قصص في علو الهمة

قصص في علو الهمة من شأنها أن تعلم الأطفال والكبار الكثير من الأمور، وأغلب هذه القصص تكون عن أشخاص نجحوا في إدراك الحياة، والمغزى منها.

لذلك سعوا لإعلاء همتهم حتى أصبحت تشبه الجبال في العلو والثبات، ولكي نزرع الهمة في قلوب الأطفال، نقوم بذكر مجموعة من القصص المعنية بهذا الأمر، وذلك في سطور هذا المقال.

قصص في علو الهمة

كان هناك امرأة تنظر إلى طفلتها وهي تهرول ناحيتها، وعلى وجهها ملامح الفرح والسرور.

وفي ذلك الوقت قالت لها الطفلة أنها قامت بزرع جنتها بالكثير من الأشجار.

وقد كانت صديقة الأم واقفة بجانبها فبدأت في التساؤل عما تقوله الطفلة، وعلى وجهها تعبيرات الدهشة والفضول.

فأجابتها الأم أنها قامت بتربية طفلتها منذ صغرها على التسبيح لله تعالى، وذكره خاصةً قبل مواعيد نومها.

وذلك لأن هذا الأمر يساعد في غرس الكثير من الأشجار في الجنة، كما قال لنا الرسول الكريم.

وقالت لها أن منذ ذلك الوقت وطفلتها تداوم على هذا الذكر بكل همة ونشاط يوميًا.

شاهد من هنا: قصص أطفال مكتوبة لتعليم القراءة

القصة الثانية

تحكي لنا هذه القصة عن طفلة سمعت والديها في يوم وهم يتحدثون عن الأثر العظيم لصدقة الفجر.

والأجر الذي يحصل عليه المسلم بتأديته لهذه الصدقة، لكنها حزنت، لأنها لا تستطيع الخروج من المنزل للذهاب للمسجد للتصدق.

كما يفعل الرجال في هذا الوقت المبارك، كما أنها حزنت لأن المصروف الذي تأخذه من والديها قليل.

لكنها لم تيأس وأصرت على أن تكون من المتصدقين في هذا الوقت، لذا قامت بصنع علبة صغيرة وزينتها بالألوان الزاهية.

وقامت بوضعها في إحدى الزوايا بالمنزل، وقامت بالكتابة عليها “علبة صدقة الفجر”، وكانت تتخدر من مصروفها بقدر ما تستطيع دون أن تخبر أحد لتضعه في هذه العلبة.

بذلك تكون هذه الطفلة قد أوضحت لنا همتها العالية، وسعيها للحصول على الأجر، والثواب على الرغم من الصعاب، التي كانت مضطرة أن تتعامل معها.

القصة الثالثة

نكمل الحديث عن قصص في علو الهمة، ونقوم بالإشارة إلى القصة الثالثة، التي تدور أحداثها على النحو التالي:

كان يوجد طفل ذهب إلى الصلاة في المسجد في يوم الجمعة، وسمع من الإمام، يتحدث في الخطبة عن فضل صلاة الفجر، ويشير إلى العقوبة التي يحصل عليها تارك هذه الصلاة.

لذا طلب من أبيه أن يقوم بإيقاظه في موعد الصلاة ليصلي معه في المسجد، فوافق الأب على طلبه.

لكن في قرارة نفسه لم يكن يرغب بإيقاظه لأنه ما زال صغيرًا، ثم تابع الطفل كلامه، وقال لأبيه إنه لو لم يقم باصطحابه للمسجد.

فلن يذهب إلى المدرسة في صباح اليوم التالي، وعندما جاء وقت الفجر ذهب الأب بمفرده ولم يقم بإيقاظ ابنه.

لذا في صباح اليوم التالي بدأ الطفل في البكاء، وقال له لماذا يرغب في أن يحرمه من ثواب الفجر.

