قصة عن التسامح بين الأصدقاء
قصة عن التسامح بين الأصدقاء فيها عبر مفيدة يمكن عرضها على الأطفال في الحضانة أو الطلاب في المدرسة؛ وذلك حتى يكون بينهم ود ورحمة ولا يأذي أحدهم الآخر، ويكون ذلك نموذج يتمثلونه في حياتهم لنشر الرحمة فيما بينهم، وكذلك التعاون، وسنعرض هذه القصة بشكل تفصيلي خلال التالي.
قصة عن التسامح بين الأصدقاء
يوجد العديد من القصص التي توضح مفهوم التسامح بين الأصدقاء أو بين الناس بصفة عامة.
حيث أن التسامح من الصفات الحميدة التي ينبغي أن تكون جزء من شخصيتنا.
وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فقال الله عز وجل: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [سورة فصلت: 34].
والتسامح يعني العفو مع مقدرة الشخص على ذلك، وهو يجعلك ترى مميزات الآخرين.
وتتغاضى عن عيوبهم.
وله أثر كبير على وحدة وتماسك المجتمعات وتقدمها، كما أنه يقضي على الحسد والكره والحقد.
وينشر المحبة والسلام والتعاون بين الناس.
كما توجد العديد من القصص التي تتحدث عن التسامح، وتستعرض قيمة ذلك وأثره في نفوس البشر.
وكيف يؤثر على العلاقات ومدى تماسكها؛ ولهذا نستعرض بعض من هذه القصص بشكل مختصر تاليًا.
شاهد من هنا: قصة عن التسامح
قصة محمد وزملائه
تربى محمد في أسرة عززت في نفوس أبنائها مفهوم التسامح والرحمة واحترام الآخرين، ومحمد كان طالبًا متفوقًا في دراسته متسامح مع زملائه.
وفي أحد الأيام طلب منهم معلم الفصل رسمة عن حب الوطن واحترامه.
وبدأ الطلاب في الشروع في النشاط المطلوب منهم.
وكل يوم يرسمون جزء على اللوحة الخاصة بكل طالب والمكتوبة باسمه.
كان محمد يبدع يوميًا في رسم أجزاء لوحته، وبدأ المعلم والطلاب ينبهرون بلوحته المميزة حتى شعروا بالغيرة والحقد تجاه زميلهم.
واقترب موعد تسليم اللوحة في حصة الرسم الأسبوعية الخاصة بممارسة الفن، وحزن زملائه لمنظر لوحاتهم.
نظرًا لأن أعينهم لا ترى جمال لوحتهم بل ينظرون فقط للوحة محمد التي أبهرت الجميع من معلمين وتلاميذ.
وقدموا تعليقًا حسنًا عليه، وتوقعوا له أن هو من يحصل على الدرجة كاملة.
حقد زملائه جعلهم يفكرون في حيلة لهدم الرسمة الخاصة بمحمد حتى لا تتفوق عليهم.
وبالفعل أقدم أحد التلاميذ على رسمة محمد ورش عليها الماء حتى ساء منظرها.
وفي الصباح الباكر عندما دخل الطلاب الفصل الخاص بالرسم نظر محمد على لوحته حتى فزع بمنظر رسمته التي ساءت كثيرًا.
وفزع المعلم معه، فهو رأها من قبل وقد أعجبته كثيرًا، وكان ينتظر النتيجة النهائية لها.
وحزن محمد لذلك حزنًا شديدًا، وغضب المعلم لذلك أيضًا، ولما شاهد زملائه غضب محمد وحزنه ذهبوا جميعًا إلى المعلم.
واعترفوا بأنهم هم من قاموا بتخريب لوحة محمد، وطلبوا منه أن يسامحهم على فعلتهم هذه.
فعفا محمد عنهم، وسامحهم على ذلك، وسعد المعلم باعتذارهم، وأعطهم الدرجة كاملة.
