قصة يعقوب عليه السلام

قصة يعقوب عليه السلام تعد من أجمل القصص، ويجب علينا أن نعلمها لأطفالنا، وذلك لأنها تروي لنا أخلاقيات هذا النبي العظيم والتي يجب أن يتحلى كل شخص مسلم بها حتى يتمكن من الرقي بنفسه وبمجتمعه، ونظرًا لأهمية الموضوع لدى الكثيرين نقوم بالتعرف على هذه القصة بالتفصيل في سطور هذا المقال.

قصة يعقوب عليه السلام الفصل الأول

يعد يعقوب ابنًا لإسحاق، وبالتالي فهو حفيدًا لنبي الله إبراهيم، قد نسب الله تعالى بني إسرائيل إلى هذا النبي.

وذلك لأن اسمه كان “إسرائيل”، وقد ذكر رسولنا الكريم هذا النبي وأثنى عليه.

حيث إنه عندما كان يتحدث عن يوسف عليه السلام، قال إنه كريم وأبوه كريم وجده كريم.

وكان يقصد بذلك يعقوب والده وإسحاق جده وإبراهيم جده أيضًا عليهما السلام أجمعين، ونجد أن يعقوب قد نشأ في فلسطين.

كما أنه تربى وكبر في هذه المدينة في بيت والده، ثم ذهب إلى خاله ليعيش معه وليتزوج ابنته، وتزوج الابنة الكبرى لخاله، وقد أنجبت له جميع أبنائه.

لكنها توفت على أثر مرض شديد، فتزوج من اختها التي أنجبت له يوسف وأخوه الأصغر.

وقد قال البعض أنه كان من الجائز في دينهم وقتها أن يجمع بين الأختين، وبعض الروايات الأخرى تقول إنه لم يجمع بينهم بالمعنى الحرفي.

ابتلى الله تعالى هذا النبي ابتلاء شديد، حيث إن بلاءه كان عبارة عن حرمانه من أكثر شيء يحبه في هذه الدنيا وهو ابنه يوسف.

وقد فقده على أثر مؤامرة قام بها إخوته ليتخلصوا منه، لأنهم شعروا بالغيرة بسبب حب أبيهم له أكثر منهم.

وقد عادوا إلى أبيهم وهم يقومون بالتمثيل عليه بأنهم حزينين، وقالوا له أن الذئب قد التهم أخوهم.

وجاءوا له بدليل وهو القميص الذي كان يرتديه.

شاهد من هنا: قصة قارون مع موسى

قصة يعقوب عليه السلام الفصل الثاني

كما أنهم قاموا بتلويث القميص بدم من إحدى المواشي، حتى يقتنع أبيهم بما يقولون.

فجلس والدهم يبكي عليه لسنوات طويلة، حتى فقد بصره من شدة البكاء والحزن.

لكن كان قضاء الله عكس ما يتوقعون، فقد ذهب يوسف إلى مصر، وأصبح من القائمين على خزائن الأرض.

عندما حدث قحط في بلاد يعقوب قال له أبنائه أنهم ذاهبين إلى مصر للحصول على الطعام الذي سيعينهم على الحياة.

ولما ذهبوا إلى هناك قال لهم يوسف أنه سيعطيهم ما يريدون بشرط أن يأتوا له بأخ لهم من أبيهم.

فعادوا إلى أبيهم وقالوا له هذا الأمر فرفض بشدة أن يذهب أخوهم معهم.

وقال لهم أنه لا يأتمنهم وذكرهم بحادثة أخوهم يوسف، لكنهم قالوا له أنهم سيحرصون هذه المرة على أخيهم، وسيردونه إلى أبيه سالمًا.

وفي نهاية الأمر سمح لهم أن يأخذوه، فعادوا إلى يوسف، وأعطاهم ما يريدون وعرفهم بنفسه، وقد أعطاهم قميصه ليقوموا بإعطائه لأبيهم.

ولما اقتربوا من مدينتهم شم يعقوب رائحة يوسف، وقال للمحيطين به هذا الأمر لكنهم سخروا منه.

قصة يعقوب عليه السلام الفصل الثالث

كما أنهم قالوا له أنه ما زال يتوهم أن يوسف لا يزال على قيد الحياة على الرغم من مرور سنوات كثيرة على فقدانهم له.

لكنه ظل على يقين بأن ابنه لا يزال حيًا، ولما وصل إليه أبناءه أعطوه قميص يوسف ففرح فرحًا شديدًا.

وقد عاد إليه بصره عندما وضع القميص على عينيه، وقال لهم أن الله تعالى أعلم بما لا يعلمون.

سافر بعد ذلك يعقوب مع أبنائه إلى مصر، وذلك انصياعًا لرغبة يوسف، حتى يلم شملهم جميعًا.

والجدير بالذكر أن الله تعالى قد أعاد يوسف إلى أبيه مرة أخرى، لأنه كان صابرًا ومحتسبًا.

ولم يشك إلى أي أحد همه، بل كان يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه طوال الوقت، لذا فقد أكرمه الله تعالى.

مع إحساس يعقوب بقرب أجله حرص على أن يوصي أبنائه جميعًا أن يحافظوا على دينهم.

وألا يتركوا دين الله الإسلام وذلك حتى يلتقوا بالله تعالى في الآخرة وهم مسلمين.

وقد وردت هذه الوصية في قول الله تعالى “أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إلهك وإله آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إلهاً وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”.

اقرأ أيضًا: قصة النبي زكريا للأطفال

الدروس المستفادة من القصة

بعد أن تعرفنا على قصة يعقوب عليه السلام نقوم بالانتقال للتعرف على أهم الدروس التي يجب أن نتعلمها من هذه القصة وذلك فيما يلي:

  • نتعلم حب الأبناء حتى وإن كانوا بعيدين عنا، وأن نظل مخلصين لهم لأنهم نعمة من الله تعالى يجب أن نحافظ عليها قبل أن نخسرها.
  • كما أن القصة تعلمنا اليقين بالله حتى وإن كان كل شيء حولنا يحاول زعزعة يقيننا، لأن الله لا يخيب ظن عباده.
  • بالإضافة إلى ذلك نتعلم الصبر على ابتلاء الله، حتى وإن حرمنا الله من شيء، فبالتأكيد سيعوضنا خيرًا منه فيما بعد.
  • نتعلم أيضًا الدعاء والتقرب إلى الله تعالى، حتى يفرج لنا همومنا لأنه لا أحد يقدر على ذلك سواه.

اقرأ أيضًا: قصة معجزات النبي داود علية السلام كاملة

في هذا المقال تعرفنا على قصة يعقوب عليه السلام والتي تعلم الأطفال والكبار الكثير من الأمور عن حياة هذا النبي الكريم، والتي تعلمهم الكثير من القيم والمبادئ التي يجب أن يسيروا عليها في حياتهم.

قصص ذات صلة