قصة الفيل في القرآن
قصة الفيل في القرآن تعد من أجمل القصص التي توضح لنا قدرة الله تعالى، كما أنها توضح لنا صفات المؤمنين الحق، وهم الذين يتدبرون في آيات الله تعالى ويعرفون قدرته.
وحفظه لبيته الحرام ولدينه الحق، كما أن القصة تعد من أفضل القصص للأطفال، لأنها تعرفهم على المواقف التي من شأنها أن تفيد في حياتهم بفضل عبراتها، وسنتعرف على هذه القصة بالتفصيل في فقرات هذا الموضوع.
قصة الفيل في القرآن الفصل الأول
كان ياما كان، في قديم الزمان، كان يوجد حاكم ظالم لا يخشى الله، ولا يقدر عليه أحد من أهل الأرض، كان يعيش في بلاد اليمن.
وكان يزيد طغيانه فيها كما يشاء، وكان يدعى أبرهة الحبشي على اسم مدينة الحبش وهي اليمن في يومنا هذا.
كان يلاحظ أن بلاد الحجاز يأتيها الكثيرين كل عام من أجل التجارة وللطواف حول الكعبة وعبادة الأصنام.
كما أنه وجد أن الناس ينفقون أموالهم من أجل التجارة مع قبيلة قريش، لذا كان يحسد قريش على المكاسب التي تحصل عليها.
وقرر أن يقوم بتقليدهم، وأمر ببناء كنيسة في بلاده، حتى يأتي الناس إليها، وبالفعل تم بناء هذه الكنيسة.
وأرسل هذا الحاكم للدعوات للناس في كل مكان، حتى يأتوا لهذه الكنيسة في معاد واحد، لكن لم يستجيب أحد لدعوته.
في هذه اللحظة غضب هذا الحاكم غضبًا شديدًا، وحتى يقوم وزيره بتهدئته اقترح عليه أن يقوم بإعداد جيش قوي.
وموكب عظيم ليهجم على الكعبة في بلاد الحجاز ويقوم بهدمها، لأنها تجذب الكثيرين إليها، وبالفعل قد وافق هذا الحاكم على الفكرة.
وقام بوضع في مقدمة الجيش حيوان ضخم غير الفرس الذي كان من المعتاد ركوبه في الجيش، وقد كان هذا الحيوان هو فيل ضخم.
شاهد من هنا: قصة ملكة سبأ للأطفال
قصة الفيل في القرآن الفصل الثاني
تقدم هذا الحاكم وهو يركب على ظهر فيل ضخم من الأفيال التي حضرها ووضعها في الجيش.
وبدأ التحرك صوب بلاد الحجاز وكان عازمًا على تدمير الكعبة.
وعندما وصل إلى البلاد خاف الناس منه خوفًا شديدًا، ولم يستطيعوا أن يتصدوا له.
استغل الحاكم أن لا أحد يقدر عليه وقام بنهب المدينة، ودمر كل شيء في طريقه.
وكان متوجهًا إلى الكعبة حتى يقوم بتدميرها، لكن الله تعالى يأبى أن يهدم بيته الحرام.
وذلك لأنه سيكون مقرًا يفد إليه المسلمون من كل مكان فيما بعد.
وفي ذلك الوقت كان عبد المطلب جد الرسول – صلى الله عليه وسلم – نهب الحاكم إبله فغضب غضبًا شديدًا.
ثم توجه إلى هذا الحاكم وسأله عن الإبل الخاصة به، فأجابه الحاكم بسخرية، واستهزاء من سؤاله ” أتسألني عن الإبل ولا تسألني على ما أقبل عليه “.
فرد عليه عبد المطلب وقال له أن الإبل هو مسؤول عنها، أما الكعبة فلها رب يحميها، وسيمنع هذا الطاغي من المساس بها.
قصة الفيل في القرآن الفصل الثالث
قد حق قول عبد المطلب، حيث إنه عندما تقدم الحاكم صوب الكعبة ومعه أفراد جيشه وحيواناتهم الضخمة.
أبى الفيل الذي كان يمتطيه التحرك، حيث إنه جلس فجأة على الأرض.
ولم يتقدم خطوة واحدة للأمام مطلقًا، وظل الناس في الجيش يحاولون تحريكه لكنه لا يتحرك.
لكنهم عندما وجهوه ناحية الشام تحرك معهم بسهولة، وبينما كان القوم منشغلين في تحريك الفيل حدث أمرًا عجيبًا فجأة.
حيث إن الله تعالى أرسل معجزة على أرض الحجاز، وجاء من ناحية البحر سرب من الطير.
كان كل واحد منها يجمل حجارة صغيرة في منقارها وثلاثة أحجار في أقدامها.
وقاموا بإلقاء كل هذه الحجارة على كل فرد من أفراد الجيش، وبمجرد أن تلمس الحجارة واحد منهم كان يهلك على الفور.
الأمر الذي جعلهم في خوف شديد وحالة هلع، جعلهم هذا المنظر المهيب يفرون خارج الحجاز محاولين الهرب من الأهوال التي يشاهدونها.
وبحثوا عن شخص يدلهم على طريق العودة، وأغلبهم إما مصاب أو مشوه، وحاول حاكمهم الخروج والهرب معهم.
لكن كلما يسير خطوة كان يتساقط جزء من جسده حتى لقى حتفه.
اقرأ أيضًا: قصة النبي إسحاق للأطفال
الدروس المستفادة من القصة
بعد أن تعرفنا على قصة الفيل في القرآن ننتقل للتعرف على أهم الدروس التي نتعلمها من هذه القصة، وذلك في النقاط التالية:
- نتعلم أن أول ما نلجأ له عند إحساسنا بالضعف أو الهوان هو الله تعالى، وذلك لأنه الوحيد الذي يقدر على نصرتنا والتخفيف عنا.
- كما أنه قادر على إحداث المعجزات، التي ستبدل حالنا إلى الأفضل.
- نتعلم ضرورة الدعاء ومناجاة الله تعالى، ويشترط عند مناجاته أن تكون نيتنا صادقة، وخالصة لله تعالى حتى يحقق لنا مرادنا.
- يجب علينا أن نرضى بقضاء الله تعالى وقدره، حتى وإن كان الموقف صعب علينا ونظن أن به شرًا لنا.
- لأننا لا نعلم ما الهدف وراء هذا الأمر لعل الله يحمل لنا الخير بعد ذلك.
- نعلم أن الله تعالى قدرته عظيمة، حيث إنه قادر على إهلاك الظالمين، وأعداء الدين والرسول.
تابع أيضًا: قصة صاحب الجنتين للأطفال
قصة الفيل في القرآن لها القدرة على إظهار قدرة الله تعالى، وذلك لأنها توضح لنا فشل الحاكم الطاغي في هدم الكعبة على الرغم من امتلاكه فيل قادر على هدمها بسهولة بالإضافة إلى جيش قوي، وذلك بسبب حماية الله عز وجل لها.