قصص تراثية منقولة عن الأجداد
قصص تراثية منقولة عن الأجداد، معنا اليوم محموعة من أهم القصص التراثية التي يتم تناقلها من جيل إلى جيل وهي قصص قديمة ولها حكمة وعبرة تفيد الإنسان في حياته فهي خليط من تجارب سابقة لأشخاص قدامى.
سوف نتعرف معاً في موضوعنا اليوم على مجموعة من أجمل القصص التراثية والشعبية، التي تدل على السلوك الحسن والأخلاق والفضائل والتي تم نقلها عبر الحكي ونخرج منها بمجموعة من أجمل العبر تابعونا.
قصة الرجل الخبيث
كان هناك رجل غنياً جداً ولديه الكافي من الثراء ولكنه لم يقض وقتاً مع أسرته نظراً لأنه منشغل طوال اليوم بأعماله، وكان جاره شخص فقير جداً ولكنه سعيداً مع أسرته التي يقضي وقته كله معهم خلال اليوم.
ذات يوم نظرت زوجة الرجل الغني من النافذة وهي تشاهد الأسرة الفقيرة السعيدة التي لا تمتلك بالكاد سوى قوت يومها، وسألت زوجها عن سبب سعادتهم على الرغم من فقرهم وسبب تعاسة أسرتها برغم الغناء الفاحش لديهم.
في صباح اليوم التالي قام الرجل الغني بدعوة الرجل الفقير لمنزله وقابله مقابلة حسنة وقدم له الطعام، وجلس معه في مكتبه يحتسيا القهوة وسأله الغني عن سبب وجوده كل يوم في المنزل.
كان رد الرجل الفقير إنه لا يجد عملاً وبالتالي لا يترك منزله ويظل مع أسرته، عرض الرجل الغني عليه عرض مدهش وهو أن يعطيه المال يشتري به بيض ويقوم ببيعه في السوق وعندما تتحسن ظروفه المادية يقوم برد تلك الأموال له مرة أخرى.
فرح الرجل الفقير كثيراً ووافق على الفور بالفعل أعطاه الأموال وذهب لشراء البيض وأصبح يبيعه طوال اليوم في السوق، ولم يعد لمنزله سوى بضع ساعات في الليل وخلال هذا الوقت كان يعمل ولا يجلس مع أسرته.
كان يقوم بفرز البيض وترتيبه ووضع الكبير في خلف السلة والصغير في الأمام حتى يبيع كل صنف بسعر معين، انشغل الرجل عن أسرته كثيراً ولم يعد يقضي وقته مع زوجته وأولاده.
فنظرت زوجة الرجل الغني عليه وجدته منشغلاً بالبيض وترتيبه فاستغربت كثيراً من تصرفه، ولكن زوجها الخبيث لم يخبرها بإنه السبب وراء هذا فأخبرها بإنه لا يحتاج إلى الحسد فهو غير مهتم بأسرته نهائياُ كما كانت تقول عليه وكان سعيد جداً بانتصاره.
قصة القاضي الذكي
كان هناك قاضي ذكي وحكيم ومعروف عنه بالعدل بين الناس فهو لا يظلم وحينما يأخذ قرار يكون هو الصائب دوماً، وكان ابنه سعيد به كثيراً ولكنه كان يرغب في التأكد من إنه بالفعل قاضي حكيم وعادل فذهب خلسة إلى أسرة ما وقدم لديهم على عمل.
بالفعل تم عمله عند الأسرة في الزراعة وهم لا يعلموا إنه ابن القاضي، وكان هذا الرجل صاحب العمل متزوج ولديه زوجتان وابن ذكر واحد فقط من الزوجة الثانية وفهم ابن القاضي من بقائه لديهم إن الزوجتن على عدم وفاق دائم والسبب هو الغيرة بينهن.