قصة الحاج جمال وجاره
قصة الحاج جمال وجاره هي قصة عن التسامح بين الأصدقاء وتدور أحداثها حول الحاج جمال الذي كان يمتلك محل عطارة، وكان له جار يدعى الحاج خالد وهو تاجر أقمشة كبير وكانوا أعز أصدقاء.
كانوا يجلسون مع بعض دائمًا، ويتناولون المشروبات والطعام سويًا خلال يومهم أثناء جلستهم في المحلات.
وكانوا يأخذون بمشورة بعضهم البعض في أمور التجارة الخاصة بهما.
وأيضًا المسائل العائلية والشخصية المرتبطة بهما.
وفي يوم من الأيام غادر خالد محله مبكرًا على غير عادته.
وبعد مغادرته بوقت قليل احترق منزل صديقه الحاج جمال، واستغاث بالمطافئ لإخماد النيران.
واجتمع الناس حوله يواسونه بعد أن انطفأت النار، وسألوه عن صديقه الحاج خالد.
وكيف أنه لم يكن من الحاضرين أثناء كربه هذا.
وبعضهم وسوس له أن صديقه هو من تسبب في هذا الحريق.
وفسر ذلك بمغادرته للمحل مبكرًا وهو غير معتاد على ذلك، فدخل الشك قلب الحاج خالد.
وفي اليوم التالي عندما ذهب الحاج جمال محله، وعلم بما حدث لصديقه، ذهب له يواسيه.
فقابل ذلك بكلمات شديدة توجه له الاتهام، فوقعت كلمات صديقه عليه كالصاعقة.
ولكنه صبر على ذلك وذهب إلى محله وهو حزين وغضبان لما حدث من صديقه.
وفي اليوم التالي كشفت الشرطة عن أن سبب الحريق هو ماس كهربائي وأخبروا الحاج خالد بذلك.
ففرح لبراءة صديقه، وحزن لما فعله معه، وذهب ليخبره بما قالته الشرطة عن سبب الحريق.
وطلب منه أن يسامحه، وسأله عن اختفائه وقت الحريق فأخبره أن والده كان في المستشفى.
واتصلوا به ليذهب إليه، ثم قبل اعتذاره وتعانق الصديقين وبدأ صفحة جديدة.
اقرأ أيضًا: قصص أطفال قبل النوم عن الكرم
الدروس المستفادة من قصص التسامح
بعد أن تحدثنا عن قصة عن التسامح بين الأصدقاء سنتحدث عن فوائد التسامح، وأثره في بناء الشخصية، وتوحيد المجتمعات:
- التسامح يجعل الناس متحابين، ومتعاونين فيما بينهم.
- يجعل للشخص المتسامح مكانة بين أصحابه، وأهله، ومن يعرفونه.
- يكون الشخص المتسامح قادرًا على ضبط الذات، والتحكم في النفس.
- التسامح يوحد المجتمعات ويحقق النصر لهم.
- يجمع شمل الأحباب على الحب والخير.
- التسامح يحد من المشاكل، والخلافات الأسرية والمجتمعية.
- كذلك التسامح صفة دينية يثاب عليها صاحبها، فهو من صفات الأنبياء والرسل.
- التسامح يضمن وحدة المجتمع وتماسكه، وتحقيق العدل والمساواة بين الناس.
- العبر من هذه القصص التي ذكرناها سابقًا تجعلنا نعفو عن الآخرين مع مقدرتنا على عدم فعل ذلك، فالعفو عند المقدرة هو أساس التسامح.
- كما أن هناك تسامح ديني أيضًا، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، حيث قال الله تعالى:{قال تعالى: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ” [سورة البقرة: 256].
تابع أيضًا: قصة السامري الذي رباه جبريل
وبهذا نكون قد تحدثنا قصة عن التسامح بين الأصدقاء وبينا العديد من القصص التي توضح أثر التسامح في نفوس الأفراد.
وكيف أن ذلك يجمعهم على كلمةً واحدة، ويوحد الشعوب، وبه تزداد الروابط الأسرية والمجتمعية، كما أنه صفة اخلاقية مهمة جدًا ينبغي علينا أن نبثها في نفوس أبنائنا.