قصص قصيرة فيها حكمة عظيمة
قصص قصيرة فيها حكمة عظيمة، الحكم والمواعظ هي أهم ما يخرج منه الإنسان عند سماعه للقصص القصيرة وخاصةً تلك التي تحتوي على أهداف كصفات حسنة وأخلاق حميدة.
وبالتالي معنا مجموعة من القصص القصيرة التي تكون ذات محتوى قصير ولكنها عظيمة وبها حكمة كبيرة، تابعوا معنا تلك القصص بالتفصيل في موقعنا المتميز دوماً.
قصة الفلاح البسيط
كان هناك فلاح يقوم بحراثة الأرض ولكنه سمع صوت طفل يصرخ ويبكي بشدة، فترك الفلاح عمله وذهب في الحال خلف صوت الطفل ليتعرف على سبب صراخ وبكاء الطفل هذا.
بمجرد أن ذهب الفلاح وجد طفل واقع وعالقاً داخل حفرة عميقة ولم يستطع الخروج منها فهي عميقة جداً، قام الفلاح بمساعدته على الفور وتمكن من إخراج الطفل بشكل فوري وأنقذه من هذه الحفرة.
في صباح اليوم التالي جاءت عربية فارهة الثمن وخرج منها رجل يظهر على وجهه الثراء الشديد، وجاء للفلاح الذي رحب به كثيراً وأخبره إنه والد الطفل الذي أنقذه في الأمس ويرغب في إعطائه كل ما يتمنى أو يحلم ولكن الفلاح رفض أخذ أي أموال منه.
أصًر الرجل على الفلاح كثيراً ولكنه رفض تماماً وخلال محادثة الرجل مع الفلاح وجد الرجل الثري هذا طفل يخرج بسيط في ملابسه، فسأل الفلاح عن هذا الطفل أخبره بإنه ابنه الوحيد.
وعده الرجل الثري بإنه سيتحمل تكاليف تعليم هذا الطفل كلها كأنه ابنه تماماً، مرت السنوات وكان الرجل الثري هو المتكلف بكل ما يخص تعليم ابن الفلاح حتى أصبح طبيب شهير.
وإذ بهذا الطبيب هو مكتشف البنسلين، وهو ألكسندر فلمنج والرجل الثري هذا هو اللورد راندولف تشرشل وابنه هو السير ونستون تشرشل.
ويشاء القدر إن بعد سنوات عدة بعد شهرة الطبيب فلمنج أصيب الرجل الثري أي اللورد تشرشل بمرض نادر في الرئتين وصعب شفائه، ولكن من أنقذ حياته وعالجه هو الطبيب فلمنج الذي ساعده في التعليم طوال فترة حياته.
قصة النجار المظلوم
كان هناك نجار في مملكة قديمة كبيرة محكوم عليه بالإعدام بالظلم حيث وصل للملك حديث عنه ووشايات لم يقم بها، وحاول النجار الوصول للملك بأي صورة من الصور وأي شكل من الأشكال كي يقنعه ببرائته ولكن كل محاولاته فشلت مع الأسف.
كان متبقي يوم واحد فقط على الإعدام وكان النجار خائف وفي شدة حزنه وغضبه من تحقيق الحكم، ولكن زوجته كانت امرأة مؤمنة بالله وتقية وأخبرته إن طالما هو مظلوم فسوف يجد الكثير من أبواب النجاة من الله عز وجل.
في صباح يوم الإعدام وجد الباب يطرق بشدة كان النجار خائفاً ويودع زوجته، فهو كان متأكد بإنه سوف يتم إعدامه ولم يتحقق كلامها التي صبرته به وإن لم يحدث مثلما قالت.
لكن هنا جاءت المفاجأة حيث اندهش النجار وزوجته بإن الملك توفى، وسبب مجيء وزيارة الحراس له هو إنهم يريدوا من النجار أن يقوم بصناعة تابوت مناسب للملك وقد سقط حكم الإعدام عليه.
