قصص من التاريخ الإسلامي

قصص من التاريخ الإسلامي التي امتدت كثيراً عبر قرون وتم نقلها من جيل إلى جيل، حيث يعتبر التاريخ الإسلامي من الفترات، التي كانت مليء بالكثير من القصص الجميلة والتي يحتذى بها.

وتم البدء في تأريخ التاريخ الإسلامي منذ بداية بعثة النبي صلى الله عليه والسلام، وبعد ذلك مر العديد على التاريخ والأمة، والدولة الإسلامي التي تأسست في المدينة المنورة، التي حكمها النبي صلى الله عليه وسلم.

قصص من التاريخ الإسلامي

التاريخ الإسلامي بدأ في الازدهار منذ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حتى آخر معاقل الدولة الإسلامية.

وخلال هذه الفترة حدث العديد من الأحداث التي خلَدها التاريخ، حيث أصبح لدى الأمة الإسلامية العديد من قصص التاريخ الإسلامي.

وذلك بفضل عملية النقل المتوارثة بين العلماء والمؤرخين وبفضل جهودهم العديدة.

مثل على ذلك كتب الإمام ابن جرير الطبري مثل “تاريخ الرسل والملوك”.

وكذلك كتاب الإمام الذهبي “تاريخ الإسلام”، بالإضافة إلى كتاب الإمام ابن كثير الدمشقي “البداية والنهاية”.

قصة الإسراء والمعراج

تعتبر قصة أو حادثة الإسراء والمعراج من أهم القصص التي تناقلتها الأجيال على مر السنوات، وهي مأخوذة عن رواية صحيحة.

وذلك لأنها ذكرت في القرآن الكريم، ولهذا فهي تتميز بمكانة مميزة في نفوس المسلمين.

وما حدث مع النبي عليه أفضل الصلاة والسلام هو أنه أسْرِيَ ليلًا من مكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية إلى بيت المقدس في فلسطين، بمعنى أنه انتقل خلال الليل من مكة المكرمة إلى القدس.

وخلال رحلته عرجَ به إلى الملأ الأعلى، وبالتحديد عند سِدرة المنتهى، بمعنى أنه صعد إلى مكان عالي للغاية في السماء.

وجاء ذكر هذه الحادثة المميزة في سورة الإسراء في القرآن الكريم في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.

تعتبر رحلة الإسراء والمعراج من أهم ما جاء في القرآن الكريم لسبب، وهو أنها تعتبر أعجب رحلة في التاريخ.

وذلك لأن فيها نقل الله سبحانه وتعالى رسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – هو نفسه بجسده من مكة المكرمة إلى بيت المقدس.

وخلال هذه الرحلة تنقل الرسول بين السماوات العلا، وبعدها عاد إلى بيت المقدس مرة أخرى، ومنه إلى مكة، وكل هذا حدث خلال جزء بسيط من الليل.

شاهد أيضًا: قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع النمل

تكذيب قريش للرحلة الإسراء والمعراج

تعامل أهل قريش مع الكلام الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام بالاستهزاء، بل حتى أن البعض قام بالافتراء عليه بالكذب.

والبعض ادعى أنه يعاني من الخرف، ولكن النبي-صلى الله عليه وسلم- تمكن من إثبات صحة ما حدث لهم عند طريق قيامه بوصف أحد القوافل.

التي كانت عائدة من بيت المقدس إلى مكة لهم، حتى أنه ذكر لهم ماذا كانت تحمل هذه القوافل.

لكن كالعادة ادعت قريش الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم واتهم بالباطل، وقيل عنه أنه ساحر.

بينما تميزت هذه القصة كذلك برد فعل أبي بكر الصديق رضى الله عنه الذي أظهر أنه صدق كل كلمة خرجت من فم الرسول عليه الصلاة والسلام.

حيث عندما كان يسأله كفار قريش عن حادثة الإسراء والمعراج، وكانوا ينتظرون منه التشكيك أيضاً في كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-.

جاء رده وكان صاعقاً بالنسبة لهم حيث قال لهم “إن قالها، فقد صدق.

قصة عدل عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب كان أحد خلفاء المسلمين، وكان صحابي جليل، وكان يعرف عنه العدل، حيث كان يلقب بالخليفة العادل.

وبهذا يكون سطر العدل أسمه وصفته، ومن أهم القصص التي تظهر مدى عدل سيدنا عمر بن الخطاب خلال خلافته.

فهي تلك القصة التي تنص على  أنّ أمير جيشه كان متجه نحو بلاد فارس.

وبينما كان يذهب أمر أحد الجنود بأن ينزل في نهر شديد البرودة، وذلك حتى يرى طريقاً، حتى يتمكن الجيش من العبور من خلاله.

وفور دخول هذا الرجل النهر أخذ يصرخ من شدة برودته، وقال: “يا عمراه يا عمراه”، حتى وصل به الأمر إلى أنه مات من شدة البرودة.

وصلت القصة والخبر إلى عمر بن الخطاب، وعندما بلغه ذلك قال: “يا لَبَيَّكَاه يا لَبَّيْكَاه”، وعلى الفور أمر بعزل أمير هذا الجيش.

قصة وامعتصماه

يرجع تاريخ قصة امعتصماه إلى فترة حكم المعتصم بالله.

وهو إبراهيم بن هارون الرّشيد، وهو خليفة عباسي تولى خلافة المسلمين بعد وفاة أخيه المأمون.

