قصص أطفال قبل النوم عن الكرم
قصص أطفال قبل النوم عن الكرم تعد من أجمل الطرق لإيصال وتثبيت الأخلاق الحميدة عند الأطفال، وذلك من خلال سرد قصص وحكايات لهم تشمل هذه الأخلاق.
حتى يتعلقوا بها ويسعون إلى تقليد شخصياتها، وهذا ما سنفعله في هذا المقال سوف نقدم لكم قصص مسلية تحمل مضمون مفيد للأطفال.
قصة الفلاح والملك
في قرية صغيرة وبعيدة كان هناك فلاح مسكين يسكن مع عائلته المكونة من أولاده الصغار، وزوجته في بيت صغير بداخلها.
كان يمتلك هذا الفلاح مزرعة حجمها صغير وكان يبذل مجهودًا لزراعتها حتى يكسب الكثير من الرزق والخير.
لكن هذه المزرعة كانت صغيرة جدًا، ولا يمكنها سد حاجة الفلاح وزوجته وأطفاله.
لذا فكان الفلاح يتمنى أن يحصل على مزرعة أكبر حتى يتمكن من خلالها كسب الكثير من المال، ومنها يوفر ما يحتاجه أطفاله.
في يوما ما أنتشر في القرية خبر إن الحاكم سوف يأتي لزيارتها، وتفقد أحوالها فكان يردد الناس هذا الخبر، حتى وصل إلى الفلاح.
تأثر الفلاح كثيرًا بهذا الكلام وقرر أن يطلب من ملكهم المال الذي يلزمه.
لكي يجعل مزرعته أكبر، وبدأ الناس يجهزون القرية ويستعدون إلى استقبال الملك.
ومقابلته وبدأ الفلاح أيضًا بالاستعداد وقام بتجهيز أفكاره، والكلام الذي سيقوله للملك حتى يقبل أن يساعده.
وعندما جاء اليوم المنشود وحضر الملك، قام الفلاح بمناداة الملك بصوت عال، وقال له “أيها الملك العادل، أريد مساعدتك في شيئًا ما”.
أنتبه الملك له وقال قل ما شئت أيها الفلاح، وأقدم وأخبرني ماذا تريد، همّ الفلاح وأسرع بتخطي حشود الناس حتى يصل إلى الملك.
وأخبره بأنه يعيل أطفاله وزوجته ولا يملك غير مزرعة على أرض صغيرة فيريد منه بعض المال، حتى يتمكن من توسيعها وجعلها أكبر.
حتى يستطيع زراعتها والاستفادة من ثمارها وخيرها ويتمكن من تحقيق متطلبات أطفاله، وجعل حياته أفضل مما هي عليه الآن.
شاهد من هنا: قصة الفيل الصغير والأصدقاء الثلاثة لمحبي الضحك والتسلية
الجزء الثاني من القصة
نكمل الحديث عن قصة الفلاح والملك والتي توضح لنا معنى من المعاني السامية في حياة الإنسان ألا وهي الكرم، وذلك في النقاط التالية:
كما قال الفلاح له أنه يرجوه لكي يمد له يد العون، ويساعده على ذلك حتى ولو بالقليل من المال.
وسيكون شاكرًا جدًا له بسبب فضله ولطفه، ففكر الملك قليلًا في كلام الفلاح.
ولكنه أسرع وجاوبه بالموافقة، ولكنه طلب من الفلاح، أن يعطيه جزءً من الأرز الذي يملكه.
تعجب الفلاح من طلب الملك هذا، وفتح الكيس الذي كان يحمله، وقام بإعطاء الملك حبة واحدة من الأرز.
وعندما أخذ الملك هذه الحبة وخرج من القرية أخذ انطباعًا عن الفلاح أنه بخيل.
وبسبب إعطائه حبة واحدة فقط من الأرز، وعندما رجع الفلاح إلى بيته وهو حزين وبائس.
حكى إلى زوجته ما حدث وأن الملك لم يرفض طلبه وأخذ حبة أرز وغادر، وقال الفلاح إلى زوجته أن تأخذ باقي الأرز.
