مهمة، ولكن أبي عبيدة رفض الذهاب معتذراً لعمر.

لأنه كان يعلم أن عمر لا يريد شيء منه سوى أن يخلصه من ذلك المرض لخوفه عليه.

فخشى أبو عبيدة الذهاب له، حتى لا يصيبه بأي أذى، لأنه يعلم محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمر.

وكان سبب رفض أبو عبيدة الذهاب تنفيذاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم، عندما قال إذا انتشر مرض الطاعون في أي بلد لا يخرج أهلها منها.

ومات أبو عبيدة بن الجراح رحمه الله في الأردن بمنطقة بيسان بسبب مرض الطاعون.

وذلك في العام الثامن عشر من الهجرة عن عمر يناهز 58 عام.

الدروس المستفادة

نتعلم من هذه القصة ما يلي:

  • التواضع لله تعالى مهما بلغت من المناصب.
  • حب الخير للغير.
  • العمل بأوامر الله ورسوله وعدم مخالفتها.
  • التعامل مع صعاب الأمور بحكمة ورزانة.
  • حسن الظن بالله والصبر على البلاء.
  • الحرص على عدم أذية الغير.

تابع من هنا: قصة مختصرة لأمين الأمة أبو عبيدة بن الجراح

وفي الختام نكون قد قدمنا لكم خلال هذا المقال قصة أبو عبيدة بن الجراح، حيث كان صحابي جليل شارك مع النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الغزوات، وكان يتميز بالحكمة والرزانة التي جعلته قائداً للجيش الإسلامي في بعض الغزوات.

قصص ذات صلة