وتدور أحداث القصة حول أنه سمع خبر أسر امرأة شريفة في مدينة عمورية، بالتحديد عند أحد علوج الرّوم.

وهو الذي بدوره صفع المرأة على وجهها، لذا أخذت تصرخ مستنجدة بالمعتصم بالله وتقول: “وامعتصماه”.

لذا عندما علم المعتصم بأمر هذه القصة ترك الكأس الذي كان يحمله في يده.

وقال نصاً: (والله لا شربته إلا بعد فك الشّريفة من الأسر وقتل العِلج).

لذا خرج المعتصم في صباح اليوم التّالي ومن هناك انطلق نحو عمورية غازي.

وكان الجو بارد مثلج في ذلك اليوم، وخرج على رأس جيش مكون من سبعين ألف فارس.

وبالفعل وصل وحاصر عمورية حتى تمكن من فتحها قسراً.

لذا دخلها وهو يقول: “لبيكِ لبيكِ”، وفك أسر المرأة الشريفة وقتل العلج الذي أسرها وعذبها.

قصة خديجة والوحي

تعتبر قصة خديجة رضي الله عنها من القصص المهمة للغاية في التاريخ الإسلامي، لأنها تعلن عن بدايته.

وذلك لأنها توضح موقف السيدة خديجة تجاه الوحي الذي نزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

حيث تبدأ القصة بعودة الرسول في يوم من الأيام من غار حراء، وكان يبدو عليه ملامح الرعب والخوف.

وكان في حالة من الهلع، لذا جلس بجانب خديجة زوجته، وقال له ما حدث معه في الغار.

وقال له عن حديث جبريل له بأنه رسول الله، لذا ما كان من خديجة أم المؤمنين إلا أنها هدأت من روعه.

وقالت له: (أَبْشِرْ يَا ابْنَ عَمِّ وَاثْبُتْ فَوَالَّذِي نَفْسُ خَدِيجَةَ بِيَدِهِ! إنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ نَبِيَّ هَذِهِ الأُمَّةِ).

كان المقصد من كلام السيدة خديجة للرسول هو أن تبين له أنها على علم بأن سيكون هناك نبي من هذه الأمة.

وبعد ذلك ذهب إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وروت له ما حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهو بدوره لم يشكك في القصة، وأكد على كلام السيدة خديجة.

بالأخص وأن صفات نبي الأمة المنتظر تنطبق على صفات الرسول صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: قصص الأنبياء مبسطة للأطفال

قصة عمر بن عبد العزيز

يعتبر عمر بن عبد العزيز واحد من أشهر الشخصيات في التاريخ الإسلامي فهو لم يتمتع فقط بالعدل، والحكمة، والحنكة السياسية والاقتصادية.

بل أيضاً عرف عنه النزاهة والزهد، لدرجة أنه لم يكن هناك فقراء في عهده.

ولعل أهم شيء يميز قصته هو أنه خلال فترة حكمه كان هناك نقطة تحول كبيرة في حياته، حيث فُتِحَ أمامه جميع زخارف الدنيا.

وكان يستطيع أن يفعل مثل بقية الخلفاء الآخرين أن يأخذ ما يشاء دون حساب، لكنه علم أن الله موجود ويراقب.

وهذا الإحساس كان كفيل لعمر بن عبد العزيز أن يحوله إلى خير الخلفاء، وذلك لأن هذه اللحظة السارقة كانت بمثابة لحظة استفاقة بالنسبة إلى عمر.

شعر فيها بالخوف، وذهب فيها إلى العدل ليتقي الشبهات، فهو كان يعامل الله لا العباد.

يظهر الجمال في قصة عمر بن عبد العزيز عند موته، حيث عندما وصل النبأ إلى ملك الروم لاحظ الحشية أن إمبراطور الروم يبكي بكئاً شديداً تعجب له الناس.

وعندما سأل عن السبب رد مجيب: “ماتَ والله رجلٌ عادلٌ، ليس لعدله مثيلٌ.

وليس ينبغي أنْ يَعجبَ الناس لراهبٍ ترك الدنيا، ليعبدَ الله في صومعته، إنما العجبُ لهذا الذي أتته الدنيا، حتى أناختْ عند قدميه، فأعرض عنها”.

قال مالك بن دينار -رحمه الله- عن عمر بن عبد العزيز: “الناس يقولون عنِّي: زاهد، إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها.”.

وعندما أصبح خليفة، خير زوجته بين الذهب والجواهر والزُّمُرُّد ومتاع الدنيا، وبين الخليفة عمر بن عبد العزيز، فاخترته رحمها الله.

الدروس المستفادة من قصص من التاريخ الإسلامي

نعرض فيما يلي أهم الدروس المستفادة من قصص التاريخ الإسلامي:

  • التعرف على طرق أعداء الإسلام في محاربة الأمة الإسلامية.
  • تتبع السنن والقوانين الربانية، التي وضعها الله للتحكم في هذا الكون.
  • يمكن استخراج العديد من الدروس التربوية من التاريخ الإسلامي.
  • نستفيد منها في الاتعاظ والاعتبار بما حدث إلى الأوليين:
    • كما في قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ}.
  • تفسير الأحداث والوقائع من منظور إسلامي.

تابع من هنا: قصص الأنبياء في القران

قصص من التاريخ الإسلامي يجمع بينها رابط واحد وهو الإسلام الدين الحق، ومن خلاله يستطيع المسلمين معرفة كيف يمكن توظيف تعاليم الإسلام في الحياة السياسية، والاجتماعية وغيره.

قصص ذات صلة