قصص عن رحمة الله بخلقه
قصص عن رحمة الله بخلقه التي لا يوجد مسلم على وجه الأرض إلا وهو يرجوها، فهي بمثابة أمله الوحيد الذي به، سوف يتمكن الشخص من السير في الحياة بشكل طبيعي.
وكذلك يضمن مكان أمان له في الآخرة، الرحمة هي التي تساعد الشخص في العيش في سلام، ويجب أن نعرف أن رحمة الله سبحانه وتعالى واسعة الكون، فهي تزيد عن مقدار رحمة الأم بأبنها.
قصص عن رحمة الله بخلقه
يوجد قصة جميلة في التراث الإسلامي توضح لنا مدى رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده.
حيث كان خير راعي لكل من الصبي وأمه، حيث ذكرت هذه القصة عن ابن القيم رحمه الله.
وهي قصة تناقلت عن العارفين، فبينما كان يمشي شخص في إحدى الطرقات رأى باب أحد البيوت يفتح.
ويخرج منه صبي صغير وكان يبكي ويستغيث، وكانت الأم تطرد الولد حتى خرج من المنزل، وبعدها أغلقت باب المنزل في وجه الفتى، ودخلت إلى المنزل.
مشى الصبي بضع خطوات، وكان يفكر ماذا يفعل فهو يعلم أنه ليس له مأوى سوى داره مع أمه.
لذا عاد إلى البيت مرة أخرى وكان قلبه مكسور، ويعلو على وجه علامات الحزن.
وكان الضيق يخيم عليه، ولكنه وجد أن الباب لا يزال مغلق، لذا نام على عتبة الباب.
وكان يضع يده تحت خده، خرجت الأم على حين غرة وعندما رأت الصبي ابنها حزنت كثيراً ورأفت به.
وألقت بنفسها عليه وكانت تقبله، وبعدها بكت، وأخذت تقول له: “يا ولدي، أين تذهب عني؟ ومن يؤويك سواي؟
أكملت الأم حديثها وهي تقول ألم أقل لك: لا تخالفني يا ولدي، ولا تحملني على فعل هذا بمعصيتك لي.
فإن خلقت لأكون رحيمة بك، وشفقة عليك، وأن أريد الخير كل الخير لك، وبعدها أخذت الصبي ودخلت إلى المنزل.
وهذه القصة تبين أن الله خلقنا حتى نكون رحمين ببعضنا البعض.
شاهد أيضًا: قصص أطفال مصورة عن المدرسة
قصة الرجل الهرم ونبي الله محمد
يوجد قصة جميلة من السنة النبوية الشريفة وهي قصة عن رجل كبير في السن.
حيث جاء إلى الرسول معلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم ليسأله عن رحمة ربنا.
وجاء ذكرها في العديد من كتب التفسير والحديث، وتدور أحداث القصة.
حول أنه كان هناك في يوم من الأيام رجل هرم طاعن في السن.
لديه حاجبان ساقطان عن عينيه، وكان يتكئ على عصاه، حتى وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قام الرجل الهرم بين يديه، وقال له: أرأيت رجلًا قام بالذنوب كلّها، ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلّا وقد فعلها.
وعلى كثرة ذنوبه وخطاياه فإنّه لو قسّمت على أهل الأرض لأهلكتهم، فهل يقبل الله تعالى توبته.
فسأله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هل أسلمت، فأجاب بالموافقة ونطق الشهادتين.
فقال له رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه إذا فعل الخيرات، وترك السيئات فسيعفو الله عنه، ويجعلها له خيراتٍ كلّها.
استفهم الرجل مجددًا إن كان الله تعالى سيغفر له أفعاله السيئة الماضية، فردّ عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالموافقة.
فراح الرجل يُكبّر الله وظلّ هكذا حتّى توارى، فرحًا بهذه البشرى والرحمة الربّانية التي تسع كلّ شيء.
قصة رحمة الله بخبيب بن عدي عند أسره
تبين هذه القصة حقيقة أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يرزق عباده المتوكلين عليه، وجاءت قصة خبيب بن عدي رضي الله عنه في صحيح البخاري.
حيث كان خبيب ضمن أفراد سرية قام الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسالها، وعندما كانت هذه كانت السرية بين عسفان ومكة علم بأمرها الكفار.
لذا لحقوا به، وبالفعل أدركوهم، وبعد ذلك قاموا بالإحاطة بها وعرضوا عليهم العهد والميثاق.
لكن الكفار رفضوا العهد والذمة، وقتلوا جميع الرجال، ولم يتبق من هذه السرية إلا خبيب ورجل آخر.
لذا قام الكفار بتقييد كل منهما واخذوهم إلى مكة وقيّدوهم، وقاموا ببيعهم هناك.
وكان الشخص الذي اشترى خبيب هو بنو الحارث الذي قاتله خبيب يوم بدر، لذا أخذ أسير وكانوا عازمين على قتله مرة أخرى.
روى عن أحد بنات الحارث أن خبيب بينما كان في الأسر كان يأتي إليه الرزق، دون أن يعرفوا من أين، حتى أنها شاهدته في يوم يأكل العنب.
ولم يكن في مكة يومئذ ثمرة عنب واحدة، لذا كان أغلب الظن أن رزقه كان يأتيه رحمة من عند ربه.
فالله سبحانه وتعالى يتولّى عباده الصالحين في جميع الأحوال، سواء في السراء أو الضراء.