ولماذا يريد أن يخرجه من ذمة الله؟ كما أنه قال له أن من يصلي الفجر في المسجد جماعة فإنه في ذمة الله، وظل يبكي طوال الحديث.

بعد أن هدأ أخذ عهد من والده بأن يصحبه إلى المسجد في اليوم التالي، وظل ثابتًا على موقفه ورغبته في أداء الصلاة.

القصة الرابعة

توضح لنا هذه القصة شخصية رجل قام بنشر الدين الإسلامي بين الناس، وكان هدفه الحصول على الثواب والأجر الخالص من الله تعالى، وتدور الأحداث كما يلي:

في يوم من الأيام، كان يوجد شاب مسلم يدرس في المرحلة الجامعية.

وكان يسير في الطريق قاصدًا بيته، حتى نادى عليه جاره وأخبره أن لديه في العمل صديق غير مسلم يطلب منه كتب تشرح الزين الإسلامي بالتفصيل، وسأله عن رأيه في الموضوع.

وما النصيحة التي يقدمها له، فرد عليه الشاب قائلًا إن يعطيه بعض الوقت، حتى يفكر في جواب ليرد به عليه.

بالفعل بدأ الشاب في الاجتهاد، للحصول على مجموعة من الكتب عن الدين الإسلامي.

وقام بتغليفهم وتوجه إلى جاره لإعطائهم له، كما أنه قال له أن يعطيهم إلى زميله غير المسلم حتى يستفيد بهم.

وبالفعل قد تم هذا، وجاءه بعدها بأسبوع وقال له أنه سعيد للغاية، لأن صديقه في العمل اقتنع بما قرأه في الكتب ودخل الإسلام.

كما قال له أنه أتاه صديق آخر لهذا الشخص، وأخبره برغبته في الدخول إلى الإسلام.

وقد شرح له شعوره وأنه سعيد للغاية بكلامهم، وسعد أكثر عندما سمعهم ينطقان الشهادتين، كما قال له أنه قام بتغيير أسماءهم لأسماء إسلامية.

وبذلك نكون تعرفنا على قصة توضح علو همة الشاب الطالب في جمع الكتب، وأثر همته هذه على الآخرين.

اقرأ أيضًا: قصص للأطفال في سن الثالثة

القصة الخامسة

تحكي لما هذه القصة عن شاب كان يسير بالقرب من متجر يبيع الشرائط الغنائية.

لذا خطرت له فكرة أن يقوم بتوفير مجموعة من الأشرطة الدينية، التي تدعو للدين الإسلامي.

وذهب للمتجر وألقى التحية على صاحبه والموجودين فيه، وقام بتقديم بعض النصائح المختصرة لهم.

وطلب من صاحب المتجر أن يأخذ الأشرطة التي وفرها، ويضعها في المتجر الخاص به كعمل خيري ولا يأخذ أجر مقابله.

فوافق صاحب المتجر على هذا العرض ووضعها في زاوية خاصة، وقال الشاب أنه عندما خرج من المتجر جاءه شاب وطلب منه أنه يعطيه شريط قرآن يسمعه هو وأصدقاءه في العمل.

وقد أتفق معه أنه يعطيه أكثر من شريط متنوعين بين القرآن الكريم، وبين الحكم، والمواعظ الدينية.

قد استمع الشاب وأصدقاءه إلى الأشرطة بالفعل، ونزع الله من قلوبهم حب الأغاني والمعزوفات.

وكان هذا كله بفضل اجتهاد الشاب الذي أعطاهم الأشرطة، حيث إنه بحث بجد عن الأشرطة التي تحتوي على كلام يلين القلب وأعطاها لهم حتى يهديهم الله.

وبذلك قد حصل على أجر كبير جراء مساهمته في هداية أكثر من شخص.

القصة السادسة

نتعرف في هذه الفقرة على قصة معلم كان يدرس في مدرسة خاصة بالصفوف الإعدادية.

وقد كان هذا المعلم عندما يدخل إلى فصل من الفصول يسأل الطلاب، إذا كان لديهم في منازلهم عمال غير مسلمين.

