قصة توبة مالك بن دينار

قصة توبة مالك بن دينار الذي يعد من أهم التابعين للصحابة، يطلق لفظ التابعين على الأشخاص الذين لم يشأ لهم أن يعاصروا النبي صلى الله عليه وسلم.

بل أنهم كانوا يتبعون الصحابة في حياتهم، ومن أهم الصفات التي يعرف بها مالك بن دينار الأمانة ونقل الحديث الشريف، لذا دعونا نتعرف على قصة أحد التابعين مالك بن دينار بالتفصيل.

الفصل الأول من القصة

يعد مالك بن دينار أحد الرجال التابعين إلى الإمام الحسين، كما أنه أيضًا كان من الرجال التابعين إلى الإمام زين العابدين.

وهو الذي قال عن مالك أنه أحد الأشخاص الذين لم يرتدوا بعد وفاة الحسين، ورد في الكتاب المعروف باسم التوابين القصة.

التي توضح كيف كانت حياة مالك، وكيف كانت قصة توبته ورجوعه مرة أخرى إلى الإسلام.

ورد في الكتاب أن مالك كان من بين الأشخاص الذي لم يترك معصية على وجه الأرض إلا وقد قام بارتكابها.

فقد بدأت حياته بعمل الأفعال التي تقوم على أذية الناس، كما أنه كان يأخذ الأشياء التي هي بالأساس ملك لغيره بالغصب وعدم الرضا.

كما أنه كان يقوم بضرب الناس وظلمهم وقد كان يقوم بأخذ الأموال التي لم يستحقها مثل الربا.

شاهد أيضًا: قصة السيدة مريم العذراء

الفصل الثاني من قصة توبة مالك بن دينار

يقول بن دينار أنه ذات يوم كان يرغب في الزواج والإنجاب، لذلك أقدم على الزواج بالفعل من أحد النساء.

ويشاء الله أن يمنحه نعمة الإنجاب فقد رزقه الله تعالى بنت، قام مالك بإطلاق اسم فاطمة على الطفلة التي رزق بها.

يقول مالك أنه قد ارتبط بفاطمة وتعلق بها بصورة كبيرة فقد كان يحبها بطريقة لا توصف فكان يحبها كثيرًا.

زاد إيمان مالك عندما رأى فاطمة تكبر أمامه كل يوم، فقد كان يبتعد عن المعاصي التي يرتكبها في الفترة السابقة عندما أنجب فاطمة.

يقول مالك أنه في يوم كانت فاطمة قد أصبح عمرها لم يصل إلى العامين، حيث رأت والدها يمسك في يديه كأس ممتلأ بالخمر.

وكان يرفع كأس الخمر ليشرب، فإذا بفاطمة تبعد عن والدها الخمر لكي لا يشربه.

شعر بن دينار بأن فاطمة توجه له رسالة بالابتعاد عن المعاصي التي يرتكبها واحدة تلو الأخرى تجعله يتقرب إلى الله تعالى.

حيث يقول أنه عندما يقوم بالابتعاد عن أي معصية كان يقوم بها من قبل كلما اقتربت المسافة بينه وبين الله سبحانه وتعالى.

يقول مالك أن فاطمة عندما بلغت من العمر ثلاث أعوام قد فارقت الحياة.

الفصل الثالث من القصة

شعر مالك بالحزن الشديد عندما فارقت فاطمة الحياة، وعاد مالك من جديد إلى ارتكاب المعاصي.

بل أن مالك قد عاد إلى ارتكاب المعاصي بدرجة أكبر من الفترة التي تسبق انجابه لابنته.

فقد عاد إلى شرب الخمر بطريقة مبالغ فيها بل أكثر مما كان عليه في السابق.

بدأ مالك يستمع إلى وسوسة الشيطان الذي كان يدفعه إلى ارتكاب المعاصي.

ذهب مالك لكي يشرب الكثير من الخمر لكي يسكر ويغيب عن الوعي نهائيًا نتيجة الاستماع إلى وسوسة الشيطان.

