قصة السيدة مريم العذراء

تعد قصة السيدة مريم العذراء من أهم المعجزات التي حدثت حيث إنها حملت دون أن يلمسها أي مخلوق، واختارها الله لها وخصص سورة في القرآن باسمها لتكريمها على سائر النساء.

وتحكي لنا سورتها عن قصة حياتها وجعل الله ابنها من الأنبياء وأنزل عليه الإنجيل، وسوف نتعرف على قصتها بالتفصيل في هذا المقال.

قصة السيدة مريم العذراء الفصل الأول

كانت من نسل آل عمران ووالدها هو عمران بن ياشم، الذي كان نسبه من سيدنا داوود، ووالدتها هي حنة بنت فاقود.

وكان هناك بعض الأقاويل التي تنسب زوجة سيدنا زكريا أنها تكون أخت والدتها أي أنها خالتها، والبعض الآخر كان يقول إنها تكون خالة والدتها.

ولدت وهي يتيمة الأب، وكانت أمها كبيرة في السن ولم تكن قادرة على تربيتها بسبب سنها، فتطوع زكريا بتولي هذا الأمر وأخذها لكي يربيها ويعتني بها هو وزوجته.

واعتادت على معاملة زكريا لها حيث كانت معاملته طيبة ورقيقه معها وعلمها الأخلاق الحميدة، وكانت عفيفة وطاهرة طوال عمرها.

حببها زكريا في الجلوس بداخل المساجد وكانت هي تحب ذلك، حيث كانت تجلس هناك معظم وقتها.

وكان كلما يذهب زكريا لها كان يجد عندها كمية كثيرة ووفيرة من الفاكهة.

وعندما كان يسألها من أين جاءت بكل هذه الكميات، كانت تجيب بأن الله رزقها بهم.

وكانت من صفاتها حب التقرب لله بالذكر والصوم، والصلاة في معظم الأوقات.

قصة السيدة مريم العذراء الفصل الثاني

خرجت مريم من المسجد الذي كانت تجلس به لأنها كانت تحيض، وجلست في مكان ما شرق اتجاه الشمس.

لكي يكون به ظل عن باقي الأماكن الأخرى، حتى لا تتعب من حرارة الشمس.

في ذلك الوقت أنزل الله سيدنا جبريل -عليه السلام- لها على هيئة بشري مظهره جميل وحسن.

ولكن عندما رأته مريم استغربت، لأنه لم يكن يوجد أحد في المكان غيرها.

لذا فقد استعاذت بالله من شره، حيث إنها حسبته شيطانًا يريد أن يضرها، ولكن طمئنها سيدنا جبريل وقال لها أنه رسول من الله لها.

كما أنه بشرها بمعجزة الله العظيمة لها؛ وهي بأنها تحمل جنين، وسوف يولد بدون حاجته إلى وجود أب.

فتعجبت من ذلك وتساءلت كيف سيكون لديها طفل بدون أن تتزوج أو يلمسها أي رجل فكانت طوال عمرها عفيفة وطاهرة.

بعد معرفة مريم من جبريل -عليه السلام- بخبر حملها، قامت بالابتعاد عن أهلها وجميع الناس.

لكي تخفي أمر حملها عنهم جميعًا، وقامت بالذهاب إلى مكان آخر خالي من البشر، ولا يوجد به أحدًا سواها.

ولكن كان يقلقها الأمر لأنها لا تعرف ماذا ستفعل بعد ولادتها، وكيف ستواجه قومها وسيدنا زكريا بذلك.

شاهد أيضًا: قصة أصحاب القرية في سورة يس للأطفال

قصية السيدة مريم العذراء الفصل الثالث

بعد أن شعرت مريم بقرب موعد ولادتها ونزول جنينها تركت المكان الذي كانت تجلس به البعيد عن البشر، وذهبت إلى مكان آخر لكي يساعدها على أن تلد.

ولكنها في الطريق إلى هذا المكان شعرت بالألم الشديد، ولم تعد قادرة على الاستمرار بالسير، فجلست مكانها تحت نخلة.

ووضعت ظهرها عليها وكان كل ما يشغلها هو نظرة العار التي سوف تراها في أعين قومها.

كانت تتمنى الوفاة بشدة بعد ولادتها لطفلها، حتى لا تتعرض إلى ذلك الموقف.

ولكن أرسل الله لها سيدنا جبريل مرة أخرى، حتى يذكرها بوجود الله معها.

ويطمئنها ويبشرها بأن هذا الطفل الذي سيولد، سيكون له شأن وقدر كبير في المجتمع.

ومعجزة الله لها أيضًا هي أنها عندما هزت النخلة، التي كانت تجلس تحتها نزل منها الثمار الطيب.

بعد ولادتها لطفلها الصغير ذهبت إلى قومها، وهي تحمله على ذراعها، وعندما رأوها تعجبوا جميعًا.

لأنها كانت عفيفة فكيف ولدت طفل دون زواج، فبدأ اللوم عليها، وعلى فعلتها.

لأن والدها كان رجل خلوق، وأمها تقية فكيف فعلت ذلك الذنب، من معجزة الله لها أنه ابنها ينطق.

ويدافع عن أمه من كل الاتهامات التي توجهت إليها، وبدأ قومها يبحثون عن الذي تحدث.

فأشارت إلى طفلها فتعجب الجميع وحينها قال ابنها لهم أنه عبد الله ومبارك منه ورسول من عنده.

اقرأ أيضًا: قصة أصحاب القرية في سورة يس للأطفال

الدروس المستفادة من القصة

بعد أن تعرفنا على قصة السيدة مريم العذراء، ننتقل للتعرف على أهم الدروس التي نستخلصها من هذه القصة حتى نستفيد منها في حياتنا اليومية، والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • الإيمان بالله القوي، وأنه إذا أراد الله لعمل ما أن يتم سوف يهيأ له كل شيء لكي يحدث.
  • نتعلم الثقة في كل الأشياء التي تحدث في حياتنا، وأنها تحدث لسبب ما، حتى إذا كان لا يعلمها إلا الله.
  • نتعلم أن تدبير الله لنا دائمًا يكون هو التدبير الخير لنا عن كل التدابير، التي نتخذها لاستمرار حياتنا.
  • اللجوء والعودة إلى الله دائمًا سواء كنا في وقت محنة وصعب أو في وقت نكون به سعداء وراضيين عن الحياة.
  • التحلي بالصبر على الشدائد فبعد ذلك سيأتي الخير لنا، وذلك شيء مؤكد من الله تعالى.

تابع من هنا: قصة الصفا والمروة وماء زمزم

في نهاية هذا المقال نكون قد عرفنا من خلال قصة السيدة مريم العذراء أن الله قادرًا على فعل أي شيء؛ وتدبير كل الأمور له لكي يحدث.

حتى إذا كان يستحيل على البشر تصديقه، والتعلم وأخذ العبرة من السيدة مريم، بسبب صبرها وقوة تحملها على كل شيء مرت به والسعي إلى الرزق، والإيمان بالله تعالى.

قصص ذات صلة