وتقوم بطهي القليل منه حتى يأكلوا، ولكنه تفاجأ أن بداخل الأرز قطعة من الذهب.
وعندما أدرك الفلاح هذا عرف أن الملك شعر بأنه بخيل فندم الفلاح على إعطاء الملك حبة واحدة من الأرز وتمنى لو أنه أعطاه الأرز كله.
قصة النملة الكريمة وجارتها
في يوم من أيام الشتاء الشديد والأمطار الغزيرة، كان هناك نملة مع صغارها يختبئون في جحر صغير.
حتى يحتموا من شدة الرياح ومياه الأمطار في الخارج ودائمًا ما كان الماء يجرف الطعام، التي كانت تختزنه النملة لصغارها في مثل هذه الأوقات.
وبعد مرور وقت قليل في هذا الحال شعر صغار النملة بالجوع، وبدأوا يقولون لها أنهم يريدون الطعام.
حيث أن الجوع أشتد عليهم وهم لا يمتلكون أيً من الحبوب داخل البيت.
فحاولت النملة أن تخرج من البيت باحثة عن طعام ليأكل أطفالها، ولكنها لا يمكنها البحث في مثل هذه الأجواء فعادت إلى الجحر.
كما هي تملؤها الحسرة والحزن الشديد، ولكنها تذكرت جارتها وقررت أن تذهب إليها.
وتطلب منها بعض الحبوب التي لديها حتى تطعم صغارها، حتى يهدأ الجو ويتحسن.
عندما وصلت إلى بيت جارتها سمعتها تقول إلى صغارها.
“حمدًا لله أننا نملك ما يكفي من الطعام، وإذا تبقى منه شيء زائد عن حاجتنا سوف نقوم بتخزينه”.
فطرقت باب جارتها وانتظرت حتى تقوم بفتحه، وبالفعل فتحت جارتها الباب ووجدتها، وهي مبتلة ويظهر عليها الحزن.
سألت النملة جارتها وطلبت منها إعطائها القليل من الطعام لصغارها حتى ينتهي المطر.
فردت جارتها عليها بالاعتذار وأنها لا تملك أي طعام فائض.
فعادت النملة إلى جحرها وهي في حزن شديد وظلت تنتظر انتهاء المطر مع أطفالها، حتى تتمكن من الخروج بعد انتهائه.
وعندما انتهى المطر خرجت على الفور، حتى تبحث عن الطعام وتخزن الكثير منه من جديد.
الفصل الثاني من قصة النملة وجارتها
نكمل في الحديث عن قصص أطفال قبل النوم عن الكرم، ونشير إلى تكملة قصة النملة الكريمة وجارتها بالخيلة في النقاط التالية:
في يوم آخر ممطر، سمعت النملة الكريمة صوت بابها يقرع، وعندما قامت بفتحه وجدت جارتها التي ذهبت إليها.
وقد جاءت جارتها لكي تطلب منها بعضًا من الطعام الذي تمتلكه، وتحكي لها عن شدة جوع صغارها لكي تتعاطف معها.
ردت النملة على جارتها وقالت لها أنه لا توجد عندها مشكلة في أن تتقاسم طعامها معها.
وأن تأخذ ما شاءت من الحبوب والطعام الذي يكفيها وعرضت عليها مساعدتها وإيصال الطعام معها إلى صغارها.
قامت النملة الكريمة بوضع الكثير من الحبوب والطعام المختلف بكل مودة وحب، حتى تنقلها مع جارتها إلى بيتها.
ردت جارتها عليها وهي في أوج سعادتها وشكرتها على حسن أخلاقها وكرمها، واعتذرت لها عن الذي فعلته معها سابقًا.
وأنها تعلمت منها معنى الصبر والعطاء والكرم، وأنها سوف تزرعه في قلبها، وفي قلب صغارها أيضًا وسوف تقوم بتعليمهم مساعدة الآخرين.