وعندما كانوا على وشك أن يقتلوه خرج به من الحرم، لكن قبل أن يموت طلب منهم أن يصلي ركعتين.
وبهذا كان هو أول شخص يسن سنة صلاة الركعتين قبل القتل، وبعد ذلك عاد إليهم وقتله بن الحارث.
قصة إرضاع المرأة السبية لولد من السبي
جاء ذكر قصة المرأة السبية في صحيح البخاري، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قدم على سبي.
فرأى امرأة تحلب ثديها وإذا وجدت طفلًا رضيعًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته.
فسأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه إن كانوا يظنّون أنّ مثل هذه المرأة الرحيمة.
قد تقوم بإلقاء ابنها في النار، فردّوا عليه بالنفي، فهذا لا يُتصوّر، فأخبرهم أنّ الله تعالى أرحم بعباده من هذه الأم بولدها.
قصة خوف المرأة من دهس طفلها
جاء ذكر القصة التي خشيت على ابنها من الدهس فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مرّ ببعض أصحابه.
وكان هناك طفل على الطريق، فلمّا رأت أمّه اقتراب الدواب خشيت عليه أن يوطأ ويصير تحت أقدام الدواب.
فسعت إليها بشفقة وحنان وهي تقول ابني ابني وحملته.
فقال الصحابة الكرام لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، هل يمكن لهذه الأم أن تُلقي بابنها في النار.
فأجابهم بالنفي، وبأنّ الله تعالى لا يُلقي حبيبه في النار أيضًا.
وهذه القصة توضح مدى رحمة الله بعباده أحبابه ومطيعي أمره والصالحين والمؤمنين، فالحمد لله والشكر لله سبحانه وتعالى.
رحمة الله لنوح من عقوق ابنه
قديم الزمان أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا نوح حتى يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، واتبع دعوة سيدنا نوح الكثيرين من القوم.
ولكن الأكثر لم يؤمن، وبعد أن زادت حدة الأمور بين نوح عليه السلام، وقومه أمره الله ببناء السفينة التي سوف يبحر بها هو المؤمنين من قومه قبل أن يأتي عذاب الله الطوفان.
لذا بنى سيدنا نوح السفينة وكان بها من كل المخلوقات اثنين، عندما هم نوح بالرحيل فوجئ بعقوق ولده وعصيانه له.
لذا أصر عليه وأمره بالصعود إلى السفينة للامتثال إلى أوامر الله عز وجل والنجاة.
ولكن ولده أصر على الرفض، حتى أنه قال لأبيه نوح في القرآن الكريم “سآوي إلى جبل يعصمني”.
خاف سيدنا نوح على ابنه غضب الله سبحانه وتعالى، ولكن الله عز وجل بالطوفان حمى نوح من ابن عاق.
وقال له مهون عليه أن ابنه ليس من عمله، بل هو عمل غير صالح، وبالفعل مات الولد لأنه لم يستمع إلى أوامر الله ولم يمتثل إليها.
ولم يطيع والده، ولكن سيدنا نوح كسب نفسه، وكسب إيمانه ووحدانية الله عز وجل.
اقرأ أيضًا: قصة النبي زكريا للأطفال
قصة رحمة الله لإسماعيل وأباه إبراهيم
أوحى الله إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام بأن يقوم بذبح ابنه إسماعيل خلال رؤيا، وبعدها تردد سيدنا إبراهيم كثيراً بذبح ابنه.
لذا دعا ربه بأن يوفقه إلى ما فيه الخير والصالح، لذا ذهب إبراهيم إلى ابنه وقص عليه الرؤيا التي رآها.
وما كان من سيدنا إسماعيل عليه السلام إلا أنه شجع أبيه على طاعة أوامر الله، واستقبل أمر الرؤيا بشجاعة وتقبل أوامر الله.
كان القرار النهائي هو ذبح سيدنا إسماعيل علي يد أبيه إبراهيم، ولكن عندما هم إبراهيم لذبح ابنه.
كانت رحمة الله حاضرة حيث فداه الله بكبش عظيم، لذا بدلاً من أن يذبح سيدنا إسماعيل ابنه ذبح الكبش.
وبهذا حفظ الله سبحانه وتعالى سيدنا إسماعيل، ورحم سيدنا إبراهيم من صعوبة هذه المنحة.
الدروس المستفادة من قصص عن رحمة الله بخلقه
ذخرت السنة النبوية الشريفة بالعديد من الأحاديث التي رويت عن الرسول عليه الصلاة والسلام، والتي توضح لنا مدى رحمة الله بعباده، ومنها نتعلم ما يلي:
- نتعلم من هذه القصص واقع إيماني لا يوجد به شك وهو أن “رحمة الله وسعت كل شيء”.
- كذلك نتعلم أننا كمسلمين علينا إلا نقنط من رحمة الله لأنها فعل من الكبائر.
- نتعلم ضرورة فعل الخيرات.
- حتى ننال رحمة الله علينا ترك المنكرات.
- يجب ألا يأمن المسلم مكر الله.
- يجب على المسلم أن يتجنب ارتكاب المعاصي، لأنها تحرم العبد رحمة الله.
تابع من هنا: قصة إسلام النجاشي
قصص عن رحمة الله بخلقه هذه النوعية من القصص زخر بها القرآن الكريم، وكذلك السنة النبوية الشريفة لمعلم الناس الخير محمد صلى الله عليه وسلم، وتبين لنا هذه القصص أن رحمة الله واسعة قادرة على أن تشمل جميع عباده.