وعندما كان يجاوبه أحد ما بنعم كان يسأله عن جنسية العامل، وكان يجمع كافة الإجابات، التي يقولها الطلاب ويكتبها.

كان يقوم بالاجتهاد في البحث عن الكتب الدينية، التي تدعو إلى الإسلام بهذه اللغات.

بعد ذلك يعطيها إلى الطلاب، حتى يقدموها إلى العمال الذين في منازلهم، ويحكي هذا المعلم أنه لم يشعر بسعادة أكثر من سعادته عندما يأتيه أحد الطلاب.

ويبشره بدخول أحد هؤلاء العمال إلى الإسلام، بسبب إقناعه بما قرأه في الكتب.

كما أن البعض الآخر كان يخبره بأن العاملة أصبحت تصلي إلى جوار والدتهم في المنزل، وكان هذا كله بفضل هدى الله سبحانه وتعالى لهؤلاء العمال.

وفضل المعلم الذي لم يتكاسل قط في البحث عن كتب دينية تفيد، واجتهاده في الدعوة إلى الله تعالى.

القصة السابعة

تحكي لنا هذه القصة عن أبو هريرة رضي الله عنه، الذي اجتمع الكثيرين على أنه لا يوجد أحد يأتي بأحاديث مثل التي يأتي بها هو.

وذلك لأن أغلبهم كانوا ينشغلون بالأموال، لكنه كان شغله كله أن يجمع أكبر قدر من الأحاديث.

وكان يلازم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يدون أحاديثه كلها، وكان ذلك بسبب رغبته في معرفة الكثير عن الدين.

كما أنه كان يتجاهل أمور الدنيا من أموال ولهو ولعب ونوم وطعام، وكان يشغل نفسه بسماع الأحاديث وكتابتها وجمعها في مكان واحد.

فكان زاهدًا في كل شيء إلا في تحصيل العلم من الرسول، والتعلم أكثر عن مبادئ الدين الإسلامي وتعاليمه.

الدروس المستفادة من القصص

بعد أن تعرفنا على مجموعة من قصص في علو الهمة، ننتقل لمعرفة الدرس الذي نتعلمه من كل قصة.

حيث إن هذه القصص ليس من الممكن أن تكون عبثية، ومن أهم الدروس:

  • نتعلم ضرورة تعليم الأطفال التعاليم الدينية منذ الصغر، حيث إن هذه التعاليم تكبر معهم بمرور الزمن، ويصبحون مداومين عليها وراغبين في تأديتها، ولا يؤدوها اضطرارًا فقط.
  • نتعلم أيضًا التمسك بتعاليم الدين الإسلامي خاصةً الصدقة، التي تعد ركنًا أساسيًا من أركان الدين، وأن نجتهد لأدائها ونتغلب على الظروف التي تمنعنا من ذلك.
  • كما نستفيد من همة الطفل وحرصه على أداء صلاة الفجر، لأنها ركنًا أساسيًا ولها ثواب عظيم.
  • نستفيد أيضًا من هذه القصص السعي لنشر الدين الإسلامي بين الأشخاص غير المسلمين، حيث إن لهذا ثواب عظيم، ويجب ألا نتكاسل في البحث عن المصادر الصحيحة، التي توصل المعلومة بسهولة ويسر وتجذبهم لمعرفة المزيد عن الدين.
  • كما أن القصص تعلمنا الهمة في طلب العلم، وذلك يتمثل في قصة أبو هريرة.

تابع أيضًا: قصص أطفال قبل النوم قصيرة لنوم سريع وهادئ

قصص في علو الهمة من أهم القصص التي يجب تعليمها للأطفال والكبار، وذلك لأنها تقدم العديد من النماذج لأشخاص اجتهدوا للحصول على أكبر قدر من الحسنات، وذلك لنقتدي بهم ونسعى لأن نكون في مثل همتهم.

قصص ذات صلة