قصة سقيفة بني ساعدة

قصة سقيفة بني ساعدة تعتبر من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، حيث بناءً عليها وما حدث فيها تبين النهج الذي سوف ينتهجه المسلمين لفترة طويلة من الحكم تحت راية الخلفاء الراشدين.

وسمى الحدث بهذا الاسم لأن الاجتماع الشهير هذا تم تحت مكان يشبه السقيفة في مكان مظلل كان ملك لبني ساعدة، اجتمع فيها المسلمين، وأسفلها بايع المسلمين الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضى الله عنه.

قصة سقيفة بني ساعدة

حتى نستطيع أن نتفهم قصة سقيفة بني ساعدة علينا أن نعرف ما هو المراد بهذه السقيفة من الناحية اللغوية.

حيث يقصد بالسقيفة في اللغة العربية كل ما يُستظل به من العريش.

بينما المقصود بسقيفة بني ساعدة على وجه الخصوص هو أيضاً مكان يُستظل به.

يملكه بني ساعدة، والمميز بشأن هذا المكان أن تحت سقفه بايع المسلمون خليفتهم الأول سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه.

وبناءً على الآراء التي انتشرت في هذا اليوم أخذ الخلافة بعد وفاة النبي محمد معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا: قصة زواج الرسول من زينب

الهدف من التجمع في سقيفة بني ساعدة

تبدأ قصة سقيفة بني ساعدة التي بدأت أحداثها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم عندما باجتماع الأنصار تحت مظلة هذه السقيفة الموجودة في المدينة المنورة.

وكان رأي الأنصار أن يصبح سعد بن عبادة رضي الله عنه هو خليفةً للمسلمين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.

عندما وصل هذا النبأ الصحابي وبالتحديد كل من سيدنا أبى بكر الصديق.

وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما لم يكن لديهما نفس الرأي بخصوص اختيار خليفة المسلمين.

لذا ذهبوا إلى الأنصار، وكان في صحبتهم بعض المهاجرين.

وعندما وصلوا إلى مكان السقيفة حيث يجتمع الأنصار حدث بينهم حوار في أمر الخلافة.

بعد فترة من الحوار اضطرب الأمر بين المسلمين، انقسموا بين مهاجرين يروا أن الخلافة لابد أن تكون لهم، وأنصار يروا العكس.

لذا جاء سيدنا أبى بكر برأي سديد وهو أن الخلافة أو الإمامة لابد أن تكون في قريش.

وكانت حجته ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم “الأئمة من قريش”.

اقرأ أيضًا: قصة زواج النبي من صفية

الخلافة لأبي بكر

بالرغم من نقد الأنصار إلى الأمر إلا أنهم بايعوا سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وبالفعل اتفقوا على أن يكون خليفة المسلمين القادم.

وحتى ورد في السند القديم النص أو الحديث الذي اتفقوا في نهايته: ” تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأبو بكرٍ في طائفةٍ من المدينةِ.

قال فجاء فكشف عن وجهِه فقبَّله وقال فداك أبي وأمي ما أطيبَك حيًّا وميِّتًا مات محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وربِّ الكعبةِ فذكر الحديثَ.

قال: فانطلق أبو بكرٍ وعمرُ يتقاوَدانِ حتى أتَوهم فتكلَّم أبو بكرٍ.

ولم يترك شيئًا أنزلَ في الأنصارِ ولا ذكره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من شأنِهم إلا وذكرَه.

وقال: ولقد علمتُم أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

قال: لو سلك الناسُ واديًا وسلكتِ الأنصارُ واديًا سلكتُ واديَ الأنصارِ.

ولقد علمتَ يا سعدُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال وأنت قاعدٌ: قريشٌ وُلاةُ هذا الأمرِ فبرُّ الناسِ تبَعٌ لبَرِّهم.

وفاجرُهم تبَعٌ لفاجرِهم قال: فقال له سعدٌ: صدقتَ؛ نحن الوزراءُ وأنتمُ الأمراءُ”

نتائج اجتماع سقيفة بني ساعدة

كان لهذا الاجتماع الذي يعتبر الأول من نوعه آثار كثيرة وهامة في حياة المسلمين سواء الاجتماعية أو السياسية، ومن أبرز هذه النتائج نذكر لكم ما يلي:

  • كان من نتائج الاجتماع هو لمّ شمل المسلمين سواء كانوا مهاجرين أو أنصار.
  • تجنب حدوث فتنة أو انشقاق في صفوف المسلمين بعد البُعد الداخلي الذي حل عليهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • تبين للمسلمين طريقة جديدة يستطيعون من خلال التعامل مع مسألة الإمارة بشكل سديد، واختيار الخليفة بشكل صحيح.
  • تم إقرار مبدأ الشورى بين المسلمين في أمرهم كما جاء به القرآن الكريم.
  • ولادة نظام جديد من الخلافة في الدولة الإسلامية، التي تأسست على يد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

الدروس المستفادة من قصة سقيفة بني ساعدة

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان حدث سقيفة بني ساعدة هو الحدث الأكثر تأثيراً في الحياة السياسية في الدولة الإسلامية، وظل على هذا النحو طوال عصر الراشدين، وفيما يلي نتعرف على أهم العبر من هذا الحدث:

  • نستفاد أن خير القرارات والأمور التي يمكن أن نتخذها هي تلك التي تتم عند طريق مبدأ الاختيار المباشر.
    • بمعنى أن الشخص الأصلح هو الأحق.
  • نتعرف على مدى حكمة سيدنا أبي بكر الذي تمكن من التعامل مع الأمر بشكل رزين.
  • نعرف أنم مبدأ البيعة يترتب على مبدأ الانتخاب.
  • نعرف أيضاً أنه كان هناك نوعين من البيعة بيعة خاصة.
    • وخير مثال عليها هو الذي حدث في سقيفة بني ساعدة.
    • وبيعة أخرى عامة وخير مثال عليها هو الاجتماع الذي حدث في المسجد الجامع.
  • نتعرف على مدى راشدة وحكمة، وحسن التعامل الصحابي في الأمر السياسي للمسلمين.

تابع من هنا: قصة لوط عليه السلام

قصة سقيفة بني ساعدة هي من القصص الجميلة في التاريخ الإسلامي، وذلك لأنها توضح كيف بدأت الخلافة، وتبين حقيقة جزء مهم في الشأن السياسي.

حيث بناءً على ما حدث تحت سقف هذه السقيفة تبين للمسلمين أمرهم بعد الرسول وكان هذا حدث مهم للغاية.

قصص ذات صلة