قصة عن الهجرة إلى الحبشة

قصة عن الهجرة إلى الحبشة، وهي تلك القصة التي تسرد الكثير من الأحداث والمواقف التي تعرض لها المسلمين من قبل كفار قريش، رافضين عبادة الله سبحانه وتعالى، نعرض من خلال السطور التالية الكثير عن تلك الأحداث.

قصة عن الهجرة إلى الحبشة

أثناء سرد قصة عن الهجرة إلى الحبشة تجر بنا الإشارة إلى مدى صبر الصحابة، وتقديمهم للكثير من التضحيات نتيجة ما تعرضوا له من إيذاء وتعذيب من قبل كفار قريش، يقينًا منهم بالله على الرغم من شدة أزماتهم.

لقد جعل الصحابة القرآن الكريم هو المرشد لهم أثناء طريقهم ومساعده لرسول الله في دعوته، فقد وجدوا في آياته الكثير من اليقين والثبات على الإيمان.

من أبرز الأمثلة على ذلك سورة الكهف، والتي نزلت لتروي قصة أصحاب الكهف، الذين فروا إلى الله بإيمانهم من ظلم حاكمهم.

بعد أن تعرض الصحابة للكثير من العذاب إذن الرسول الكريم لصاحبته بالهجرة إلى الحبشة، حيث كان يحكمها ملكًا لم يعرف الظلم ولا يظلم أحد قط.

وعليه فقد خرج أول فوج من المسلمين المهاجرين إلى الحبشة، وكان عددهم اثنا عشر رجلاً وأربعة من النساء.

كان من بين المهاجرين الأوائل الصحابي عثمان بن عفان وزوجته ورقية ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

كتم المهاجرين أمر هجرتهم وخروجهم واختاروا الخروج في ظلام الليل، حين علم أسياد قريش بالأمر تتبعوا أمرهم، ولكنهم لم يتمكنوا من الإلحاق بهم.

فقد هيأ الله عز وجل لهم بعض من السفن التجارية التي نقلتهم إلى مقصدهم وقد وجدوا فيها ما وعدوا.

حيث عاش الصحابة تحت ظل ورعاية ملك الحبشة النجاشي بأمان لم يمسهم سوء.

شاهد أيضًا: قصة الصحابي عثمان ابن عفان رضي الله عنه

العودة إلى مكة والهجرة الثانية

لقد أمن المسلمين المهاجرين إلى الحبشة على دينهم وأنفسهم، وبدأوا في ممارسة شعائرهم الدينية بأمان.

ولكن هناك أمر غريب حدث في قصة عن الهجرة إلى الحبشة.

حيث وصل خبر كاذب من مكة المكرمة وقد شاع بين المسلمين، وهو أن مكة وأهلها أسلموا، واتبعوا دعوة الرسول الكريم.

الأمر الذي جعل عدد كبير من المسلمين يقررون العودة إلى مكة، ولكن قبل دخولهم لمكة اكتشف المسلمين حقيقة ذلك الخبر بأنه مزيف وكاذب.

وأن مكة قد زاد الأذى فيها للمسلمين، فقرر البعض منهم الرجوع إلى الحبشة مرة أخرى.

كما أن هناك مجموعة منهم قررت الدخول إلى مكة سرًا فمنهم من دخل في سترة الليل.

ومنهم من دخلها بجوار أحد المشركين متنكرًا فنال من رجع منهم من الحبشة الكثير من ألوان، وأشكال العذاب من قريش.

حين ذاك وجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه لابد، وأن يرجع المسلمين إلى الحبشة مرة أخرى.

لم تكن الهجرة إلى الحبشة في المرة الثانية بالسهولة التي كانت عليها في المرة الأولى.

بل كان الأمر أكثر صعوبة، حيث سمعت قريش بالأمر، وقررت إحباط الهجرة.

ففي تلك المرة كان عدد المهاجرين أكبر بكثير فقد وصل إلى أكثر من مائة مسلم من بينهم مجموعة من بيوت أشراف مكة.

