قصة إدريس عليه السلام
قصة إدريس عليه السلام بطريقة بسيطة وميسرة، حيث يعتبر سيدنا إدريس من الأنبياء الأولين، بمعنى أنه من أقدم الأنبياء، وذلك لأنه ثالث الأنبياء بعد سيدنا آدم عليه السلام.
وشيت عليه السلام، عرف عن سيدنا إدريس أنه شخص حكيم، وتميز بأنه كان يعرف العديد من اللغات فضل ونعمة من عند ربه، حيث كان يتحدث أهل الأرض فقط باثنان وسبعون لغة.
قصة إدريس عليه السلام
تبدأ قصة إدريس من بداية التعرف على نسبه، حيث ينتهي نسب نبي الله إدريس عليه السلام عند شيت بن آدم عليهما السلام.
وهما بدورهما كانوا من أوائل الأنبياء الذين تواجدوا على الأرض، وقيل أيضاً عن نسب سيدنا إدريس أنه بن يرد بن مهلاييل.
ويعرف في اللغة العبرية باسم خنوخ، يترجم هذا الاسم في اللغة العربية باسم أخنوخ.
تميز سيدنا إدريس أيضاً بأنه كان عليم بالعديد من اللغات، وذلك بفضل من الله عز وجل.
وكان الهدف من تعليمه كل هذه اللغات هو أن يستخدمها في توصيل رسالة الله سبحانه وتعالى لأكبر قدر ممكن من الناس، ولد سيدنا إدريس عليه السلام في مدينة بابل في العراق على أغلب تقدير.
ولكن يوجد بعض الآراء الضعيفة الأخرى التي ذهبت إلى أنه ولد في مصر، وسمى سيدنا إدريس عليه السلام بسبب الدراسة.
وذلك لأنه كثيراً كان يدرس، ويتعلم من الصحف التي نزلت على كل من آدم أو شيت.
شاهد أيضًا: قصة سيدنا صالح عليه السلام مختصرة
حياة سيدنا إدريس عليه السلام
تلقى سيدنا إدريس الكثير من علمه من نبي الله شيت عليه السلام، حيث استفاد من علمه ومن حكمته كثراً.
وبعد ذلك كان قد وصل إلى أشده، لذا جاء الله به بالرسالة، يعتبر إدريس عليه السلام هو أول نبي يبعث إلى الأرض بعد موت نبي الله آدم عليه السلام.
وتقدر الفترة التي تفصل بين موت سيدنا آدم، وبعث سيدنا إدريس عليه السلام بأنها مائتي عام تقريباً.
يعتقد من قبل العديد من العلماء أن سيدنا آدم عاش تقريباً ستمائة عام، لذا يعتقد أن إدريس ولد وسيدنا آدم لا يزال حياً.
وبهذا يكون عند موت سيدنا آدم كان سيدنا إدريس قد بلغ عامه المئة.
ولكن الوحي لم ينزل على سيدنا إدريس، إلا بعد موت سيدنا آدم بمائتي عام تقريباً.
وظل في نبوته لفترة تقدر بمئة وخمس سنوات، ويجدر معرفة أن الناس الذين عاشوا بين آدم وإدريس كانوا أهل ملة.
وعقيدة حتى أنها كانت تشبه الإسلام، وكانت قائمة على التوحيد بالله سبحانه وتعالى.
ولكن بعد موت سيدنا إدريس اختلفت الأمور مرة أخرى.
دعوة إدريس عليه السلام
إدريس عليه السلام كان يعلم الناس الشريعة السليمة الفطرية التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يتعلمها الناس.
وهي تلك الشريعة القائمة على السمحة والحق والعدل، حيث كان الناس آنذاك مسلمين بالفطرة.
ولم يكن الكفر، والضلال منتشر بينهم، لكن بعد أن توفى سيدنا إدريس جاء إبليس إلى البشر.
ووسوس لهم بصنع تماثيل للأشخاص الصالحين، الذين ماتوا من بينهم وكان عددهم خمس.
ولأن صنع التماثيل لم يكن محرم قاموا بذلك، ومن هنا بدأت فتنة الناس عن دينها.
وبدأت عبادتهم للأصنام الخمسة، حيث ورد عن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أسماء الصالحين.
وهي “وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا”.
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل كاملة
آداب إدريس عليه السلام
يوجد بعض الآداب التي تميزت بها دعوة سيدنا إدريس عليه السلام، حيث حرص على توصيل هذه الآداب إلى قومه، ومنها ما يلي:
- الزهد في الدنيا، لأنها فانية.
- التركيز على ما عند الله سبحانه وتعالى في الآخرة لأنه الباقي.
- كان نبي الله إدريس يبعد قومه عن المحرمات مثل الخمر.
- أمر سيدنا إدريس قومه بالتركيز على بعض الآداب مثل العدل، وعدم الجور.
- كان سيدنا إدريس يأمر قومه بالصلاة، والصيام.
الدروس المستفادة من قصة إدريس عليه السلام
تحتوي قصة سيدنا إدريس عليه السلام على العديد من العبر في طياتها، ولكن يجب أن نؤكد على أن جميع الأنبياء بداية من سيدنا آدم عليه السلام.
حتى سيدنا محمد جاءوا من أجل تنفيذ شيء واحد وهو الدعوة إلى عبادة الله وحده، وفيما يلي العبر:
- الشيء الأساسي الذي من أجله بعث جميع الأنبياء هو الدعوة عبادة الله وحده.
- توضح هذه القصة أهمية الدعوة إلى التخلُّق بمكارم الأخلاق، والاتصاف بأفضل ما فيها ومحاسنها.
- يجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى كرم الأنبياء في الدنيا والآخرة، وكان تكريم سيدنا إدريس هو أنه رفع إلى السماء الرابعة.
- إذا تواجد الشخص في أرض كفر، وكان العيش فيها صعب وضيق، يفضل ويستحب أن يهاجر منها إلى أرض إيمان، يوجد بها رغد عيش، وذلك لأن في القرآن الكريم ورد ذكر السعي في مناكب الأرض.
- أن تحريم شرب الخمر التي من شأنها أن تذهب العقل من الأمور، التي أجمعت عليها جميع الأديان السماوية.
- الإنسان هو خليفة الله في الأرض، يجب أن يعمرها تماماً، مثلما فعل سيدنا إدريس وأسس مدن ونظمها.
تابع من هنا: قصة سيدنا نوح عليه السلام مكتوبة كاملة
قصة إدريس عليه السلام أهم ما يميزها هو أنه كان أول من خط بالقلم، وهو كان أول من تعلم الاستدلال بمواقع النجوم، بالأخص خلال السفر، وكان كذلك أول من يقوم بخيط الثياب بالخيط والإبرة، وكان أول من استخدام الدواب بالأخص الأحصنة للسفر.