قصة زواج الرسول من زينب
قصة زواج الرسول من زينب من القصص التي تنقل لنا أحكام ينبغي الأخذ بها في حياتنا، كما أنها من القصص الدينية التي قيل فيها روايات كثيرة غير صحيحة ألفها المحدثين، وافتروا بها على سيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا سنكر التفاصيل الصحيحة لهذه القصة تاليًا.
قصة زواج الرسول من زينب
كانت زينب بنت جحش هي ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم، وزيد بن حارثة كان مولى عند الرسول.
فأراد النبي أن يكسر عادات وتقاليد المجتمع في التمييز بين العبد والسيد تطبيقًا لكلام الله تعالى.
{﴿ إِنَّ أَكْرَمَكمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيم خَبِير ﴾ [الحجرات: 13]؛ ولهذا أراد تزويج زينب بنت جحش من مولاه زيد بن حارثة، والذي كان ابنًا للنبي بالتبني.
وأثناء ذلك نزل قول الله تعالى:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].
شاهد أيضًا: قصة سيدنا عيسى عليه السلام كاملة
ماذا حدث بعد زواج زيد من زينب بنت جحش
كانت زينب تذكر زوجها دائمًا بأنه مولى وأنها قريشية، ولم يستطع زوجها تحمل ذلك.
ولم تكن حياتهما مستقرة بعد الزواج بسبب مفاخرتها بحسبها ونسبها.
ويتزوجها النبي، لأن لا أحد غير رسول الله يستطيع فعل ذلك، بسبب تمسكهم بعادات وتقاليد التبني والتي ألغاه الإسلام.
وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ﴾ [الأحزاب: 37].
وكان هذا عتابًا من الله لرسوله، فكيف للنبي أن يقول لزيد ذلك وهو يعلم أمر الله سبحانه وتعالى وحكمته في ذلك.
وليس كما يدعي بعض المؤرخين أنه كان يخفي حبًا، ولو كان صحيح ما ذكروه كان بينه لنا الله سبحانه وتعالى.
حيث قال الله سبحانه وتعالى أنه سيبدي ما أخفاه النبي، وقد ظهر ذلك ببيان زواج النبي من زينب.
فلا يجوز في حق الله سبحانه وتعالى أنه قال سيظهره ولم يظهره.
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا عيسى عليه السلام كاملة
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب
قال الله عز وجل عن هذا الزواج:{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}(الأحزاب: 37).
فالله هو الذي زوجها للنبي من فوق سبع سماوات، ولهذا كانت زينب تفخر دائمًا على أزواج النبي.
فعن أنس بن مالك أنَّه قال: “إنَّ زينبَ بنتَ جحشٍ كانت تَفخَر على أزواجِ النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – فتقول:” زوَّجكن أهاليكُنَّ، وزوَّجني اللهُ تعالى مِن فوقِ سبعِ سموات”.
وعندما قال المنافقون أن النبي تزوج زوجة ابنته نزل قول الله عز وجل.
{﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 40].
الدروس المستفادة من قصة زواج الرسول من زينب
بعد أن تحدثنا عن أحداث قصة زواج الرسول من زينب سنذكر أهم الدروس المستفادة من هذه القصة، وما ينبغي علينا فعله أسوة بالنبي:
- إلغاء التبني.
- عدم الالتفات إلى الروايات الخاطئة والتي تفسر زواج النبي من زينب بشكل خاطئ.
- أن نعلم أن أعداء الإسلام يستخدمون هذه القصة ويحكون الأساطير عليها، ويدعوا كذبًا على النبي.
- أنه ليس هناك فرق بين أعجمي ولا عربي إلا بالتقوى والعمل الصالح.
- ينبغي علينا التواضع، ومعاملة الناس بالحسنى، وعدم رؤية أي فرق بينك وبينهم فكلنا سواسية في الإسلام.
- حيث لا يوجد طبقات.
- يجب علينا أن لا نخشى أحد غير الله سبحانه وتعالى.
- تنفيذ أوامر الله ورسوله، دون السؤال عن الحكمة من ذلك، فالله يريد بنا الخير.
تابع من هنا: قصة إبليس مع سيدنا آدم عليه السلام
وبهذا نكون قد تحدثنا عن قصة زواج الرسول من زينب بنت جحش، وكيف كانت الحكمة الإلهية في القضاء على التبني.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة التي يقتدي بها في ذلك، كما ذكرنا بعض الدروس المستفادة من هذه القصة، كما يجب علينا الإيمان والتسليم التام لله سبحانه وتعالى.