الزوجة الأولى لم تتمكن من الإنجاب وكبيرة في العمر على عكس الزوجة الثانية صغيرة السن والتي انجبت الصبي له، وذات يوم قامت الزوجة الأولى بأخذ الطفل الصغير وإغراقه في البئر وكان الشاهد على هذا ابن القاضي.
لم يتمكن مع الأسف من اللحاق بالصبي وبعد وفاة الصبي تم اتهام الزوجة الأولى بقتله ولكنها ألقت التهمة على الثانية أي أم الطفل وأكدت إنها شاهدتها وهي تلقي بابنها في البئر.
حدثت مشاكل بين قبيلة الزوجة الأولى والثانية حتى قرر الجميع إحضار القاضي ليحكم بالعدل في هذا الموضوع، بالفعل حضر القاضي أبو الشاب الذي يعمل لديهم دون علمهم بحقيقته وقام الشاب بتلثيم ذاته حتى لا يعرفه أبوه القاضي.
جلس وسط عامة الشعب ليرى كيف سيتصرف أبوه بعد أن علم القاضي الحكاية كلها من كلا الطرفين قام بالحكم فوراً، عرض على الزوجة الثانية أم الطفل أن تقوم بإظهار ساق واحدة وتسير حوالي 25 متر أمام الناس المتجمعة.
غضبت كثيراً المرأة من هذا العرض ورفضته تماماً فعرض القاضي نفس الأمر على الزوجة الأولى التي وافقت على الفور على كشف ساقيها الاثنتين وليس واحدة فقط.
ومن هنا علم القاضي إنها هي القاتلة وأخبر الجميع بإن الزوجة الأولى هي التي قتلت الطفل، وقام ابنه وصفق له في وسط الحضور فهو الشاهد الوحيد على الجريمة.
قصة الفتاة الغراب
كان هناك صياد يقوم بصيد السمك كل يوم فجاءه غراب يتضور جوعاً فقام بإعطائه سمكة كبيرة الحجم لأنه أشفق على حاله، في اليوم التالي جاء الغراب وتحدث كإنه إنسان وأخبره بأن يسير خلفه ويتبعه.
بالفعل قام الصياد باتباع الغراب حتى وصل إلى قصر قديم، فدخل للقصر ووجد الغراب قد تحول إلى فتاة ومعها غرابين تحولا إلى رجل وسيدة وهما أبويها وقد استقبلوه بحفاوة وشكروه كثيراً لأنه قام بإطعام فتاتهما حين جاعت كثيراً.
أعطى الرجل للصياد هدية عبارة عن جرو من الذهب وجرو من الفضة وأخبره أن يقوم بإطعامهما، وبمجرد أن يقوموا بالتبرز سوف يعطوه الذهب والفضة يمكنه بيعها في السوق وأن يصبح غنياً وثرياً.
بالفعل قام الصياد بأخذهما وإطعامهما بأفضل الطعام حتى تبرزا الذهب والفضة وقام ببيعها وحصل منها على الكثير من الأموال، أصبح الصياد الفقير من أثرى أثرياء الرجال لعمل خير قام به دون علم.
الدروس المستفادة من قصص تراثية منقولة عن الأجداد
- راحة البال مع الرزق القليل أهم من الثراء دون الشعور بالسعادة والاقتناع والرضا بما تملك يجعلك أغنى الناس.
- الحكم بالعدل والمساواة بين الجميع من أكثر الصفات الجيدة التي تزيد من أمان المجتمع وأفراده.
- الحقد والغل شعور سيء يقضي على الإنسان نفسه قبل أن يقضي على المحيطين به.
- العمل الطيب يجلب الخير والبركة للشخص القائم به بل ويعطيه أضعاف ما يملك.
في نهاية موضوعنا الشيق هذا عن قصص تراثية منقولة عن الأجداد، نكون قد تعرفنا معاً على مجموعة من أجمل القصص التي تحتوي على دروس حياتية وعبر ومواعظ على أمل أن تكونوا استمتعتم بها معنا دمتم بخير.