قصة الأبرص والأقرع والأعمى
قصة الأبرص والأقرع والأعمى من القصص العظيمة التي حدثنا عنها رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، ليعلمنا قدر شكر النعم لله تعالى، وإرجاع الفضل كله لله، وأنه لابد وأن تكون نفوسنا خالية من الكبر، والنكران.
فما هي أحداث القصة؟ وكيف تعامل كل شخص مع ما ابتلاه الله تعالى به؟ ومن نجح في الاختبار؟ لمعرفة جميع هذه الأحداث تابع معنا في المقال التالي.
قصة الأبرص والأقرع والأعمى
طريقة القصص في توصيل سلوك معين، أو رسالة معينة أو حتى عبرة معينة من الأساليب الفعالة، والممتازة في هذا الصدد.
وتعتبر هذه الطريقة من أنجح الطرق في مس قلب المستمع وفهمه للمقصد بسرعة، كما جاء في القصص القرآني، في قصة صاحبة الجنتين، وكما جاء في سورة الكهف، وغيرها كثير.
وكذلك جاء في السنة النبوية ما يدعم هذا الأسلوب كما جاء في العديد من القصص، ومن بينها القصة التي نحن بصددها وهي قصة الأقرع، والأبرص، والأعمى.
والتي حدثنا نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه عن أحداثها ليبين لنا أنه يجب علينا شكر النعم، التي أنعم الله تعالى بها علينا وإن كانت بسيطة، فهي عظيمة بالنسبة لنا.
وأن الله سبحانه وتعالى ابتلانا ليطهر نفوسنا، والذي يغتر بما لديه هو بذلك يدمر نفسه، ولا ننخدع في مظاهر الناس، ولكن ننظر إلى بواطنهم.
وقد أخبرنا نبينا الكريم أن القصة كانت في بني إسرائيل كالتالي:
(إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، أراد الله أن يبتليهم؛ فأرسل إليهم ملكاً،…)
شاهد أيضًا: قصة سيدنا صالح عليه السلام مختصرة
قصة الملك مع الأبرص
لما بعث الله تعالى الملك إلى الأبرص تمثل له في صورة بشري، وقال له: ما هو أحب الأشياء إليك؟
فقال الأبرص: أن يكون جلدي لونه حسن، وشكله حسن، ويرفع هذا البلاء عني، لأن الناس تبعد عني.
وحقق الله تعالى للأبرص ما تمنى بعد أن أمر الله الملك أن يمسح على جلد الأبرص، وأصبح جلده طبيعي.
ولأن الله تعالى هو الكريم، قال الملك للأبرص بعد أن شفاه الله: أي المال أحب إليك؟
فقال: الإبل، فما كان من الملك إلا أن دعا الله تعالى أن ينعم على هذا الرجل بالنعم الوفيرة من الإبل.
فاستجاب الله تعالى له، ورزقه بناقة عشراء.
وقال الملك له: بارك الله تعالى لك فيها.
قصة الملك مع الأقرع
وعندما جاء الملك إلى الأقرع، قال له: أي الأمور أحب إليك؟
فقال له: أن يكون لي شعر جميل، وأن يرفع عني هذا البلاء، لأن الناس تنفر مني.
فمسح الملك على الأقرع بأمر من الله تعالى، فشفاه الله من مرضه، ورجع إليه شعره كما كان.
فقال الملك: أي مال تحب؟ فقال: البقر، فدعا الملك الله تعالى فرزقه ببقرة حامل.
كما قال له الملك: بارك الله تعالى لك فيها.
قصة الملك مع الأعمى
وكذلك الحال مع الأعمى ذهب إليه الملك وسأله عن الأمور التي يحبها؟ فقال له: أن يرد الله تعالى له بصره، ويرى الناس مرة أخرى.
فمسح الملك على عينيه بأمر من الله سبحانه وتعالى، فرد الله تعالى بصره إليه، وسأله أي المال تحب؟
فقال: الغنم، فدعا الله تعالى فرزقه شاة والداً.
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا آدم عليه السلام كاملة ومكتوبة
اختبار الله للأبرص، والأقرع، والأعمى
كل واحد منهم تمنى أن يزول عنه البلاء، وقد استجاب الله سبحانه وتعالى لهم، ورفع عنهم البلاء، ولأنه سبحانه الكريم أعطاهم فوق ما تمنوا.
فكل منهم بعد أن رزقه الله تعالى من المال ما يحب، علا شأنهم، وأصبح للأول وادٍ من الإبل، وللثاني وادٍ من البقر، وللثالث وادٍ من الغنم.
وجاء موعد اختبار الله تعالى لهم، وهل سيرد كل واحد فيهم رزقه وماله إلى الله تعالى؟ أم سيأخذهم الكبر والغرور؟
أتى الملك للثلاثة مرة أخرى في صورة رجل، ولكن في هذه المرة أتى في صورة رجل فقير، يطلب منهم أن يعطوه مما رزقهم الله تعالى منه، حيث يبدو عليه أن حاله ضيق.
ذهب الملك إلى الأبرص وقال له: أسألك بالذي رزقك بالجلد الحسن، واللون الحسن، والرزق الوفير أن تعطيني بعيراً، فما كان من الأبرص إلا أن قال له: الحقوق كثيرة.
فقال الملك: كأني أعرفك، ألم تكن أنت الأبرص الذي كان يبتعد عنه الناس؟ وكنت فقير، فرزقك الله من فضله؟
فقال الأبرص: هذا المال ورثته عن أهلي! فقال الملك: أسأل الله إن كنت كاذباً أن ترجع لأصل ما كنت عليه.
ولأن الأبرص أصابه الغرور والجحود، وكذب رجع إلى أصله.
ثم أتى إلى الأقرع، وقال له مثل ما قال للأبرص، وكان رد الأقرع مثل رد الأبرص، وكان مصيره مثله، فرجع إلى أصل ما كان عليه.
من الذي نجح في الاختبار؟
ثم ذهب إلى الأعمى وقال له مثل ما قال للأبرص، وللأقرع، وكان جواب الأعمى: لقد رد الله تعالى علي بصري.
وكنت فقيرًا فرزقني الله تعالى من الخير الكثير، فخذ ما تريد، واترك ما تريد، فما ستأخذه اليوم لله تعالى، ولن أجهدك في شيء تأخذه اليوم.
فقال له الملك: أمسك عليك مالك، فالله تعالى قد رضي عنك، ولكن سلط سخطه على صاحبيك.
الدروس المستفادة من قصة الأبرص والأقرع والأعمى
- عدم الكبر الجحود لنعم الله تعالى.
- يجب شكر نعم الله تعالى على الإنسان دائمًا.
- الكذب يوقع صاحبه في المتاعب.
تابع من هنا: قصة إبليس مع سيدنا آدم عليه السلام
الابتلاء من العظات العظيمة التي وهبنا الله تعالى بها ولكن يجب علينا حسن التعامل معه، وإلا سيكون الجزاء كبير، كما جاء في قصة الأبرص والأقرع والأعمى، فيجب علينا دائمًا شكر الله على نعمه، وإرجاع الفضل كله لله.