قصة طوق النجاة
كان هناك شاب سائق قارب وفي يوم ركب معه على متن القارب طبيب ومهندس، ظل كلاً منهما يستعرض ثقافته وإمكانياته العلمية على الأخر ولم يراعوا مشاعر الشاب الجهل الذي لم يتعلم طوال حياته وقضى أيامه كلها في البحر مع قيادة القوارب.
شعر الشاب بالحزن والإحراج الشديد تجاه هؤلاء الأشخاص حيث إن كلاً منهما يتحدث عن تعليمهما ودرجات أبنائهما العلمية، دون مراعاة مشاعر أي شخص ولكن لسوء الحظ جاء طوفان مفاجيء.
كان الحل الوحيد للنجاة من الطوفان هذا هو القفز في البحر فسألهما سائق القارب حول إمكانياتهم في السباحة، رد عليه الطبيب والمهندس بإنهم لا يتمكنوا من السباحة نهائياً.
فأخبرهم السائق إن هذا من سوء حظهما لأن الحل هنا هو السباحة، وبالفعل انقلب القارب وسقطوا في المياه وتمكن السائق من النجاة ولكنهم مع الأسف غرقوا .
قصة الملك الغير حكيم
كان هناك ملك لمملكة قديمة وكبيرة ولكنه لا يمتلك الحكمة والذكاء التي يجب وأن تتواجد به كملك، وكان يبحث عن حكيم ذكي يتشاور معه وسمع عن رجل حكيم يسكن في طرف المدينة بمفرده وبالفعل ذهب الملك بموكبه الكامل لأطراف المدينة ليقابله.
بعد وصول الملك لمكان الحكيم هذا وجد منزل بسيط جداً يسكن به ومن بعدها تقابل مع الحكيم والذي وجده قبيح في شكله، اندهش كثيراً إن هذا هو الحكيم الذي سيتشاور معه ويأخذ منه النصيحة والحكم.
سأل الملك كيف إنه حكيم برغم شكله هذا القبيح ابتسم الرجل الحكيم له كثيراً، وكان رده هو سؤال له عن مكان تخزين الخمر الخاص به فأخبره إنه يضعها في أواني من الخزف.
استغرب الحكيم كيف لملك مثله لديه الذهب والياقوت والفضة أن يخزن الخمر في مجرد أواني خزفية تتواجد في منزل أي شخص عادي وهو الملك، ذهب الملك غضبان من كلامه وبمجرد وصوله لقصره أمر الخدم بوضع كل الخمر في الأواني الذهبية والفضية.
بعد مرور مدة قصيرة فسد الخمر كله تماماً حزن الملك من هذا واستشاط غضباً وأمر بإحضار هذا الحكيم للقصر فورأ بسبب نصيحته الفاشلة من أجل أن يعاقبه، بمجرد وصول الرجل الحكيم له أخبره الملك بفشل نصيحته.
رد الحكيم رد قوي وهو إنه يعلم إن تلك الأواني ستفسد الخمر، لأن المظاهر الخارجية لا تساعد في تنمية الشيء أو حمايته من الفساد بل جوهره هو من يقوم بذلك ومن هنا اقتنع الملك بكلامه وعينه المستشار الخاص به بدلاً من معاقبته.
الدروس المستفادة من قصص قصيرة فيها حكمة عظيمة
- كل خير بسيط تفعله يكون له نتائج كبيرة وجزاء عظيم لا يمكن للإنسان أن يتخيلها.
- كثرة التفكير والقلق لن يحل أي مشكلة بل يجب الدعاء واليقين بالله عز وجل هو من يغير موازين كل شيء في الحياة.
- لا تقلل من شأنك أو إمكانياتك مهما كانت ظروفك فلا يوجد إنسان على وجه الأرض خالي من الموهبة أو الإمكانية المميزة.
- المظاهر الخارجية دائماً خداعة ولا يجب الاهتمام بها بل يجب الاهتمام بالجوهر الداخلي للإنسان وطباعه وصفاته.
في خاتمة حديثنا حول قصص قصيرة فيها حكمة عظيمة، نكون تعرفنا معاً على مجموعة من القصص القصيرة ذات الحكمة العظيمة والقيمة على أمل أن تكونوا استفدتم منها بشكل كبير وواضح ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية.