قصة مؤمن آل ياسين

قصة مؤمن آل ياسين تتشابه كثيراً مع قصة مسلمي آل ياسر، وقصة بلال بن رباح، وغيرها الكثير من القصص الدينية التي ذكرت في القرآن الكريم، والتي تدعو إلى التوحيد بالله دون شريك له.

وأهمية هذه القصص تكمن في أنها توضح لنا نحن المسلمين الحاليين، كيف يمكن للإسلام وحده أن يقوي من الشخص، ويجعله قادر على تحمل ما لا يمكن أن يتحمله الشخص العادي، سواء من تعذيب أو إساءة أو حتى قتل.

قصة مؤمن آل ياسين

حكاية مؤمن آل ياسين تبدأ كما ذكرت في القرآن الكريم، وبالتحديد في سورة يس.

ومؤمن آل ياسين هو شخص كان يسكن في أحد المناطق البعيدة من القرية، التي ذكرت في سورة ياسين القرية التي رفض أهلها أن يؤمنوا بالله الواحد الأحد.

وكان مؤمن آل ياسين هذا شخص صالح يمتهن مهنة التجارة، وكان يحسن دائماً على الفقراء والمحتاجين.

عندما علم هذا الرجل الصالح بأمر الرسل الذي جاءت إلى أهل القرية لهداية الناس، ودعوتهم إلى عبادة الله الواحد الأحد.

وترك عبادة الأصنام التي لا يعبدون غيرها، وعلم أن أهل القرية نهروا المرسلين.

قرر أن يؤدي الأمانة وأن يقول قول حق يستطيع أن يحاسب عليه يوم القيامة، وذلك بناءً على ما جاء فيما يخص هذه القصة في القرآن الكريم.

حيث قال الله عز وجل “يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ انَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِين، عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ.

لتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ، لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ”.

شاهد أيضًا: قصة السيدة عائشة وحادثة الإفك بالتفصيل

دعوة المرسلين إلى عبادة الله عز وجل

أهل القرية التي ذهب إليها المرسلين والتي كان يسكن في أحد ضواحيها مؤمن آل ياسين هي قرية تسمى أنطاكية.

موجود الآن في تركيا، وكان أهلها يتبعون ملة آبائهم وهي عبادة الأصنام، حيث كان يسجدون إلى هذه الأصنام.

ويطلبون منها كل ما يريدون من أرزاق وأموال وصحة، وكان يعبدونها، ويدعونها من دون الله.

لذا أعطاهم الله سبحانه وتعالى فرصة ثانية، وأرسل إليهم مرسلين من الرسل والأنبياء.

وذلك حتى يدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، وترك عبادة الأصنام.

ولكن أهل هذه القرية الكافرين رفضوا ما جاء به الأنبياء، وأصروا على عبادة ما عبده آبائهم.

وهذا ليس كل شيء، حيث كان أهل القرية يقتلون الرسل، بعد أن يكذبوهم بحجة أنهم بشر مثلهم، وأنهم على ضلال.

مؤمن آل ياسين خير سكان قرية المرسلين

مؤمن آل ياسين كان أحد سكان أهل القرية الكافر أهلها، قرر هذا الشخص أن يتدخل ويدعو أهل القرية بنفسه عندما علم أنهم لم يصدقوا ما جاء به المرسلين.

فهو نفسه كان يؤمن بالدعوة وشهد أن لا إله إلا الله، لذا قرر أن يساعد المرسلين على إقناع أهل القرية، ونشر دعوة الدين الحق.

بدأ مؤمن آل ياسين في إقناع أهل القرية ونشر دعوة المرسلين بأسلوب هادئ ولطيف.

غير حاد بالمرة، لكن دون جدوى، أصر أهل القرية على موقفهم.

بالرغم من أن المرسلين لم يطلبوا منهم شيء في المقابل ليصدقوا ما جاءوا به سوى أن يعبدوا الله الواحد الأحد.

مقتل مؤمن آل ياسين

لكن في النهاية وبعد كل هذا الجهد لم يصدق أهل القرية مؤمن آل ياسين، بل قاموا بقتله أيضاً.

ويقول مفسرين القرآن الكريم أنه بالرغم من موته مقتول، وبعد أن رأى النعيم الذي ينتظره في الآخرة والجنة، كان يتمنى أن يؤمنوا بالله عز وجل.

حيث قال الله سبحانه وتعالى “إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ، قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ”.

وبعد أن قتل القوم الكافر مؤمن آل ياسين قد أرسل الله عز وجل لهم عذاب أليم.

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل كاملة

قصة مؤمن آل ياسين في القرآن الكريم

جاء ذكر قصة مؤمن آل ياسين في القرآن الكريم بالتفصيل على النحو التالي فى قوله تعالى:

“وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ* اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ* وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون*.

أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ* إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ* إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ*

قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ* بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ* وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ”

قال تعالى: “وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجل يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعوا الْمرْسَلِينَ*

اتَّبِعوا مَن لَّا يَسْأَلكمْ أَجْرًا وَهم مّهتَدونَ* وَمَا لِيَ لَا أَعْبد الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ ترْجَعون*.

أَأَتَّخِذ مِن دونِهِ آلِهَةً إِن يرِدْنِ الرَّحْمَـن بِضرٍّ لَّا تغْنِ عَنِّي شَفَاعَتهمْ شَيْئًا وَلَا ينقِذونِ* إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مّبِينٍ* إِنِّي آمَنت بِرَبِّكمْ فَاسْمَعونِ*

قِيلَ ادْخلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمونَ* بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمكْرَمِينَ*

وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كنَّا منزِلِينَ”.

الدروس المستفادة من قصة مؤمن آل ياسين

إن الدروس والعبر المستفادة من حكاية مؤمن آل ياسين كثيرة للغاية، ومن أهمها ما نذكره فيما يلي:

  • الدعوة إلى الحق يجب دائماً أن تتم بأسلوب لطيف وغير حاد.
  • مخاطبة المعارضين أو غير المتفقين مع رأيك بأسلوب مقنع.
  • نيل الشهادة في سبيل الله يعتبر أمر عظيم.
  • نشر الدعوة ليست حكراً على الأنبياء والرسل.
    • بل هي حق وواجب على جميع المؤمنين.
  • كذلك الموت في سبيل الله يكون جزاؤه جنة في الآخرة، ورحمة ومغفرة من الله عز وجل.

تابع من هنا: قصة نملة سليمان للأطفال

قصة مؤمن آل ياسين من القصص المميزة والمؤثرة للغاية في القرآن الكريم، وذلك لأنها توضح كيف قرر شخص عادي أن يضحي بحياته من أجل نشر الدعوة للحق، والتأكيد على أن الله سبحانه وتعالى هو الإله وحده لا شريك له.

قصص ذات صلة