قصص واقعية عن التسامح

قصص واقعية عن التسامح، التسامح مع العفو عند المقدرة من أهم السمات التي حينما تتواجد لدى الإنسان تجعله متميز وخاصةً في حال كان لديه تلك القوة لأنها من الصفات التي تحتاج شخص نقي من الداخل وقوي لكي يتمكن من القيام به.

لذلك معنا مجموعة من النماذج عن التسامح والصفح، تابعوا معنا مجموعة من القصص الجميلة المميزة الواقعية التي تتحدث عن التسامح والعفو والصفح عن الآخرين في موقعنا.

قصة الحاج عبد الله

كان هناك رجل اسمه حاج عبد الله كان صاحب محل عطارة وله صديقه اسمه الحاج عبد المقصود كان صاحب محل أقمشة ضخمة، وكانوا أصدقاء مقربين حيث كانوا دائماً ما يجلسون سوياً طوال اليوم يأكلوا يشربوا القهوة ويلعبوا الطاولة معاً.

كانت صداقتهما قوية وجميلة وكل أهل المنطقة على علم بها، ذات يوم حدث حريق ضخم في محل الحاج عبد المقصود وبما إنه صاحب محل أقمشة مسكت النيران في كل الأقمشة، وكان الناس خائفين من المنظر وبدأوا بالصراخ لأن كان الحاج داخل المحل.

ظل عبد المقصود ينادي على صديقه الذي بمثابة أخوه المقرب له عبد الله، ولكن لسوء الحظ كان الحاج عبد الله غير متواجد في المكان لأن في نفس وقت الحريق جاءته مكالمة هاتفية تخبره إن والدته مرضت فجأة وتم نقلها للمشفى في حالة خطيرة.

بعد إنقاذ الحج عبد المقصود من الحريق كان غاضب بشدة من صديق عمره الذي لم يكن بقربه في مثل هذا الموقف ولم يشعر به أو يسانده، كما ظلت الناس حوله يتحدثوا بتهكم عن مدى إهمال الحاج عبد الله لصديقه المقرب في موقف صعب كهذا.

كما انتشرت أقاويل من أهل المنطقة أيضاً عن إن من الممكن أن يكون الحاج عبد الله هو المتسبب في هذا الحريق، بسبب غيرته الشديدة من الحاج عبد المقصود وإن لا توجد صداقة بينهما ولا أي أمر بعد أن تركه في مثل هذا الموقف الصعب.

في صباح اليوم التالي ذهب الحاج عبد الله لصديقه ليطمئن عليه بعد أن سمع عن تلك الفاجعة التي حدثت له، ولكن استقبله الحاج عبد المقصود مقابلة سيئة جداً وأعطاه الكثير من الكلام الجارح.

كما أخبره إنه لم يكن يتوقع منه هذا الفعل وإن من الواضح إن كلام الناس صحيح وإنه قد قام بحرق الدكان الخاص به عن قصد وهرب بعدها، خرج الحاج عبد الله وعلى ملامحه حزن شديد وخيبة أمل من سيل الكلام الصعب الذي قاله له صاحب عمره.

ولكنه على الرغم من صعوبة كلامه، لا إنه لم ينطق بكلمة واحدة ووضع في نيته إن من الممكن أن يكون صديقه قال له هذا الكلام لأنه مر بظرف قاسي عليه وصعب.

استمرت القطيعة فيما بينهما لمدة أسبوع كامل ومن ثم ذهب الحاج عبد المقصود لصديقه الحاج عبد الله ليعتذر له عما قاله له من كلام جارح، كما أراد أن يخبره إن الشرطة أخبرته إن سبب الحريق هو ماس كهربائي حدث في المحل وليس أكثر.

سامحه الحاج عبد الله بشكل سريع وقبل اعتذاره وأخبره إنهما أصدقاء منذ زمن وليس هذا الموقف الذي سيجعلهم يخسروا صداقتهما الأبدية المميزة، وإنه يراعي ظروفه ومدى صعوبة الموقف الذي مر به وعادت الصداقة مرة أخرى وكأن شيئاً لم يكن.

قصة سامح وأحمد

كان سامح وأحمد أخوين يحبان بعضهما البعض كثيراً، كانا يلعبا الكرة كل يوم في وقت الظهيرة في حديقة منزلهما وكان سامح الأخ الأكبر لأحمد وذات يوم خلال لعب الكرة شعر سامح إنه ليس بخير فأخبر أخوه ألا يركل الكرة بشدة لأنه يشعر بالتعب.