اقرأ أيضًا: قصة شجرة البلوط في القرآن
قصة عن كرم رسول الله
يشهد الكثير من الناس على المواقف التي حدثت بينهم وبين الرسول- صلى الله عليه وسلم، والتي تبين مدى طيبته وكرمه وعطائه ومن ضمن هذه المواقف:
كان سيدنا محمد ذاهبًا لأداء صلاة الجمعة وكانت تفوح منه رائحة المسك، والطيب لأنه كان مرتبًا وجميل وكان يرتدي عباءة جميلة جدًا.
وبعد الانتهاء من تأدية الصلاة قال له أحد الصحابة أن العباءة، التي يرتديها الرسول جميلة جدًا وتعجبه وأنه يتمنى أن يحصل عليها.
فذهب الرسول إلى بيته وأرتدى عباءة أخرى، ثم ذهب إلى هذا الرجل وأعطى له العباءة التي أعجبته.
فشعر الرجل بالإحراج لما فعله الرسول، وطلب منه أن ينسى ما قاله له.
ويقوم بارتداء العباءة ثانيًة، ولكن رفض الرسول أن يقوم بذلك وقدم العباءة إليه بكل حب وطيب خاطر.
قصة كريم والطعام
كان هناك ولد يسمى كريم وكان هذا الولد كريمًا فعلًا، في يوم ذهب كريم إلى المطعم، لكي يشتري شيئًا ما ليأكله.
وبعد أن أخذ الطعام وكان ذاهبًا ليأكله؛ وجد في طريقه فتاة صغيرة تقف مع والدتها.
كما تنظر إلى الطعام الذي يحمله وعلى نظراتها التعبير عن الحزن الشديد بسبب جوعها.
لاحظ كريم ذلك فذهب إلى هذه الفتاة وقدم لها أكياس الطعام التي كانت معه، وبعد محاولات كثيرة من الأم ألا تأخذ الطعام.
ويرفض ذلك وافقت الأم وأخذته وشكرته على تقديمه لهم، وبعد ذلك ذهب مرة أخرى للمطعم لطلب طعام آخر.
وكان قد شاهده صاحب المطعم، فقرر أن يعطيه حق الطعام الذي أخذه وقدمه للفتاة.
وأن يعطيه الطعام الذي يريده الآن مجانًا بسبب كرمه وإعطائه للفتاة الطعام بكل حب.
الدروس المستفادة من القصص
بعد أن تعرفنا على قصص أطفال قبل النوم عن الكرم، والأحداث التي جرت فيهم بالتفصيل.
سوف نتعرف الآن على المغزى والعبرة من هذه القصص من خلال النقاط التالية:
- من قصة الفلاح والملك نتعلم عدم البخل والتحلي بالكرم، مساعدة الآخرين خصوصًا وقت الشدة.
- إذا أصبحنا أصحاب مناصب عالية نستمع إلى شكوى الشعب ومساعدتهم.
- حيث أننا نحصل على الشيء بالقدر الذي نعطيه إلى الآخرين.
- من قصة النملة نتعلم التسامح من النملة التي تسامحت، وتقبلت ما فعلته جارتها.
- مشاركة الطعام والتخلي عن الأنانية، حب الآخرين.
- كذلك مشاركتهم حتى إذا لم يفعلوا ذلك معنا.
- من قصة الرسول نتعلم الاقتداء بالرسول، لأنه خير من نقتدي به.
- كرم الرسول الشديد وحبه لجميع أصحابه.
- من قصة كريم والطعام نتعلم العطاء، والإحساس بالآخرين.
- التفكير في الغير رد الكرم، والعطاء بكرم أكثر منه تقديرًا لصاحبه.
تابع أيضًا: قصة حرب المائة عام بين السنة والشيعة
في هذا المقال تعرفنا على قصص أطفال قبل النوم عن الكرم، والتي تجعلنا نتعمق فيها حتى نتمكن من تنمية الأخلاق النبيلة في الأطفال، كما أنها تساعد الأمهات والمعلمين على تعليمهم الصفات الجيدة للتعلم منها ويسعون إلى تنفيذها.