قصص عن الصبر من حياة الصحابة

قصص عن الصبر من حياة الصحابة التي ضربت لنا أعظم الأمثال في الصبر على المِحن والشدائد، حيث أن الصبر يعد من أعظم الصفات، والخصال الحميدة، وهو أيضًا من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، لذلك سوف نسرد لكم من خلال مقالنا هذا مجموعة من قصص عن الصبر من حياة الصحابة.

قصص عن الصبر من حياة الصحابة

من أبرز الأمثلة التي تدل على الصبر قصة صبر الصحابي الجليل بلال بن رباح، وتتمثل تلك القصة فيما يلي:

قصة صبر بلال بن رباح رضي الله عنه

تعرض الصحابي بلال إلى أشد أنواع العذاب، ولكنه كان يصبر، ويحتسب صبره عند الله، ومن أبرز هذه المواقف الآتي:

  • كان أمية بن خلف يذهب إلى بلال في وقت حمية الشمس، ويقوم بإلقائه على الأرض، ويأمر رجاله أن يضعوا الصخرة فوق صدره.
  • ويأمره أن يشرك بمحمد والرسالة التي أتى بها أو يتركه ملقى على الأرض كي يموت.
  • ولكنه كان صامدًا، وأخذ يردد أحد أحد، وظل على إيمانه مقابل هذا العذاب، وهو من السبعة الأوائل الذين اتبعوا الرسول وآمنوا بالإسلام.
  • .بدأ الرسول، ومعه أبو بكر يدافع عنه، ويمنعهم من إلحاق الأذى بـ بلال.
  • قام المشركين بالسير به، وعلى صدره الصخرة ويطوفون به داخل مكة، ولكنه كان غاية في القوة والصمود، وأخذ يقول كلمته الشهيرة أحد أحد.
  • ثم أصبح بعد ذلك مؤذن الرسول، وأول مؤذن في الإسلام.

شاهد أيضًا: قصة مالك بن دينار وابنته

الدروس المستفادة من قصة صبر بلال بن رباح

هناك بعض العبر التي يجب إدراكها من هذه القصة، من أهمها ما يأتي:

  • أن الصبر على أقدار الله، والابتلاءات المؤلمة من أعظم العبادات التي يحبها لله عز وجل.
  • التضحية في سبيل الله هي خير الأمور، وباب من أبواب الدخول إلى الجنة.
  • التحلي بصفة الصبر دائمًا، حيث يعد الصبر من شيم الإسلام، والصبر على كل شيء في الفقر، والشدائد، وغير ذلك.

قصة الصحابية أم سليم رضي الله عنها

صبر أم سليم بعدما فقدت ابنها قرة عينها من القصص العظيمة والجليلة التي يمكنا سردها لكم في موضوع الصبر، وهي كالتالي:

  • كانت أم سليم زوجة أبا طلحة، وكان لديهما ولد يطلق عليه أبو عمير.
  • كان أبو طلحة مسافرًا، ومرض أبنهما مرضًا شديدًا حتى توفاه لله.
  • قامت أم سليم بغسله، وتكفينه، ووضعت عليه ثوبها.
  • أخبرت النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن لا يخبر زوجها حتى يعود، وتخبره هي.
  • وعندما عاد زوجها أبا طلحة، وكان صائم تزينت له، ووضعت له الطعام، وسألها عن ولده، وأخبرته أنه تعشى، وذهب إلى النوم.
  • تحدثت أم سليم مع زوجها وقالت له” إذا رأيت أهل بيت أعاروا أهل بيت آخر امرأة عارية، فطلبها أصحابها هل يردونها أم يحبسونها” فرد عليها يردونها.
  • ثم قالت له فيما بعد احتسب أبا عمير، وثار غاضبًا إلى رسول الله، وحكى له ما قالته زوجته، ودعا لهما الرسول.
  • وصار عمار من الصحابة العظماء، وبدء يذهب في العديد من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم.