وبدأ مالك بشرب الخمر بالفعل وغاب عن الوعي، حيث يقول أنه عندما سكر وضع رأسه على الطاولة من شدة النوم وبدأت تراوده الأحلام.

فما أن بدأ يحلم ورأى في منامه أنه في يوم القيامة، ويلقي كل شخص حسابه من الله سبحانه وتعالى.

يقول بن دينار أنه كان يقف من بين جمع كبير من الناس، وقد تحول لون الشمس إلى اللون القاتم والمظلم.

كما يقول أنه رأى أن البحر قد تحول إلى نيران تلتهم كل شيء، كما رأى الأرض يحدث بها زلزال كبير من هول هذا اليوم.

يقول مالك أنه رأى أنه كان يقف وسط جمع كبير من الناس الذين ينتظرون حسابهم.

فقد كان جميع الأشخاص يعرضون على الله لتلقي حسابهم.

اقرأ أيضًا: قصة يعقوب عليه السلام

الفصل الرابع من قصة توبة مالك بن دينار

نظر مالك إلى وجه كل شخص ينادى باسمه للعرض يوم القيامة يتحول وجه هذا الشخص إلى الأسود القاتم من هول ما يشاهده ومن خوفه.

إلى أن جاء الدور على مالك، لكي يعرض على الله سبحانه وتعالى، فيقول أنه عندما سمع اسمه وهو ينادى فبدأ ينظر حوله.

فإذا به لم يرى أي شخص من الناس الذين كانوا يقفون حوله ورأى نفسه يقف وحيدًا.

نظر مالك خلفه فشعر بالخوف الشديد مما يراه، فقد كان هناك ثعبان ضخم جدًا يجري بسرعة كبيرة نحوه وهو يفتح فمه لكي يأكله.

بدأ مالك يجري من خوفه أن يلحق به الثعبان ويأكله، أثناء جري مالك وجد رجل كبير يبدو على الضعف فقال له مالك ساعدني.

فقال له الرجل أذهب في هذا الاتجاه فأنا لم أقدر على مساعدتك فجرى، ولكنه وجد في نهاية الطريق نيران كثيرة.

جرى مالك مرة أخرى فوجد نفس الرجل فطلب منه المساعدة مرة أخرى فنصحه بالجري في اتجاه الجبل.

ذهب مالك فوجد جبل فوقه أطفال كثيرة، وإذا بهم ينادون فاطمة ويقولون لها ها هو أباك.

فشعر بالفرح الشديد بأن ابنته سوف تساعده، وعندما جاءت فاطمة امسكت بيده.

ودفعت الثعبان بيدها الأخرى وجلست معه كما كانت تجلس في الدنيا.

الفصل الخامس من القصة

قالت فاطمة لوالدها ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله، فسألها عن الثعبان.

فأجابته هو العمل السيئ الذي فعلته طوال حياتك فأنت من جعلته كبير بهذا الحجم.

وسألها عن الرجل الكبير فقالت هذا هو العمل الصالح الذي قمت به في حياتك.

فأخذ مالك يبكي على الأعمال التي قام بها وعلى حاله.

بدأ مالك يستيقظ وأثناء ذلك كان يصرخ ويردد عبارة قد آن يا رب.

ثم قال الآية التي قالتها فاطمة ونهض لكي يتوضأ ثم توجه إلى المسجد، لكي يصلي الفجر لكي يتوب إلى الله.

الدروس المستفادة من القصة

هناك العديد من الدروس التي يستفاد منها الشخص عند الاستماع إلى القصة وهي:

  • الإيمان والإخلاص إلى الله هو الشيء الوحيد الذي ينفع الشخص يوم القيامة.
  • كما أن الشخص يوم القيامة لا ينفعه إلا عمله الصالح الذي قام به في حياته.

تابع من هنا: قصة اليس في بلاد العجائب

تعرفنا على قصة توبة مالك بن دينار التي تحمل الكثير من العبرة والعظة إلى الأشخاص على وجه الأرض، فقد كان الحلم الذي شاهده مالك له فضل كبير في حياة مالك.

قصص ذات صلة