قصة خيمة أم معبد الخزاعية: ما دورها في الهجرة النبوية؟

قصة خيمة أم معبد الخزاعية: ما دورها في الهجرة النبوية؟ تدعى أم معبد الخزاعية، اسمها عاتكة بنت خليف وفي روايات أخرى، قيل أن اسمها عاتكة بنت خالد بن منفذ بن خنيس الكعيبة الخزاعية.

قصة خيمة أم معبد الخزاعية: ما دورها في الهجرة النبوية؟

أثناء هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة.

وكان بصحبته أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعبد الله بن أريقط، مروا ثلاثتهم على خيمة أم معبد بقديد.

وهي تلك المنطقة التي تقع بين مكة والمدينة، كانت تجلس أم معبد في الفناء أمام خيمتها.

حيث تطعم وتسقي المارة من الناس، سألها أحدهم عن لحم وتمر فلم يجدوا عندها أي شيء من ذلك.

نفد الماء والاكل عن النبي وأصحابه وإذا بهم صادفوا خيمة أم معبد، فوجدوا امرأة تجلس في خيمة فإذا بها أم معبد، وهي امرأة كبيرة في العمر.

ولكنها قوية البنيان فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يشترون منها بعض من الأكل.

ولكن في ذلك العام كان قوم خزاعة تمر بسنة قحط حيث نفذ الأكل والماء منهم، ولم يجدوا ما يقتات منه.

شاهد أيضًا: قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع النمل

حلب رسول الله شاة أم معبد

“نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: ما هذا يا أم معبد؟

قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم، قال: هل بها من لبن؟

فقالت: هي أجهد من ذلك. قال: أتأذنين لي أن أحلبها، قالت: بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلبا فأحلبها.

فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمسح بيده ضرعها وسمى الله جل جلاله، ودعا لها في شاتها، فتفاجأت عليه ودرت واجترت، فدعا بإناء يربض الرهط.

فحلب فيها ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم أراضوا، ثم حلب فيه ثانيا بعد حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها وبايعها، وارتحلوا عنها”.

وصف أم معبد لرسول الله

يروى أنه حين عاد أبو معبد لمنزله فإذا به يرى شاة الهزيلة والضعيفة تدر اللبن، هزل أبو معبد من رؤية ذلك.

حين سأل الرجل زوجته عن سر ذلك الأمر أجابته بأنه حين قدم عليها رجل مبارك.

وفعل ما فعل رزقهم الله جل وعلا ذلك طلب الرجل من زوجته أن تصف له ذلك الرجل.

فقالت في وصف سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الكثير من الكلمات الرائعة والجميلة.

قالت أم معبد في وصف رسول الله { رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثقلة، ولم تزنه صعلة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صهل، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثافة، أزج أقرن.

إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل الناس و أبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق فصلاً، لا نزر ولا هذر، كأن منطقة خرزات نظم، يتحدرن ربعة لا تنشؤه من طول، ولا تقتحمه عين من قصر.

غصن بين غصين، فهو أنضر الثلاثة منظراً وأحسنهم، قدراً له رفقاء يحفون به إن قال: سمعوا لقوله، وإن قال: وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود لا عابس ولا مفند}.

اقرأ أيضًا: قصص الأنبياء مبسطة للأطفال

سؤال قريش أم معبد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كانت هناك مجموعة من الناس باقيه في مكة المكرمة من آل أبي بكر و ذويهم.

ولكنهم لا يعرفون إلى أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يصل أحدهم خبراً عنه بعد أن غادروا غار ثور.

و إذا بمنادي ينادي في مكة لا أحد يعلم من أين يأتي الصوت، فظن البعض منهم أنه صوت جني حيث كان الصوت يقول بأبيات من الشعر قيل فيها :

جزى الله رب العرش خير جزائه       رفيقين حلا خيمتي أم معبد

هما نزلا بالبر و ارتحلا به              وأفلح من أمسى رفيق محمد

فيا لقصي ما زوى الله عنكم             به من فعال لا يحاذي و سؤدد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم             ومقعدها للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها        فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

كانت تلك الكلمات هي بمثابة الدليل الذي عرف من خلال وجهة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حيث كان متوجها نحو المدينة المنورة، وقد مر في طريقه على مساكن بني خزاعة، فجاءت قريش مهرولة إلى خيمة أم معبد تسأل عن الرسول.

دروس مستفادة من قصة خيمة أم معبد الخزاعية: ما دورها في الهجرة النبوية؟

هناك الكثير من الدروس المستفادة والعبر من قصة أم معبد و دورها في هجرة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم منها ما يلي:

  • حلول بركة النبي على أي شيء تلمسه يده حيث ري أن الشاه ظلت تدر الحليب لفترة طويلة.
  • على الرغم من كون أم معبد امرأة بدوية وكبيرة في السن إلا أنها كانت فصيحة اللسان.
    • فقد أنتقت الكلمات بعناية حين وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • تقدير الني الكريم لتلك المرأة نظراً لكبر سنها كما أنه كان يناديها بكنيتها.

تابع من هنا: قصص الأنبياء في القران

وفي نهاية حديثنا عن قصة خيمة أم معبد الخزاعية: ما دورها في الهجرة النبوية؟ تجدر بنا الإشارة إلى أن تحلي الرسول الكريم بالكثير من الصفات والأخلاق الحميدة جعل أم معبد وهي كانت من الشريكين أن تدخل في الإسلام بعدما عرفت رسول الله.

قصص ذات صلة