الدروس المستفادة من قصة أم سليم

نتعلم من القصة بعض الدروس التي يجب العمل بها في الحياة، ومن هذه الدروس ما يأتي:

  • الصبر على أشد الابتلاءات، والعلم أنها اختبارات من الله عز وجل.
  • اليقين أن الله ما يضع أحد تحت الابتلاء، إلا وله حكمة من ذلك.
  • التأني، وعدم التسرع عند التعرض إلى الابتلاءات، لمنع التعرض للعديد من الأمور الخاطئة التي قد تحدث بعد ذلك.
  • وراء كل ابتلاء، وصبر فرحة كبير ورضا من الله سبحانه وتعالى سيدركه العبد مع مرور الوقت.

قصة صبر آل ياسر رضي الله عنهم

تعد هذه القصة خير مثال يزرع الصبر في قلوب المسلمين جميعًا، وتتمثل أحداثها كالاتي:

  • آل ياسر، وهم الأب ياسر، وولده عمار ووالدته سميه.
  • دخلوا عائلة آل ياسر في الإسلام، واتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • بعد إسلامهم تعرضوا إلى أشد أنواع التعذيب من قِبل المشركين بالأخص قبيلة بنو مخزوم.
  • بالرغم من تعذيبهم تمسكوا بإيمانهم، واحتسبوا صبرهم، وتعذيبهم عند الله سبحانه وتعالى.
  • وعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جزاهم بما صبروا الجنة.

الدروس المستفادة من قصة آل ياسر

تمنح هذه القصة بعض الأمور الهامة في نفوس المسلمين، وهي:

  • قوة الإيمان بالله عز وجل لها جزاء عند الله ألا، وهو الجنة.
  • من يصبر ولا يجزع، وقت الشدائد يعدْ من الذين يرضى الله ورسوله عنهم، ويكافئهم بما صبروا.
  • يضعنا الله في كثير من الصعاب اختبار إلى المؤمن حتى يصبر، ولا يضعف إيمانه مثلما يضعف الكثير.
  • يجب معرفة أن الله خلقنا في هذه الحياة، وأنها يوجد بها ما يكفي من التعب، ويجب الصبر حتى يوفون أجرهم يوم الحساب.

قصة عن صبر عبدالله بن حذافة

لقد ذكرت قصة عبد الله بن حذافة في كثير من الكتب الدينية، وهي كالتالي:

  • بدأت قصة عبد الله بن حذافة عندما قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمحاربة الروم، وقام بتجهيز الجيش لإرساله لمحاربتهم.
  • كان من بين جيش المسلمين عبد الله، واستمر الجيش في محاربة الروم فترة طويلة.
  • أخذ يبحث القيصر، وهو ملك الروم في ذلك الوقت عن السبب وراء صمود المسلمين، وصبرهم طوال هذه المدة.
  • بدء القيصر يفكر في خطة أخرى لمحاربة المسلمين حتى قرر أن يأخذ أسيرًا من جيش المسلمين، وأمر جيشه بإحضار هذا الأسير.
  • كان هذا الأسير هن عبدالله بن حذافة، وقام الجيش الرومي بتقييده، ووضعوه أمام القيصر.
  • لقد وجد فيه ملك الروم كثير من الدهاء الشديد، وأخذ يأمره أن الجيش، ويبعد عن الإسلام، حتى يقوم بإخراجه.
  • رفض عبد الله فعرض عليه ملك الروم أن يعطيه نصف ما يملك من الأموال، فرفض بن حذافة، فأخذ يعرض عليه كل ما يملك، ويضعه في الحكم معه.
  • قام بن حذافة بالرد عليه وقال” والله لو أعطيتني ملكك وملك آبائك وملك العرب، والعجم على أن أرجع عن ديني طرفة عين ما فعلت”.
  • ثار قيصر من فعل بن حذافة كثيرًا، وأخذه يهدده بالتعذيب الشديد حتى يخاف منه، كان غاية في الصمود، ولم يطرف له رمش.