ولكن أحمد لم يعط أهمية لما قاله له سامح وظل يلعب معه الكرة حتى ركلها ركلة قوية، نتجت عنها ضربة قوية في القفص الصدري عند سامح، سقط سامح من شدة الركلة والألم وظل يبكي ويصرخ حتى جاء والده ونقلوه إلى المستشفى.

على الجانب الأخر كان أحمد يشعر بالأسى والندم تجاه ما قام بفعله لأخوه دون قصد، وفي المستشفى خلال تواجده مع أخوه ووالدهما ووالدتهما أخبرهم الطبيب إنه يعاني من شرخ في ضلعه الأيمن نتيجة ركلة الكرة القوية.

بعد أن خرج سامح من المستشفى غضب على أحمد وأخبره ألا يتحدث معه نهائياً تلك الفترة، لأنه أخبره إنه مريض ولكنه لم يقدًر ما قاله له فحزن أحمد وظل يبكي في غرفته ولكن والدهما ذهب لسامح وأخبره إن أحمد لم يكن يقصد أن يؤذيه فهو أخوه.

كما قال لسامح إنه يحبه بشدة وإنهما ليس لديهما سوى بعضهما البعض وإن أحمد نادم كثيراً على فعلته ويبكي يومياً في غرفته، مما جعل سامح برغم صعوبة حركته ذهب لغرفة أحمد واحتضنه وأخبره إنه يسامحه وليس غاضباً منه وإنهما إخوة دائماً.

قصة الأعرابي في عهد أبي هريرة

كان هناك رجل أعرابي قادم من البادية ومعه ناقته ولكنه كان منهكاً بشدة من طول الطريق والمسافة، مما جعله يقوم بربط ناقته عند شجرة كبيرة وينام في ظلها ولكن الناقة كانت جائعة بشدة ولم تكن تستطع التحمل.

قامت بقطع حبالها واتجهت إلى بستان قريب منها ظلت الناقة تأكل الأخضر واليابس من هذا البستان وجعلت منظره مخرب تماماً، حينما انتبه لها صاحب البستان قام بضربها بشدة حتى جاءتها ضربة قوية على رأسها وماتت على الفور.

خلال موتها أصدرت صوت سمعه الأعرابي فجن جنونه اتجه الأعرابي إلى صاحب البستان، وضربه وحدث بينهما صراع شديد حتى قام الأعرابي بقتل صاحب البستان.

أمسك به أهله حتى يأخذوه إلى القاضي ليأخذ حق أبوهم، ولكن الأعرابي أخبرهم أن يتركوه يذهب لبلدته يودع أهله ويرد مظالمه ويعود مرة أخرى خلال هذا الحديث كان موجود أبي هريرة.

سمح للرجل أن يذهب ليرد الأمانات إلى أهلها ويودع أهله ويعود مرة أخرى، تأخر الرجل يومين مما جعل الناس تعتب على أبي هريرة فهو لا يعلم عنه شيء حتى يتركه ليذهب كان رد أبي هريرة إنه تركه حتى لا يقال عن أمة محمد إن ذهبت المروءة منهم.

عاد الأعرابي مرة أخرى وحينما سألوه عن سبب عودته قال حتى لا يقال ذهب الوفاء بالعهد عن أمة محمد، فسامحوه أهل القتيل صاحب البستان وقالوا حتى لا يقال ذهب العفو من أمة محمد.

الدروس المستفادة من قصص واقعية عن التسامح

  • التسامح قيمة عظيمة يجب أن يتم بثها في نفوس الصغار والكبار معاً.
  • الشخص الذي يتسم بالتسامح والعفو يكون لديه مجموعة من الصفات المميزة الأخرى، كالنقاء والإخلاص والمحبة والصدق والإحسان.
  • التسامح هو قيمة دينية كبيرة وصانا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
  • ظهور الود والأمل والأمان والصلاح في المجتمع وبين علاقات الأفراد بعضهما البعض.
  • واحد من أهم أسباب نشر السعادة والتخلص من الحقد والكراهية بين الناس.

في خاتمة حديثنا حول قصص واقعية عن التسامح، نكون تعرفنا معاً على مجموعة من أهم القصص الواقعية التي تسرد لنا معنى التسامح والعفو عند المقدرة على أمل أن تكونوا استفدتم منها بشكل كبير دمتم بخير.

قصص ذات صلة