قصة الغراب والثعلب

قصة الغراب والثعلب هي واحدة من تلك القصص التي تجعل الطفل يسرح بخياله، في عالم مميز يشهد فيه أحداث مثيرة بين كل من الثعلب المكار، والغراب الطيب.

وسيكون الطفل كذلك شاهد على كل الحكم والعبر، التي سوف نستخلصها في نهاية القصة، عن طريق ملاحظة أحداث القصة ذات الخيال الواسع، ومفيدة أيضاً التي يتوارثها الأجيال عن بعضهم البعض.

قصة الغراب والثعلب

تبدأ قصة كل من الغراب والثعلب فور أن نعرف شخصية كل منهما، وتدور أحداث هذه القصة في أحد الأيام المشمسة، في إحدى الغابات البعيدة المميزة بأشجارها العالية.

ونباتاتها النادرة والمميزة، كان يوجد في هذه الغابة مجموعة متنوعة من الحيوانات الجميلة، مثل العصافير التي تزين الأشجار.

والسماء الممتلئة بالغيوم، كان يوجد قط لطيف أيضاً يبحث عن الطعام، وتلعب مع الأصدقاء تحت أشعة الشمس المنيرة والمشرقة.

الغابة كانت تتميز بصوت خرير الماء فيها حيث كان ينبعث هذا الخرير من الأنهار الموجود في مختلف أرجاء الغابة.

وكان يوجد على أحد الأشجار الجميلة بثمارها غراب قبيح الصوت، ولكنه كان نقي القلب.

كان يتميز هذا الغراب بريئة الكثيف داكن اللون الذي يشبه في سواده سواد الليل.

شاهد أيضًا: قصص أطفال قبل النوم قصيرة لنوم سريع وهادئ

مميزات غراب الغابة

أهم ما كان يميز غراب الغابة عن غيره من الغربان الأخرى أنه كان ساذج بشكل مفرط، وكان يتمتع بعفوية شديدة مع الحيوانات الأخرى.

وكان يعتقد أن الحيوانات الأخرى تحب صوته، لذا كان يجمعهم حوله، ويغني له بصوته القبيح كل الانغام الجديدة التي تمكن من حفظها.

لكن لم يكن من الحيوانات إلا أنها تصم أذانها وتهرب بعيداً عن صوت نعيقه، وبقدر ما كان هذا الأمر يحزنه.

ويشعره بالانكسار إلا أنه لم يتوقف يوماً عن محاولة التقرب منهم بصوته، حيث كان يعتقد أن صوته مميز وجميل.

لكن بعيداً عن صوته البشع كان يمتلك سيرة طيبة بين باقي الحيوانات، بالأخص لأنه كان يساعدهم كثيراً.

لنتعرف على شخصية الثعلب الماكر

الغابة كبيرة ويوجد بها حيوانات كثيرة بعضها مفترس، والبعض الآخر ماكر، مثل الثعلب بطل قصتنا المكار.

حيث كان يستغل طيبة وسذاجة بعض حيوانات وطيور الغابة ليخدعهم، ويسرق طعامهم.

خرج الثعلب في يوم من الأيام بحثاً عن الطعام لذا اتجه إلى الأرنب الذي بدوره كان يبحث عن الجزر.

وطلب منه المساعدة، لكن الأرنب كان يعرف نواياه الخبيثة، لذا رمه بالجزر الذي أصابه وأوجعه.

لذا اتجه إلى السنجاب، وفور أن رآه السنجاب أخذ صغاره وذهب إلى جحره، ورماه بقشر البندق القاسية.

وفور أن رآه القرد قادم عليه رماه بالأحجار وقشور الموز، والطعام، وأخيراً بعد الكثير من الضرب، والنهر، التقى الثعلب المكار بالغراب الطيب.

اقرأ أيضًا: قصص مسلية للأطفال قبل النوم

خداع الثعلب للغراب

كان الثعلب قد رأى الغراب وهو يمسك بقطعة جبن ذهبية، لذا فكر في حيلة ماكرة ليأخذ من الغراب هذا الجبن، لذا ذهب حتى يستعد إلى التمثيل، وتقمص دور الثعلب الطيب.

وبدأ في تنفيذ خطته الماكرة وهي أنه قال للغراب، أهذا أنت أيها الغراب الرائع والمميز.

لقد كنت أبحث عنك منذ صباح اليوم، لقد سمعت الكثير عنك وعن صوتك الرائع، والعذب، والرقيق الذي يطرب له  كل الآذان والقلوب التي تسمعه.

لذا استكمل الثعلب حديثه وخطته وقال لقد أتيت إلى هنا، حتى أطلب منك فقط أن تغني لي.

حتى أستطيع أن أسمع صوتك الجميل والمميز، فهل سترتني خائبًا أيها الغراب الطيب؟

رد الغراب على طلب الثعلب المكار

هز الغراب جناحيه السوداوين ليعبر عن إعجابه بكلام الثعلب وفرحته، وبمجرد أن فتح منقاره ليبدأ الغناء.

سقطت قطعة الجبن التي كان يضعها في فمه على الفور على الأرض، لم يهتم الغراب في البداية.

حيث كان كل ما يهتم به هو أن يغني ويطرب الثعلب،  لكنه توقف عن الغناء فجأة، عندما لاحظ أن الثعلب لا ينظر حتى إليه، ولا يستمع إلى غنائه.

بل أخذ قطعة الجبن من على الأرض وذهب مسرعاً بعيداً عنه، بل نظر إلى الخلف، وضحك على ساذجة الغراب، وكان يقفز عالياً فرحاً بنجاح خطته.

حتى أنه قال للغراب بينما يذهب، لقد تمكنت من خادعك يا صديقي بسهولة.

لذا حاول أن تكون أكثر حذرًا خلال خداعي لك المرة القادمة مثل بقية الحيوانات.

شعر الغراب بحزن شديد من حديث الثعلب، وشعر أنه ساذج للغاية، وأدرك حين شعر بالجوع أنه خسر أكله لليوم.

ولكن بالرغم من هذه المشاعر السلبية، لقد تعلم الغراب الدرس، وعرف أنه لن ينخدع بصوته مرة أخرى من الثعلب أو من غيره.

الدروس المستفادة من قصة الغراب والثعلب

نعرض فيما يلي أهم الدروس المستفادة التي نستنتجها من قصة الغراب والثعلب، وهي كثيرة في حقيقة الأمر، ومن أبرزها ما يلي:

  • يجب ألا نتخذ كلام الغرباء على أنه صح مطلق، أو صدق، أو حقيقة.
  • كما يجب أن نفكر جيداً وبعمق في كل ما نسمعه ممن الأشخاص الموجودين حولنا.
  • يجب أن نكون أذكياء، وذلك حتى لا نترك للآخرين فرصة أن يخدعوننا.
  • أن نؤمن بقدراتنا، وأن نحاول أن نعمل على تطويرها على الدوام.
  • ألا نتمادى في الغرور، ونتجنب التفكير في إيذاء الآخرين.
  • صفة الطيبة يجب أن يأتي معها قدر من الحذر والفطنة.
  • أن نؤمن احتياجاتنا اليومية بأنفسنا، وألا تنتظر شيء من الآخرين.

تابع من هنا: قصص أطفال مكتوبة لتعليم القراءة

قصة الغراب والثعلب توضح كيف يمكن أن يستغل الغرباء نقط ضعفك، لكي يتمكنوا من التأثير عليك واستغلالك، لذا يجب أن تكون حذر في التعامل مع نقاط ضعفك.

قصص ذات صلة