لعل من أبرزها أم حبيبة بنت أبي سفيان وأبو حذيفة بن عتبه وفراس بن النضر وغيرهم الكثير من المسلمين المتعاونين والمبتهلين إلى الله جل وعلا طالبين منه النجاة بإسلامهم.

وقد استجاب الله لهم وخرجوا جميعهم بسلام، وعجزت قريش في الإمساك بهم.

وفد قريش لاسترجاع المسلمين من الحبشة

لعل من أهم المشاهد الملفتة في قصة هجرة المسلمين إلى الحبشة ما حدث من قوم قريش، أثناء محاولتهم من أجل استرجاع المسلمين المهاجرين.

والتي لم تتمكن الإمساك بهم أثناء رحلتهم، فقامت قريش بإرسال عمرو بن العاص، وهو كان من أشد الأعداء للإسلام في ذلك الوقت.

حملت قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعة الكثير من الهدايا، عرف عن عمرو بن العاص بأنه شديد الذكاء والدعاء.

فقام بإغلاق الهدايا على كل بطرياك وقديس من حاشية ملك الحبشة.

حدث عمرو بن العاص جميع أفراد الحاشية بأن هناك مجموعة من المسلمين استوطنوا الحبشة.

وهم على دين غير ديانتهم، طلبًا منهم عرض الأمر على الملك النجاشي.

ذهب عمرو بن العاص للملك وعرض عليه الأمر، ولكن النجاشي تروى قليلاً في الامر.

وقد خالف رأي الجميع وطلب من المسلمين الحضور، حتى يستمع للقصة من الطرفين.

أختار المسلمين جعفر بن أبي طالب لينوب عن المسلمين في ذلك المجلس ويرد على افتراء قوم قريش.

أجتهد جعفر في جمع كامل حجته وبرهانه على أن قريش كاذبين مسترشدًا في ذلك بقصة عيسى بن مريم ورأي القرآن فيها.

كما أن ذكاء جعفر وإيمانه بالله كان أكثر ما ساعده في رد كيد الأعداء عنهم.

شرح جعفر للملك النجاشي تعاليم الدين الإسلامي وما تركته تلك التعليم من أثر طيب على حياتهم.

وأن قوانين قريش ظالمة فهي تدعم قوانين الغابة في سيطرة القوي على الضعيف واستعباده.

كما أنها أضاف أن النبي هو من أمرهم بالهجرة إلى الحبشة ذاكرًا لهم عدل ملكها.

طلب الملك النجاشي من جفر أن يتلوا عليه بعض من آيات القرآن فلبى طلبه.

وقرأ ما تيسر له من آيات، رفض الملك تسليم المسلمين لقريش، وهو قد أسلم على جعفر وظل مخفيًا أمر إسلامه عن القوم.

حين توفى الملك نعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى عليه صلاة الغائب.

اقرأ أيضًا: قصة آسيا زوجة فرعون

الدروس المستفادة من قصة عن الهجرة إلى الحبشة

هناك مجموعة من الدورة المستفادة من الهجرة والتي تعد بمثابة نتائج عن الهجرة إلى الحبشة وهي كالتالي:

  • ضرورة اليقين بالله فقد ساعدت هجرة المسلمين في تمسكهم بدينهم والثبات عليه.
  • كما أنها ساهمت في نشر الإسلام في مكان آخر بخلاف مكة المكرمة.
  • الداعية الذكي و المؤمن بقضيته لا يحدد دعوته بمكان ما أو زمن مختلف.

اقرأ من هنا: قصة طموح وإصرار عبد الله بن مسعود

وبذلك نكون انتهينا من حديثنا عن قصة عن الهجرة إلى الحبشة والتي تعرفنا فيها على الكثير من الفوائد، لعل من أبرزها انتشار الإسلام وزيادة قوة الإسلام، وذلك نتيجة ترابط المسلمين معًا، كما أن للمهاجرين منزلة عظيمة عند الله عز وجل.

قصص ذات صلة