اقرأ أيضًا: قصة الهجرة النبوية الشريفة

ماذا حدث لـ عبدالله بن حذافة بعد ذلك

لقد كان يزيد غضب قيصر حاكم الروم، وأخذ يفكر ماذا يفعل معه حتى أمر بالآتي:

  • أمر قيصر جيوشه بأن يضعوا عبد الله على مكان رمي السهام حتى يرموه بها.
    • ولكن ذلك تهديد له فقط، حتى يعود عن دينه.
  • ولكن عبد الله كان يستعد للموت في سبيل الله، وفي سبيل دينه.
    • وأمر قيصر بوضعه في السجن دون طعام أو شراب.
  • بدأوا يضعون له لحم الخنزير، والخمر، حتى يأكل حرام.
    • وهو يعلم أنه إذا تناوله في هذا الوقت أحله الله له، ولكنه رفض تناوله، وظل بدون طعام.
  • أرسل له قيصر امرأة رائعة الجمال حتى يقع في الفاحشة، ولكنه لم ينظر إليها، حتى ذهبت من عنده غاضبة.
  • لم يتوقف قيصر عن محاولاته، حتى يعود بن حذافة إلى النصرانية.
    • وأمر بإحضار قدر به زيت مغلي حتى يلقيه به.
  • بدء حذافة بالبكاء عندما وضعوا شعره في الزيت، حتى شعر القيصر بالسعادة.
    • وقال له أترك الإسلام، وأعطي لك ما قولته لك.
  • وأخذ يسأله ما يبكيك فقال له عبد الله بن حذافة أنه لو يوجد بعدد شعره أشخاص منه لأراد أن يلقيهم في هذه النار حتى تكون في سبيل الله.
  • فطلب منه قيصر أن يقبل رأسه فوافق حذافة بعدما وعده أن يفك أسره هو وباقي الأسرى، ووافق على هذا.

الدروس المستفادة من قصة عبدالله بن حذافة

نرى في قصة عبد الله بن حذافة أهم العبر على اليقين بالله والصبر بالرغم من الصعاب التي مر بها، ومن أهمها ما يلي:

  • الثبات أمام الشدائد، واليقين أن كل ما نمر به هو خيرًا من عند الله.
  • نرى كيف صبر حذافة أمام أشد أنواع العذاب الذي مر به حبًا في الإسلام، ولإرضاء دينه، ونفسه أمام الله.
  • من يتمعن في دينه، ويعلم الخير الذي يكتبه لنا الله وراء كل مصائب لظل الإنسان يحمد ربه في كل وقت، وحين.
  • من أهم الدروس لقصة حذافة هي كيف على المؤمن أن يكون في أتم استعداده، حتى يضحي بنفسه في سبيل الله دون خوف أو تراجع.
  • الإيمان بأننا مسخرون في الأرض لعبادة الله وحده لا شريك له.
  • أن يحمد الإنسان ربه في كل وقت أنه خلق مسلمًا بدون صراع أو حروب، مثلما حارب الكثير من الصحابة، والمسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشر دعوة الإسلام.
  • أن يكون الصبر هو مفتاح الحياة، والتعامل به في كافة أمور حياتنا فكما قيل لحظه صبر تمنع ألف غضب، وتمنع كثير من الأمور التي نندم عليها فيما بعد.

اقرأ من هنا: قصص عظماء الإسلام

قصص عن الصبر من حياة الصحابة من أروع الأمثلة التي تحثنا على الصبر على الأقدار والابتلاءات المؤلمة، وأن يرضى الانسان بما كتبه الله له فإن كان خيرًا أو شرًا فليحمد الله في كل وقت، ويتخذ من هذه القصص العبرة، والأمثلة الكثيرة التي تحث على الصبر والرضا.

قصص ذات صلة